تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَعَصَبِهَا فِي مِحْوَرَيْن،مَرَد المِحُورِين إِلَى وَاحِد مِنْهُمَا: العصب الأول: العبودية العصب الثاني: المحبة ,ومرد المحبة إلى العبودية لأن الناس أصحاب الدنيا وليس الذين يتكلمون بلسان الشرع، إنما الكلام الذي سأذكره هو كلام المحبين، الشعراء الذين يتعلقوا بالنساء، أو الكتاب من أصحاب القلم السيال الذين يستطيعون تعريف المحبة تعريفًا قويًا يدخل على قلبك رغمًا عنك، وكما قال النبي ?:" إن من البيان لسحرًا "، وهذا هو الذي يسميه العلماء السحر الحلال، أي الكلام الجميل ,كاتب أو صاحب لسان جيد أو شاعر بدئوا يعرفون المحبة، فعرفوها بكلام كثير ووضعوا لكل كلام عنواناً، وقالوا أنت لا تستطيع أن تصل إلى قمة أي شيءٍ إلا بالتدرج، وهذا حق < o:p>

خذ الطير مثلًا: حمامة باضت، أفرخت، أطعمت أولادها، بدأت تعلمه الطيران هل يستطيع أن يحلِّق في جو السماء بريشه الأصفر، وجناحه الضعيف؟، لا، تبدأ تعلمه الطيران يطير متر ثم يسقط على الأرض، لأنه لا يعرف أن ينزل، لأن الطائر عندما يريد أن يرتفع يضرب بجناحيه بقوة، فإذا أراد أن ينزل نشرهما وأوقفهما، وترى هذا الكلام، فوصف الطائر في الصعود يضرب بقوة، وفي النزول ينشر جناحيه ولا يضرب ولا يضم جناحه إلى جسده لأنه سيسقط مباشرة، والذي سيحفظ توازنه هو نشر الجناحين. ولما تقرأ قوله تعالي:?وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ? (الإسراء:24) اخفض: أي أنزل، كيف ينزل؟ ينشر جناحيه، لكن لما تعمل هكذا تزعجهم، تعمل هكذا معنى هذا أنك ستسبب لهم قلق، أنت متى تضع الشيء على الجناح ولا يتحرك؟ عندما يسكن.< o:p>

كَيْفِيَّة خَفَض الْجَنَاح مَع الْوَالِدَيْن: فأنت المفترض مع أبيك وأمك تعمل مثل الطائر الذي أراد أن ينزل تنشر جناحيك، تعمل هكذا لو أبوك على جناح وأمك على الجناح الثاني، فلو عملت هكذا وخفضت جناحيك ستوقع بهم، لكن تظل هكذا تنشر جناحيك وتنزل فهذه مرحلة سكون، والساكن ضد المتحرك، لا تتحرك فلا يكون هناك إزعاج.< o:p>

الْرَّجُل مُتَحَرِّك وَالْمَرْأَة سَاكِنَة: لذلك لما نقول الرجل المتزوج، نقول المرأة هي السكن ومعنى السكن: أي لا تتحرك? وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ * لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ? (الروم:21)، أنت الذي تسكن وليس العكس، لأنك كرجل تسعى في الدنيا الواسعة وهذا يريد أن يخدعك والآخر يريد أموال وأخر يريد كذا وكذا فأنت تعمل كالذئب، تمشي بين الناس وأنت تنصب عينك وفي حذر ومنتبه، فأنت بذلك تكون متحرك أم لا؟ متحرك، كل جسمك مركز في الخارج، لو دخلت البيت وتحركت أيضًا، فتكون متحرك بالخارج ومتحرك بالداخل فهذا قد يصيبك بالجنون ,المفترض أنا رجل متحرك بالخارج المرأة تفهم هذا الكلام، الكلام هذا للنساء الذين يجلسون تحت وليس لكم إنما لهن، الذين يجعلون البيت به عفاريت تعمل به، تتقي الله- سبحانه وتعالي- حتى تلقى الله بوجه أبيض، فالمفترض أن الرجل أول ما يدخل بيته يسكن، ما المقصود من يسكن؟ أي يوقف أذنه ورأسه، وهو آمن أن هذه المرأة مؤتمنة على حياته كلها، ولا يدخل أول ما يدخل تعالى أنظر لأولادك، هذا الولد لم يذاكر، وهذا يفعل كذا وهذا كذا، وغير ذلك، رأسه، أول ما تتلقاه بهذا الكلام وممكن أول ما تتلقاه، وهو يدخل إلى البيت يسقط على وجهه لأن حقيبة الولد خلف الباب مباشرة، وهي لما جاء الولد من المدرسة لم تكلف نفسها وتضع الحقيبة على جنب لا، أول القصيدة وقوع، المفروض الرجل يدخل لكي يسكن ويأخذ قوة يستطيع أن يواصل غدًا مع خلق الله، الذين يجعلونه متحركًا رغمًا عنه.< o:p>

المفترض أنني أريد أن أتعامل مع أبي وأمي لكي تفهم القرءان ودقائق القرءان ومعانيه:?وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ?، وهذه سنعود لها بعد قليل، لكن نجعل المعني الثاني الذي أريد أن أقوله حتى في موضعه حتى تظهر المسألة ,فتكون الأم التي هي الحمامة تعامل أولادها قليل، قليل حتى يبدأ يصير له ريش ويطير، أي واحد وصل إلى القمة في عمله ما وصل إليه طفرةً.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير