تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلاَ جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [النور:11 - 20]، ثم أنزل الله هذا في براءتي.

قال أبو بكر الصِّدِّيق - وكان يُنفق على مسطح بن أُثاثة لقرابته منه وفقره -: واللهِ لا أُنفِق على مسطح شيئًا أبدًا بعدَ الذي قال لعائشة ما قال، فأنزل الله: {وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} إلى قوله: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]، قال أبو بكر الصِّدِّيق: بلى والله، إني لأحبُّ أن يغفرَ الله لي، فرجع إلى مِسْطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزِعها منه أبدًا.

قالت عائشة: وكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - سأل زينبَ بنت جحش عن أمْري فقال لزينب: ماذا علمتِ أو رأيت؟ فقالت: يا رسول الله، أحْمي سمعي وبصري، والله ما علمتُ إلا خيرًا، قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فعَصَمها الله بالورع، قالت: وطفقتْ أختُها حَمْنة تحارِب لها، فهلكتْ فيمَن هلَك.

قال ابن شِهاب: فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرَّهْط، ثم قال عروة: قالت عائشة: والله، إنَّ الرجل الذي قِيل له ما قيل ليقولُ: سبحان الله! فوالذي نفسي بيده ما كشفتُ من كنف أنثى قط، قالت: ثم قُتِل بعدَ ذلك في سبيل الله [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn11) ".

وهكذا فقدِ انتصرت عائشة في حديث الإفك، وبرَّأها الله - تعالى - مما قالوا بالقرآن الكريم، وقدرت عائشة هذا الانتصارَ حقَّ قدره، وآبتْ إلى بيتها أوبةَ الظافر المتين، وظلَّت أعوامًا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في نِعمة وسعادة وسرور، يتنزل الوحي من الله في بيتها، ويُقرئها جبريل السلام [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn12)، ويحبُّها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويُعظِّمها المسلمون [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn13).

المبحث الخامس: بعض مناقبها: ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#5)

تميَّزت عائشة - رضي الله عنها - بفضائل عالية، وأخلاق سامية، فكانت - رضي الله عنها - شديدةَ الحياء، فمَن لا حياءَ له لا دِين له، مِن هذا المنطلق أعطتْ عائشة مثالاً رائعًا يُحتذَى به، كانت تحتجب مِن حَسَن وحسين لفرْط حيائها، حتى قال ابن عباس: إنَّ دخولهما عليها لَحِلٌّ [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn14).

ويُعدُّ تواضعها - رضي الله عنها - من مكارم الأخلاق التي تتمتَّع بها، وممَّا يدلُّ على ذلك: أنَّ داخلاً دخل على عائشة، وهي تخيط نقبة لها، فقال: يا أمَّ المؤمنين، أليس قد أكثر الله الخير؟! قالت: دعْنا منك، لا جديدَ لِمَن خَلَق له [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn15).

وقد أوصتْ - رضي الله عنها - عند وفاتها: "أن لا تتبعوا سريري بنار، ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء" [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn16).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير