وكانت - رضي الله عنها وأرضاها - تُبدي بين الفَيْنة والأخرى شوقًا إلى معرفة مكانتها عندَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وسرعان ما يتحوَّل هذا الشوق إلى نوع من الزهو والاستمتاع باعتراف الرسول بهذا الحبّ، ومقداره.
فلا معنى للزوجيَّة إلا بهذا الحبّ، ولا قيمة للحبِّ إلا في الإحساس به، والتعبير عنه بهذه اللغة الرقيقة، والألفاظ الشفافة [23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn23).
المبحث الثامن: مرضها ووفاتها - رضي الله عنها -: ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#8)
مرضتْ أُمُّ المؤمنين عائشة في آخِرِ حياتها مرضًا ألْزمها الفراشَ، وأحاطها الصحابةُ بعنايتهم واهتمامهم بصحَّتِها، فكان يدخل عليها بعضُ الصحابة الذين هم مِن قرابتها، مثل عبدالله بن عباس، فيُثني عليها؛ لتخفيفِ وطأة المرض عنها، ولم تكن تحبُّ أن تسمع مَن يُثني عليها، قالت - رضي الله عنها -: "أثنَى عليَّ عبدالله بن عباس، ولم أكن أُحبُّ أن أسمع أحدًا اليوم يُثني علي، لوددتُ أنِّي كنت نسيًا منسيًّا" [24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn24).
تُوفِّيت - رضي الله عنها - سنة 57هـ؛ وهذا ما قاله هشام بن عروة، وأحمد بن حنبل وغيرهم.
وقد قيل: إنها مدفونة بغربي جامع دمشق، وهذا غلط فاحش، لم تَقدَم - رضي الله عنها - إلى دمشق أصلاً، وإنما هي مدفونة بالبقيع [25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn25)، وقد صلَّى عليها أبو هريرة بعدَ الوتر في شهر رمضان، ودُفِنت بالبقيع.
وهكذا ننهي هذا المقتبس اليسير من أنْضرِ صفحة، وأطْهرِ صحيفة في صحائفِ النِّساء المسلمات الخالدات - رضي الله عنها وأرضاها.
قائمة المصادر والمراجع المستعملة في البحث:
? "صحيح البخاري"؛ لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَهْ البخاري الجُعفي، طبعة: 1425هـ - 4004م، دار الحديث، القاهرة.
? "صحيح مسلم"؛ للإمام أبي الحسن مسلم بن الحجَّاج، بشرح: الإمام النووي، وترتيب محمد فؤاد عبدالباقي، تحقيق: أبي عبدالرحمن عادل بن سعد، الطبعة الأولى، دار ابن الهيثم.
? "زوجات النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحكمة تعددهنَّ"؛ لمحمد محمود الصواف، ط:3.
"الطبقات الكبرى"؛ لابن سعد، دار الفكر.
? "تهذيب سير أعلام النبلاء، للإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت:748هـ) "، تح: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى: 1412هـ- 1992م.
? "سير أعلام النبلاء"؛ للإمام الذهبي، تح: مصطفى عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية (بيروت لبنان)، الطبعة الأولى: 1425هـ.
? "موسوعة حياة الصحابيات"؛ لمحمد سعيد مبيض، مكتبة الغزالي إذلب، سوريا، توزيع دار الثقافة، الدوحة، الطبعة الأولى: 1410هـ-1990م.
? "في موكب السيرة النبوية"؛ للدكتور محمد المختار ولد اباه الشنقيطي: 1405هـ-1984م، بإشراف اللجنة المشتركة لنشر إحياء التراث الإسلامي بين حكومة المملكة المغربية وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة.
? "صفة الصفوة"؛ للإمام جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي، ت: 597هـ، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، طبعة: 1419هـ/1999م.
? "نساء حول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ لمحمد طعمة حلبي، طبعة: 1423هـ - 2003م، دار المعرفة.
? "مجلة السُّنة النبوية"، العدد الثاني: أبريل 2003.
ــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) " زوجات النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحكمة تعددهنَّ"؛ لمحمد محمود الصواف، ط 3، (ص:35).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2) " الطبقات الكبرى"؛ لابن سعد، دار الفكر، (8/ 58).
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref3) " تهذيب سير أعلام النبلاء، للإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ت: 748هـ"، تح: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى: 1412هـ- 1992م، (1/ 54).
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref4) " الطبقات الكبرى" (8/ 58).
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref5) المصدر نفسه (8/ 58).
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref6) " سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي"، تح: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية (بيروت لبنان)، الطبعة الأولى: 1425هـ، (1/ 142 - 143)، والحديث رواه الشيخان.
¥