قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة لغرفا، يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها". فقام إليه أعرابي فقال: "لمن هي يا رسول الله؟ ". قال: "هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والنَّاس نيام" حسن_صحيح الجامع (2123)
وقال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم" صحيح_صحيح الجامع (4097)
وهاك طريقة التدرج في القيام:
*- ركعتان على الأقل في جوف الليل، وليس الطول شرطاً لهما، ولابد من القراءة من المحفوظ من القرآن.
*- في اليوم الثاني مباشرة لا تتكاسل، ولا تفرط: اجعلها أربعاً، واجتهد في التدبر لتشعر بحلاوة الإيمان.
*- وبعد أسبوع اجعلها ستاً ثم ثمانيًا عدا الوتر.
*- ابدأ بعد ذلك بتطويل الركعات حتى ولو بالقراءة من المصحف.
*- استشعر حال قيام الليل الأنسَ بالله والخلوة معه سبحانه.
*- لتجنب الملل المسبب للترك، لا تجعل صلاتك على وتيرة واحدة كل ليلة: في ليلة أوتر بخمس، وليلة أوتر بثلاث، وليلة أوتر بسبع، وليلة لطول القيام مع عدد ركعات أقل، وليلة لطول السجود، وليلة لتكثير الركعات وتخفيف الصلاة .. وهكذا.
*- إذا فاتك القيام بالليل، اقضه بالنهار.
4 - الصيام:
أ - صيام الاثنين والخميس وثلاثة أيام البيض من كل شهر مدرجة لخير الصيام.
ب-إذا صمت فليصم سمعك وبصرك، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك، وفي الصيام احفظ لسانك، وليكثر ذكرك لله، وليظهر على سمتك الخشوع والوقار والإخبات، وإياك والمعاصي ..
ج -احرص على السحور متأخراً، وعجّل الإفطار.
د-احرص على أن يصوم معك أهل البيت، وشجّعهم على ذلك، واجتمعوا على الإفطار والسحور.
ه-احرص على إفطار الصائم: ادعُ غيرك إلى الصيام، وفطّر الصائمين.
و-استشعر المعاني الإيمانية أثناء الصيام من إقامة حاكمية الله على النفس الأمارة بالسوء، فتعُود أمَة مأمورة غير آمرة ومطيعة غير مطاعة، وأيضا استشعر ذل الفقر والحاجة والضعف والفاقة، واستشعر نعمة الله في المطعم والمشرب.
5 - الاعتكاف:
مع ضجيج الحياة وكثرة صخبها .. مع المادية القاتلة التي تطحن الناس بين رحاتها .. مع ضرورة الاختلاط بالناس .. يتكدر القلب، ويتعكر صفو النفس، فنحتاج إلى هدوء وراحة، فلابد لها من عزلة وخلوة.
ولذلك؛ يلزمك -أخي طالب التربية- اعتكاف يومي، فخذ لنفسك الأنسب لحالك، ولا تفرط: إما بين المغرب والعشاء يومياً، وإما بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس كل يوم.
وفي هذا الاعتكاف اليومي؛ لابد لك من أمور:
1 - استصحب النية أولاً، وارجُ ثواب الله.
2 - ذكر الله هو الأصل في هذه الجلسة، واستشعر أن جليسك الله. قال تعالى في الحديث القدسي: "أنا مع عبدي إذا هو ذكرني، وتحركت بي شفتاه" صحيح_صحيح الجامع (1906)، فاجلس بالرغبة والرهبة.
3 - من آداب هذه الجلسة: ألا تلتفت، ولا تنشغل بغير ذكر الله، وليتعود النَّاس منك ذلك، ولا تكلم أحداً، ولا تسلم على أحدٍ، ولا تشارك في شيء، بل هذه خلوتك.
وقد يكون هذا الاعتكاف في مسجد لا يعرفك فيه أحد. وإذا تعذر الأمر، فاجعل لك خلوة في بيتك ساعات كل يوم، حيث لا يراك أحد، ولا يشغلك شيء.
4 - المحاسبة اليومية من أهم أعمال هذه الخلوة، فالزم نفسك المحاسبة، والتزم بالكلمات الخمس:
*- المشارطة: أن تشترط على نفسك صبيحة كل يوم أن تسلمها رأس المال: وهو العمر (24 ساعة)، والأدوات: وهي القلب والجوارح.
وتشترط عليها أن تضمن لك بذلك الجنة بالأعمال الصالحة آخر النهار.
*- المراقبة: أن تراقب نفسك طيلة اليوم، فإن همَّت بمعصية ذكَّرْتَها بالمشارطة، وإن توانت عن طاعة زجرتها بالمشارطة.
*- المحاسبة: أن تستعرض شريط يومك نهاية كل يوم، وبالورقة والقلم يتم حساب الخسائر والأرباح ومعرفة مصير المشاركة مع النفس.
*- المعاتبة: أن يحصل العتاب على التقصير.
*- المعاقبة: أن يتم العقاب على الذنوب والغفلة، فتعاقب نفسك بحرمانها من بعض شهواتها، وإلزامها بزيادة قرباتها، بذلك تنجو من شرها، وتقودها سالمة إلى ربها. والله المستعان.
اعتياد هذا الاعتكاف بهذا البرنامج يومياً يؤدي إلى تلافي الأخطاء وإصلاح الأحوال فاصبر، والزم تلتزم.
6 - الذكر.
¥