تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بعد مناقشات عديدة امتدت لشهور دخل الى قلوبهن ان عقيدتهن يشوبها الشكوك و ان هناك الكثير من الاسئلة ليس لها اجابات و اقتنعن ان عليهن البحث عن الحقيقة بحياد و كانت تلك بداية قرائتهن للاسلام و بعد شهور من الدراسة و التفكير دخل الايمان الى قلبهن و دخلت تريز اولا الى الاسلام بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله و اسمت نفسها سرا فاطمة فى حين كانت ماريان ما تزال على المسيحية و ذلك فى بداية شهر رمضان من ذلك العام و ظل الوضع هكذا 25يوما حتى قررت ماريان هى الاخرى الدخول فى الاسلام و تسمت سرا ب مريم و كان من الضرورة ان يستعينوا بمن يشرح لهن الوضوء والصلاة و وقع اختيارهن على زميلة مسلمة امينة على الاسرار و بالفعل اتت لحجرتهن و علمتهن الوضوء و الصلاة و كانت تساعدهن من وقت لاخر.

فى ذلك الوقت لم يعلم باسلامهن الا هذه الاخت و المسلمان اللذان كانا يجادلاهما كما علمت من مريم وفاطمة

ما فوجئت به حقا اكثر من خبر اسلامهما هو الالتزام الذى لمسته فيهما:فقد كانتا قد حفظتا فى فترة وجيزة خمسة اجزاء من القران الكريم و كانتا تصليان بانتظام اكثر من بعض المسلمات جا راتنا فقد كانتا تحافظان على صلاة الفجر و لن تصدقوا انهن كن يصليان قيام الليل!!! كنت اتحسر على حال المسلمات الغير ملتزمات و الاتى يقصرن فى الصلاه و الامر سهل وميسور عليهن فى حين تعانى تريز وماريان اقصد فاطمة ومريم

تعانين الامرين من اجل القيام بهذه العبادات.

ليس هذا كل شئ فقد كانتا تصومان ليس فقط شهر رمضان بل كانتا تواظبا على صيام الاثنين و الخميس!!!!!!!!!!!!

اشهد الله العظيم ان كل ما قلته حق وانى لا ابتغى الفتنة و لكنى اعانى من تانيب الضمير عندما ارى ما يفعله الاخوة لنصرة كاميليا و اجد نفسى مقصرة فى حق اخواتى وقد كنت اسهر معهم نتعلم تجويد القران ونتدارس كتاب البحر الرائق فى الزهد والرقائق و كنا نحلم بذلك اليوم الذى سيشهران فيه اسلامهن حتى انهن كن يتكلمن فى اسماء ابنائهن .. فى المستقبل

ظلت زياراتى السرية لحجرتهما مستمرة طوال مدة الفرقة السادسة واصبحنا اخوة متحابين فى الله , ووالله الذى لا اله غيره انى كنت التمس دعاؤهم لى قبل الامتحان اكثر من اى من اخواتى الملتزمات ,لانهن قد غفر الله لهن ماتقدم من ذنبهن و لانهن كان لديهن ايمان راسخ و ثقة بالغة فى قدرة الله عز وجل.

بعد انتهاء الدراسه عدت لبلدى و عادت حبيبتاى للفيوم و كنت اتصل بهما من وقت لاخر للاطمئنان عليهن و التماس اخبارهن حتى ذلك اليوم المشئوم الذى اتصلت بى فيه فاطمة "تريز" و اخبرتنى انهما تعتزمان الذهاب لامن الدوله غدا لاشهار اسلامهن

و طلبت منى الدعاء لهن و انتظرت ان اسمع منهن بعد ذلك ففوجئت بالاخبار فى الفضائيات و الجرائد و انتشرت الاكاذيب و اشتعلت نار القلق فى قلبى عليهن حتى بلغنى من شخص مقرب منهن انهن اتصلن من داخل الدير و كانتا بخير وكانت روحهم المعنوية عالية فى البداية ولكن بعد عدة ايام عاودوا الاتصال يطلبون الاغاثة وانقطع الاتصال معهن و لم اعرف بعد ذلك اى اخبار عنهن الا انهما لم تعودا لاسرهن و ان بعض افراد الاسرة لبسوا عليهم ملابس الحداد؟؟؟ بحسب ما سمعته من صديقة مقربة لى بالفيوم ولكنى لم ارى هذا بنفسى

فى النهاية اقول ان الهدف من سرد تلك الاحداث هو:

1. اتمنى ان يهب مشايخنا الكرام لانشاء مؤسسه لحمايه مثل هذه الحالات و توجيهها حتى لا تتكرر هذه المأساه فيما بعد

2. اتمنى ان يفتح طرف عادل و محايد القضية و نتقدم للشهادة لعل فاطمة ومريم مازالتا على قيد الحياة.

انتهت رسالة الطبيبة "أم رحمة .... "، التي أرفقت برسالتها كافة العناوين وأسماء الشهود وأرقام الهواتف لأي جهة تريد التحقيق، وبقي أن أشير إلى أن الضحيتين: فاطمة "تريز" ومريم "ماريان" تم اعتقالهما في دير القديسة دميانة الذي يشرف عليه الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ولم يخرجا من اعتقالهن الكنسي هناك منذ أكثر من خمس سنوات كاملة وحتى اليوم، حيث انقطعت أخبارهن بشكل كامل.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير