تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ضحك ثم قال هذا البيت كان سبب تعلمي العربية، قيل له وكيف ذلك، قال: رأى أبي قبل أن أولد أن في يده رُمحًا وعلى رأسه قِنديل، وقد وُضع هذا الرمح أو غُرس هذا الرمح في صخرةٍ في بيت المقدس فصادف أن جاء ظافر الحداد وبن أبي حصينة وكلاهما مشهور بالأدب، فجاء الدكان عند أبي، فقال أبي، وذكر أبيات أبي صخر، فلما وصل إلى هذا البيت قرأه هكذا.< o:p>

تَكَادُ يَدِيَ تَنْدَى إِذَا مَا لَمَسْتُهَا< o:p>

وَتَنْبُتُ فِيْ أَطْرَافِهَا الْوَرَقُ الْخُضْرِ< o:p>

الْخُضْرِ وليس الخُضرُ، فضحك منه للحنه ولغلطه، قال أبو محمد فلما بلغت خمسة عشر سنة قال أبي يا بني إني أريد أن تحقق لي أمنية، وذكر له الحكاية، فقال أبو محمد: أي علم تريدني أن أتعلم؟ قال: تعلم العربية حتى تعلمني فلا أقع في اللحن.قال: فتعلمت العربية وكنت أذهب إلى أبي بكر بن السرَّاج أحد أئمة العربية الكبار اسمه محمد بن عبد الملك أتعلم منه ثم أرجع إلى أبي فأعلمه،.< o:p>

هذا خطأ وقع فيه، لحن وقع فيه، وهذا اللحن صادف ابنًا وفيًا لأن الولد ما تعلم ما يريد، إنما أراد أن يعين أباه، أبوه يريد أن يتعلم العربية، وقع في لحن أو وقع في معرة اللحن، فقال الابن البار لأبيه أي علم تريدني أن أتعلم؟، ولذلك بورك له فيه بدعوة أبيه، لأن أباه كان يدعوا له كما قلت في مطلع الكلام حتى صار إمامًا منقطع القرين في زمنه تُشد إليه آباط الإبل لتعلم اللغة العربية على يديه ,حتى أنه إذا ذُكر كتاب سيبويه يُذكر أبو محمد بن بري – رحمه الله- لأنه كان قيمًا بهذا الكتاب مع ما يعرفه أهل العربية من صعوبة هذا الكتاب.< o:p>

أخرج الإمام البخاري في صحيحه معلقًا ووصله الترمذي وأحمد وغيرهم بسند حسن عن زيد بن ثابت – رضي الله عنه- قال:" قَالَ لِيَ رَسُوْلُ الْلَّهِ- صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- تَعْلَمُ كِتَابَ يَهُوْدَ فَإِنِّيَ أَخْشَىْ عَلَىَ كِتَابِنَا، قَالَ زَيْدٌ فَحَذُقْتُهُ فِيْ خَمْسَةٍ عَشَرَ يَوْمًا " أي أنه صار ماهرًا بلسان اليهود في نصف شهر، ولسان اليهود هو العبرية، وفي رواية الترمذي أنه أمره أن يتعلم السريانية.< o:p>

قَالَ الْحَافِظُ بْنُ حَجَرٍ- رَحِمَهُ الْلَّهُ-: ولا مانع أن يتعلم اللسانين جميعًا لاحتياج أحدهما إلى الآخر، فرجل يتعلم لغة قوم لا يعرفها في نصف شهر ما الحامل له على ذلك؟ قول النبي- صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" إِنِّيَ أَخْشَىْ عَلَىَ كِتَابِنَا "، فإذا قلت لواحدٍ ممن يعرفون حقيقة المحنة التي يعيشها المسلمون الآن وأننا نخشى على سنة نبينا- صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- فهل يا ترى يكون عنده من الحافز كما كان عند زيد.< o:p>

وأنا إنما أضرب مثلًا بهذه الحكاية حتى أستثير نخوتك ومروءتك، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالديانة كما بدأت كلامي، يقول النبي- صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لزيد:" إِنِّيَ أَخْشَىْ عَلَىَ كِتَابِنَا "، فيتعلم زيدٌ لغةً غير لغته في خمسة عشرة يومًا، حتى صار قيمًا به.< o:p>

من الشريط الثاني من الباعث الحثيث لشيخنا أبي إسحاق الحويني حفظه الله< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير