تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 03:18 م]ـ

الإخوة الكرام بارك الله فيكم ... وأفرغ الله عليكم صبرا وأعظم لكم أجرا ...

بداية قصتي مع الكتاب كانت منذ الطفولة إذ بوالديّ كانت لهم مكتبة فيغرفة نومها وأخرى في صالة الضيوف، ولكن كانت في غير العلوم الشرعية، سوى بعض الرسائل في الصلاة والوضوء والتاريخ للوالدة حفظه الباري وشفاها ... ولطالما كان حرصهما على توجيهنا نحن الأبناء إلى المطالعة ... وما إن وفقني الله للهداية ابتداء وسلوك طريق طلب العلم الشرعي إذ بي أبدأ بشراء الرسائل الصغيرة والمطويات مع بعض الكتب التي أجد في عناوينها انجذاب ... وكنت أخاف من المجلدات في بداية الاستقامة!

ومع ذلك تقول لي أمي -حفظه الله-: ما تخسرش دراهمك .. اشري بيهم صوالح القراية!

ومعناها: لا تضيع دنانيرك، واشتري بهم أغراض القراءة أي الدراسة النظامية!

وكثيرا ما كان أبي يقول حفظه الباري عند رؤية مثل تلك الكتب الصغيرة والمطويات: اشري قش واكسي روحك! .. واخطيك من هذا الكتب راهم يضيعوك على قرايتك!

وهذا كله في البداية؟! وما إن حبب الله إلي الكتاب وعزمت على اقتناء الكتب بمنهجية دون الاخلال بنوع من العلوم عن آخر .. وعلى قلة ذات اليد .. ولطالم كانت همسات شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ ترن في اذني من شريطه (طالب العلم والكتب) .. واحتساب الأجر في شرائها .. وكذا نية شراء طالب العلم للكتب وأنها صدقة جاريةوما إلى ذلك .. فّاذا بي بعد سماع تلك الكلمات النيرات وكأنني نشطت من عقال! .. فتجشمت عناء الشراء .. بالاقتراض تارة! .. وبترك أغراض أراها دون أهمية الكتاب تارة أخرى .. بترك رفيع اللباس والجيّد من الطعام وكان مالي أو مصروفي الجامعي إن صح التعبير كافي لذلك .. ولكني أشتري بجل المبلغ كتب سوى قيمة تنقلات الإياب ومصروف الأكل والشرب الجامعي وهو في جمعات الجزائر يقدر بـ: (ربع وعشرين دورو للتيكي؛ أي: للوجبة!) .. وهذا طبعا في الجامعة في غيبة الأهل! .. وكنت في تلك الفترة لا أرد عن الكتب يد لامس! .. ولكن كان بي من هم نقلها في آخر العام والوساوس! .. والتفكر في ادخالها البيت من الهواجس! .. ما كان بي! وكنت طالما أتفكر في حيلة لذلك! وغذا بي أجرب في عطلة قبل نهاية الدراسة أن أدخل كمية منها صغيرة .. فجربت حظي وإذ بي بعد السلام تقول لي أختي الصغيرة بارك الله فيها وهي حاملة لحقيبتي: (الكابة راها ثقيلة تقول راه فيها الحديد!) فأسرها عبد الله في نفسه! فإذا بأمي-حفظه الله- تقول: (باينة شريت الكتب ... كنت تكسي روحك ومن بعد لا شريت الكتب تجي عليك! .. هاك اللي يقراو في الجامعة!) وكنت يومها ألبس قميص إلى عضلة الساق! وحالي شعث! لأنني لم أكن أعتبر كثيرا هية اللباس وكان عندي اندفاع في بداية الاستقامة ... مرت الأيام هكذا .. حتى أخبرت الوالدة أبي حفظهما الله فأنقص مصاريف الجامعة وقال لي: (دراهمك راهم يروحو في الكتب .. وما كسيتش حتى روحك ... سمى ماراكش محتاج قاع هذ الدراهم!) فكانت كلماته لي بمثابة الصاعقة! لكن سرعان ما فرج الله وإذا بجدتي-غفر الله لها وختم لها بالحسنى- تتدخل دخولا سريعا وكانت تميل إلى التصوف فقالت لهم (الطُلبة والصالحين دايمن هاك .. خلوه يقرا .. سألتني واش كاين في الكتب؟!) فكنت أخبرها لكن أركز على الصالحين -عفا الله عني-قلت لها الشيخ نتاع هذ الكتاب (وهو الشيخ عبد الله الجبرين رحمه الله في شرحه على الواسطية) ذكر الشيخ عبد القادر الجيلاني وقال هو عالم وبمجرد ذكري له قالت: (خلوا ولدي ترانكيل! ... ) ودافعت عني دفاعا مستميتا وقالت لي اشتري عليك هذا الكتاب! فعرف ت أنها تريد أن تتبرك أو شيء من هذا ... فوجهتها بما من الله علي في ذلك الوقت .. وقلت لها بالدارجة: (كاين كتاب مليح .. نشريهلك ونعلمك كيفاه تصلي وتصومي وتتوضي .. ) فأعطتني مبلغا من المال فاشتريت كتاب (فقه السنة) و وغيره من الكتب .. وبدأت منذ ذلك الوقت مسيرتي وجهادي مع شراء الكتاب ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير