تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبهذا والله أعلم تجتمع الأحاديث الواردة أنها تنتقل في العشر الأخير كما في قول شيخنا رحمه الله السابق وبهذا قال جمع المحققين من أهل العلم

علامات ليلة القدر: يقول شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ليلة القدر لها علامات مقارنة وعلامات متابعة أما علاماتها المقارنة فهي - قوة الإضاءة في تلك الليلة وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيدا عن الأنوار – الطمأنينة أي طمأنينة القلب وانشراح الصدر من المؤمن فإنه يجد راحة وسكينة في تلك الليلة أكثر مما يجده في بقية الليالي وكذلك يجد لذة في القيام أكثر مما في غيرها من الليالي – أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا يأتي فيها عواصف أو قواصف بل يكون الجو مناسبا – أنه قد يرى الله الإنسان الليلة في المنام كما حصل لبعض الصحابة

أما العلامات اللاحقة فإن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع صافية حتى ترتفع وهذا ليس كعادتها في سائر الأيام (انتهى كلام الشيخ بتصرف يسير) من الشرح الممتع

وإليك الأدلة على ما ذكر الشيخ رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء) صحيح رواه البيهقي والبزار وابن خزيمة وصححه الألباني في صحيح الجامع

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة القدر ليلة بلجة (أي منيرة) لا حارة ولا باردة ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها .. حديث حسن رواه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير وهو في صحيح الجامع

وقد أخفى الله عز وجل علم تلك الليلة العظيمة عن العباد رحمة بهم ليكثروا من العبادة والطاعة طلبا لأجر تلك الليلة فهي ليال قلائل يحصل فيها أجر عظيم وثواب جزيل فأكثر فيها أخي المسلم من الذكر والدعاء خاصة الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها حين قالت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)

أخواني وأخواتي:

الله الله بالجد والاجتهاد فيما بقي من أيام الشهر المبارك فإنما الأعمال بالخواتيم وإنما تخرج الخيل الأصيلة غاية ما عندها في نهاية السباق ..

فجميل أن نفرغ أنفسنا هذه الليالي المباركة تأسيا بنبينا صلى الله عليه وسلم الذي كان يعتكف في العشر الأواخر التماسا لليلة القدر

جميل أن تضاعف قراءتك للقرآن الكريم وتكثر من الدعاء والتضرع والجود والصدقة فما أحوجك إلى الصدقة وما أحوج الفقراء إلى بذلك وإحسانك وهي من علامات القبول بإذن الله

اخواني وأخواتي ..

كيف لا تجري للمؤمن على هذه الأيام دموع وهو لا يدري هل بقي له من عمره إليها رجوع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير