فهذا هو القرآن يتنزل في مكة ثلاث عشرة سنة لا يحدثهم في الأعم الأغلب إلا في موضوع العقيدة لحاجة المسلمين الجدد لهذا الموضوع دونما سواه، كما أن القرآن كان يتنزل طيلة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم يعالج المواقف والوقائع التي كانت تقع آنذاك. وهذا هو الرسول صلى الله عليه وسلم يستغل وقوع الحوادث والمناسبات ليحدثهم عنها، كما حدث عند كسوف الشمس في عهده وعند خوض نفر من المسلمين في حادثة الإفك وغير ذلك كثير.
9 - مشاركة الجمهور: وذلك عن طريق إلقاء الأسئلة عليهم واستقبالها منهم، ففي خطبة الوداع يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه فيقول:
(أتدرون أي يوم هذا؟ … .. الخ الحديث) [رواه البخاري في فتح الباري المجلد الأول كتاب العلم رقم الحديث 67].
ويسألهم في حديث أخر فيقول: (أتدرون من المفلس؟ …….الخ الحديث) [ترتيب أحاديث صحيح الجامع المجلد الثالث الحديث رقم 1 صفحه 117].
كما كان صلى الله عليه وسلم يستقبل الأسئلة منهم حيث ورد في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قاربوا وسددوا، وأبشروا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل) [صحيح الجامع برقم 4173 المجلد3 - 4].
وفي الحديث الآخر المتفق عليه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، إن لنا في البهائم أجرا؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر) [صحيح الجامع برقم 2870 مجلد 3 - 4].
10 - ابدأ بالمعلوم ثم انتقل للمجهول: من ذلك ضرب الأمثلة وهو كثير في القرآن والسنة ففي القرآن يقول تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} [البقرة 261].
أما من السنة ففي خطبة الوداع بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقرير حرمة اليوم والشهر والبلد وهي أمور معلومة لأصحابه ثم انتقل إلى ما قد يجهلونه وهو أن دماءهم وأموالهم حرام عليهم كحرمة هذه الأمور، [رواه البخاري في فتح الباري المجلد الأول كتاب العلم رقم الحديث 67].
11 - تأكد من الإفهام: بسؤالهم هل فهموا؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر خطبة الوداع: (ألا هل بلغت (ثلاثا) حتى قالوا: نعم، فقال: اللهم فاشهد) [رواه البخاري في فتح الباري المجلد الأول كتاب العلم رقم الحديث 67].
كما أن توجيه الأسئلة إليهم عن موضوع الإلقاء سواء شفويا أو تحريريا بعد نهاية الدرس أو المحاضرة واستقبال أجوبتهم ينبئك عن مدى فهمهم للموضوع.
12 - تعزيز الفهم و التحفيز: بالتكرار، والأسئلة فيما سبق طرحه، والحوافز المادية والمعنوية، والتنويع في الوسيلة والأسلوب.
13 - التعليم بالتطبيق العملي: صعد الرسول صلى الله عليه وسلم المنبر لتعليم أصحابه الصلاة وقال (صلوا كما رأيتموني أصلي) [إرواء الغليل رقم 262 المجلد الأول صفحه 291]، وقال كذلك في الحج (خذوا عني مناسككم) (لتأخذوا عني مناسككم… .. الخ الحديث) [ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادة رقم 3 المجلد الأول صفحه 441].
14 - مبدأ البذرة والأرض والساقي: يصور ذلك تصويرا جميلا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان، لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به) [رواه البخاري، فتح الباري رقم 79 المجلد الأول].
¥