تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[23 - 09 - 10, 06:34 ص]ـ

الْجُزْء الْثَّانِي مِن الْدَّرْس الْأَوَّل

كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي- رحمه الله- كتاب ممتع وفيه تجارب بل لعله أشهر واعظ للإسلام على الإطلاق، كان الخليفة يصلي خلفه، وكان يقول الكلام على بديهته يحتار المرء كيف أتي به علي البديهة، وكان يحضر مجلسه مائة ألف، وأسلم على يديه مائتا ألف، أما العُصاة الذين تابوا على يديه فحدِّث ولا حرج، وكان مع هذه الحشمة كثير التصنيف.يقول الذهبي – رحمه الله- (أنا لا أعلم في الإسلام رجلٌ صنَّف مثل هذا الرجل) صنَّف ستمائة كتاب، الكتاب يتراوح ما بين ملزمة إلى عشرين مجلدًا هذا مع الوعظ، وعندما يكون الإنسان واعظاً مسدداً في الوعظ كل الناس تتهافت عليه كل مشاكل الناس عنده، أي واحد يريد أن يتوب كما يحدث الآن , يأتي ويقول أعطيني وقت لكي أحكي لك عن حياتي الماضية وأقول لك ماذا عملت في حياتي لكي تقول لي أخرج من هذه المظلمة بالطريقة الفلانية ومن هذه المظلمة بالطريقة الفلانية.لو أنك ستعطي للناس من صبرك وحلمك، ممكن تعطيهم كم ساعة في اليوم مع مراعاة أنك رجل لك مؤلفات، ولك أسرة ولك حياتك الخاصة، ممكن تعطيهم كم ساعة في اليوم، خمس ساعات، ستسمع كم واحد في اليوم تسمع لخمسة، ستة، ومع هذا الجهد الكبير استطاع أن يؤلف ستمائة مؤلف وفي شتي فروع المعرفة، لم يترك شيء لا حديث، ولا فقه، ولا عربية ولا تاريخ، ولا تفسير ولا بلاغة ولا عروض، ولا أدب وغير ذلك إلا صنف فيه كتابًا وكتابين وثلاثة وأربعة، فنحن أمام رجل صاحب تجربة عريضة. < o:p>

وأنا اخترت هذه الخاطرة لأنها تصلح أن تكون أول خاطرة في الكتاب لأنها آفة كلنا نعاني منها.يقول- رحمه الله-: (قد يَعرِضُ عند سماعِ المواعظ للسامِع يقظةٌ فإذا انفصل عن مجلسِ الذِكر عادت القسوة والغفلة، فتدبرت السببُ في ذلك، فَعَرفته ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك، فالحالة العامة أن القلبَ لا يكون على صفته من اليقظة عند سماع الموعظةِ وبعدها، لسببين:-< o:p>

أحدهما: أن المواعظ كالسِيَاط، والسياط لا تُؤلِم بعد انقِضَائِها إِيلَامَهَا وقت وقوعها. ثانيها: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مُزَاحَ العِلَة، قد تَخَلَّى بجسمهِ وفكرهِ عن أسباب الدنيا، وأنصَتَ بحضور قلبه، فإذا عاد إلى الشواغلِ اجتَذَبَتهُ بِآفَاتِهًا، فكيف يصح أن يكون كما كان؟ وهذه حالة تَعُمُ الخلق، إلا أن أربابَ اليقظة يتفاوتون في بقاء الأَثَر، فمنهم من يَعزِم بلا تردد ويمضي من غير التفات، فلو توقف بهم رَكبُ الطَبعِ لضجوا كما قال حنظلة عن نفسه: نافق حَنظلة، ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلةِ أحيانا ويدعوهم ما تقدم من المواعظِ إلى العمل أحياناً، فهم كالسُنبلة تُمِيلُها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير