تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

? لأنها نشأتْ في بيت مسلم منذ نعومة أظفارها، ولكي تبقى أطولَ فترة ممكنة في مدرسة النبوَّة، تتفقَّه في أحكامها وتعاليمها؛ لتنقلَ هذه الأحكام - بدورها - إلى أخواتها المسلمات [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn7).

المبحث الثالث: فضلها ومكانتها عند رسول الله: ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#3)

أنزلها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من نفسه أعزَّ منزلة، وفضلها على جميع النِّساء؛ حيث قال - عليه الصلاة والسلام -: ((فضْلُ عائشة على النساء، كفضْل الثريد على سائر الطعام)) [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn8)، حتى زواجه منها كان لحِكمة إلهيَّة، فقد رآها في المنام مرَّتين، وهو الصادق الأمين الذي لا ينطِق عن الهوى.

وممَّا يدلُّ على مكانتها أكثرَ في نفس النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما رواه الشيخان عن عمرو بن العاص: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيتُه فقلت: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة) فقلت: مِن الرجال؟ فقال: ((أبوها) قلت: ثم مَن؟ قال: ((ثم عمر بن الخطاب))، فعدَّ رجالاً [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn9).

وتُفصِح عائشة - رضي الله عنها - بنفسها عن فضلها، وعن تلك المنزلة السامية، والمكانة الرفيعة التي كانت تحتلُّها في نفس رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فتقول: "فُضلتُ على نساء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعشر، قيل: ما هنَّ يا أمَّ المؤمنين؟ قالت: لم ينكح بِكرًا قط غيري، ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله - عز وجل - براءتي من السماء، وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة، وقال: تزوجْها، فإنها امرأتك، فكنتُ أغتسل أنا وهو من إناء واحد، ولم يكن يفعل ذلك بأحد مِن نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري، وقَبَض الله نفسه وهو بين سحري ونَحْري، ومات في الليلة التي يدور عليَّ فيها، ودُفِن في بيتي" [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn10).

المبحث الرابع: حادثة الإفك: ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#4)

لم تَسلَمْ الصِّدِّيقة الطاهرة من القَذْف، على ما عُرِف من طهرها وعفَّتِها ونبل أخلاقها! فقد تعرَّضتْ لإساءة قاسية أُصيبت بالمرض إزاءها، وعانت الكثير حتى أنزل الله - عز وجل - براءتها، وها هي الصِّدِّيقة تحكي لنا قصتها؛ كما ورد عند الإمام البخاري - رحمه الله - الذي قال: حدَّثَنا عبدالعزيز بن عبدالله، حدَّثَنا إبراهيم بن سعد عن صالح، عن ابن شهاب، قال: حدَّثَني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقَّاص، وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين قال لها أهلُ الإفك ما قالوا، وكلهم حدَّثَني طائفةً من حديثها، وبعضهم كان أوْعى لحديثها من بعض، وأثبت له اقتصاصًا، وقد وعيت عن كلِّ رجل منهم الحديثَ الذي حدَّثَني عن عائشة، وبعض حديثهم يصدِّق بعضًا، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض.

قالوا: قالت عائشة: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا أراد سفرًا أقْرع بين أزواجه، فأيهنَّ خرج سهمها خرج بها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - معه، قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوةٍ غزاها، فخرج فيها سهمي، فخرجتُ مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعدَما أُنزل الحِجاب، فكنت أُحْمَل في هودجي وأنزل فيه، فسِرْنا حتى إذا فرغ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من غزوته تلك وقَفَل، دنوْنا من المدينة قافلين آذَن ليلةً بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيتُ حتى جاوزتُ الجيش، فلما قضيت شأني أقبلتُ إلى رحْلي فلَمسْتُ صدري، فإذا عِقدٌ لي من جزع ظفار قد انقطع، فرجعت فالتمستُ عقدي فحبسني ابتغاؤه، قالت: وأقبل الرهط الذين كانوا يُرحِّلوني فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنتُ أركب عليه، وهم يَحْسبُون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خِفافًا لم يَهْبُلْنَ، ولم يغشهنَّ اللحم، إنما يأكلن العُلْقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خِفَّة الهودج حين رفعوه وحملوه، وكنت جاريةً حديثةَ السِّنِّ، فبعثوا الجمل فساروا، ووجدتُ عِقدي بعدما استمرَّ الجيش، فجئتُ منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير