تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من قصص "الأسر" الكنسي في مصر]

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[23 - 09 - 10, 06:45 م]ـ

جمال سلطان

23 - 09 - 2010 00:50

هذه الرسالة وصلتني من طبيبة فاضلة، كانت زميلة دراسة مع الفتاتين دارستي الطب "تيريز" وماريان، وهما من الفيوم، وقد أسلمتا وحسن إسلامهما ثم تم اعتقالهما عندما ذهبا إلى الجهة الأمنية بالفيوم من أجل توثيق إسلامهما حيث تم تسليمهما "لأمن الكنيسة" ومن يومها وقد دخلا في دياجير الظلام منذ خمس سنوات وحتى الآن، وأعتذر عن نشر الرسالة بطولها وحتى بأخطائها الإملائية، حتى أنقل للقارئ نبضها وهي تحكي القصة كاملة، وتكشف بتلقائية وبراءة شديدة: لماذا يغضب الناس، ولماذا يعتقدون أن هناك دولة للكنيسة بالفعل داخل مصر، تقول سطور الرسالة:

اود ان احكى لكم جانبا من قصة اخواتى "تريزا إبراهيم"، و "ماريان كامل عياد"، كشاهدة عيان على اسلامهم و اشهد الله على ان هدفى من كتابة تلك السطور هو اولا مساعدتهم و مساعدة من فى مثل ظروفهم و ثانيا ابراء ذمتى امام الله من التقصير فى حق نصرتهم فى ذلك الوقت.

بدأت معرفتى بتريز وماريان عندما كنا طلبة بالفرقة السادسة بكلية الطب و شاء الله عز وجل ان يكون سكنى قريبا من سكنهم، حيث كانتا تقيما معا فى نفس الحجرة بالمدينة الجامعية فى تلك السنة، و كنت جارة لهم، ولاحظت عليهم وقتها تصرفات غريبة جعلتنى اراقبهم لمحاولة ايجاد تفسير لهذه التصرفات, فقد كانتا تسترقان السمع للمحاضرات الدينية التى كانت تلقى عقب كل صلاة؟ وكانتا تلقيان التحية الاسلامية " السلام عليكم " بل واحيانا "ورحمة الله "على المسلمات و بصفة خاصة الملتزمات و المنتقبات و ذلك عكس ما هو ملاحظ من تجنب المسيحيات للحديث معهن.

ايضا بدات الاحظ انهما تخرجان وقت كل صلاة تقريبا لدورة المياة حيث يعج المكان بالمسلمات المحافظات على الصلاة وانهن يؤدين ما يشبه الوضوء.

شرح الله عزوجل صدرى لهن و عقدت العزم على دعوتهم للاسلام فقد استشعرت فيهن الميل اليه، وبالفعل بدات بالذهاب لحجرتهن بحجة استعارة مذكرة او محاضرة ولو لم اكن احتاج اليها , فوجتهما متحفظات فى التعامل معى ومرتبكات حتى فاتحتهن فعلا انى ارتاح لهن وانى ارغب بالتحدث معهن عن الاسلام و مناقشتهن، ففوجئت بردهن حيث كتبن لى رسالة ,طلبوا منى ان ذاك تمزيقها فورا ,يخبرننى فيها انهن بالفعل مسلمات منذ فترة وانهن سعداء بتقربى منهن لانهن بحاجة الى من تساندهم و تعلمهم بعض الامور التى ما زالوا يجهلونها.

كانت مفاجأة رائعة بل مذهلة .. و ما زلت اذكر السعادة العارمة التى شعرت بها و الحب الذى ملا قلبى لهم، قررنا ان نلتقى بعد ذلك سرا معظم الوقت حتى لا يشك احدا فى امرهم بل انى عملت فيما بعد على ابعاد الشكوك عنهم و تنبيههم اذا لفت نظر اى من المسلمات شئ من تصرفاتهم.

فاذا قالت لى احدى الفتيات انى استشعر اسلامهن نفيت ذلك قطعا و حاولت تغير معتقدها عنهن. وذلك من اجل الحفاظ عليهن و على سريه اسلامهن نظرا لخطورة الموقف و لرغبة تريز وماريان ان يظل الامر سرا حتى انتهاء الدراسة و تخرجهن.

علمت فيما بعد قصة اسلامهم فقد كانوا مجموعة اصحاب فى السنوات الاولى للدراسة تتكون من فتيات وشباب و لم يكن المسلمون فى هذه الصحبة ملتزمون ان ذاك و فى احد الايام تطرق الحديث فى هذه الصحبة الى امر الدين فبدأ كل طرف يشكك فى عقيدة الاخر و يدافع عن عقيدته و اشتد الجدال و بدأ كل طرف يقرأ و يسأل ليرد على اتهامات الاخر.

و اريد ان اوضح انه حتى تلك اللحظة كان الرابط الاوحد بين الاطراف هو فقط الصحبة والزمالة ليس اكثر, و ان المسلمين فى هذه الصحبة اصبحوا بعد ذلك من الملتزمين بفضل بحثهم و جدالهم و محاولتهم معرفة الحقيقة و الدفاع عن الاسلام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير