تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لو أوقد رجل مسلم نارًا على قمة جبل وأوقد رجل مشرك نارًا على قمة جبل أخر لكان ينبغي ألا يرى أحدهما نار الأخر ,ولك أن تتصور المسافة التي تكون بين الجبلين، حتى أن المرء إذا صعد قمة الجبل لا يرى النار المشتعلة على قمة جبل أخر، وفي هذا حث شديد على المباعدة بقدر المستطاع عن هؤلاء.

الاعتبار التاريخ مسألة في غاية الأهمية، أمراض الأمم واحدة وموجب العذاب واحد ? فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا? (الشمس:14)، وقال تعالى:? فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ? (العنكبوت:40)، فموجب العذاب واحد وأمراض الأمم واحدة.وكما قال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-: (واستدل على ما لم يكن بما كان فإن الأمور اشتباه) أي أن الذي حدث أمس هو هو الذي يحدث اليوم، هو هو الذي سيحدث غدًا، ما الجديد في ذلك؟ الشخوص الذين عاينوا أمس ليس هم الذين يعيشون الآن والذين سيلابثون هذا ليس هم الذين يعيشون الآن، بل هي أمة تأتي ,كمثل الذي يكون معه خطبة واحدة ويلف الجمهورية بخطبة واحدة فالخطبة قديمة بالنسبة له جديدة لكل مستمع، كلما دخل بلد فلا يوجد غير هذه الخطبة، فتكون جديدة على أهل البلد وعلى هؤلاء وهؤلاء، أما هي بالنسبة له فقديمة ,إنما قدمت لهذا بين يدي هذه المجالس التي ستستمر معنا في هذا الشهر الكريم وما بعده من الأشهر، والتي كنت عنونتها بعنوان مدرسة الحياة، ومدرسة الحياة، التي هي التجارب.

أَفْضَلُ مِنْ يَسْتَفِيْدُ بِالتَّجَارِبِ هُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ: عندهم علم وعندهم حكمة وعندهم تأمل، أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال كما في الصحيحين " كنا نهينا أن نسأل رسول الله ?، فكان يعجبنا أن يأتي الرجل العاقل من البادية يسأل ونحن نسمع" قال:"يعجبنا أن يأتي الرجل العاقل "لماذا؟ نهوا عن السؤال ويحتاجون إلى معرفة أشياء ذات بال، الذي يسأل عن الشيء ذي البال , الرجل العاقل ولذلك يقول سفيان بن عيينة: وقد سأل أصحابه يومًا وهذا السؤال يسأل إليكم أيضًا: من أحوج الناس إلى العلم؟ قال سفيان: أحوج الناس إلى العلم هم أهل العلم، لماذا؟ لأنهم منارات الناس، كلما يريد أحدُنا شيئًا إنما يفزع إلى واحد من أهل العلم، والجهل بهم قبيح، وهذا كلام سفيان بن عيينة- رحمه الله-، ونحن مع رجل عالم له تجربة واسعة وعريضة، وكلما لابث العالم الناس،كان على وعظه وإرشاده من البهاء ما لا يكون على كلام حبيث المكتبة، رجل يحبس نفسه في المكتبة لا يتعامل إلا مع الكتب، تراه في معالجة المسائل يختلف عن الرجل الذي لابث الناس وعايشهم.

أميز ما يميز الذي لابث الناس عن غيره أنه يستطيع تنزيل الدليل على الواقع:وأرى أن هذه من أجل مهمات العلماء، ليس من مهمة العالم فقط أن يلقي الدليل ساذجًا إلى السائل، المسألة الفلانية يقول له دليلها كذا، أنت ممكن تعطيه الدليل وهو يختلط عليه لا يعرف كيف يتعامل مع الدليل، فحينئذٍ يعطيه أهل العلم من فقههم وفهمهم فينزلون الدليل على واقع المستفتي.مثلاً: أرسل لي أحد الأشخاص رسالة على المحمول، يقول فيها: امرأتي تسبني وتسب أهلي بأغلظ أنواع السباب وبصقت في وجهي وجرحتني بالسكين، وأمرتها أن تجلس من العمل فأبت وقالت أطلق ولا أترك العمل فهل لو طلقتها أكون طالمًا لها؟ فهذا ماذا نقول له؟ وأنت أمام المشاكل الذي أنا قلتها وأنت تريد أن تنزل الدليل على الواقع، فماذا تقول له، لو امرأة بصقت في وجه زوجها، وليس ذلك فقط، إنما هي تقول له لو أبوك خلف رجل طلقني، فهذا الرجل أفتاك وقال لك أطلقها أم لا؟ تقول له طلقها أم لا، هذا الرجل لو سألني أقول له لا تطلقها، لماذا؟ لأنك تنفخ في قربة مقطوعة، لأن شيء واحد مما ذكرته لكم كفيل بطلاقها، هذا رجل ليس عنده شخصية لا يستطيع أن يتخذ القرار لو حاولت أن توقفه وتجعله رجل سيتخلى عنك، ولن يعرف أن يقوم بالدور الذي تريده تقول له قف وأدبها وربيها وغير ذلك، كان رباها قبل أن يسألك لا ينفع لأن مثل هذا من الجناية عليه أن تقول له طلقها، لكن تقول له إيه ماذا حدث؟، وماذا الذي يضر إذا بصقت في وجهك، ولما تقول أبوك خلف رجل، فهؤلاء الأولاد من أين؟ ولو أمسكت لك السكين فأحسن بها الظن ماذا تقول له غير ذلك، لأن شخصية هذا لا ينفع أن تقول معه غير ذلك ومثل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير