ولكن! ... كيف أدخل المجموعة الكبيرة من كتبي .. و التي في غرفتي بحي الجامعة .. دون تلك الكلمات النارية! .. فكرت ثم فكرت فإذا بي تخطر خاطرة في بالي وفكرة وهي: إعارة كل أخ كتب من كتبي ممن هو قاطن ببلدي هذ أولا .. ثم بمجرد مجيئه إلى البلاد أذهب فأحظره .. فإذا سئلت قلت: (هذا كتاب جبته من عند أخ .. ) ولم أكذب نعم أتيت به من عند أخ! .. وإذا بالحيلة تنطلي على الوالد وزينتها بشراء ملابس لي جديدة بالدين طبعا! حتى لا أنكشف! .. وتم ما أردت ونجحت الخطة والحمد لله .. وبعد التخرج! .. كنت قد كونت قاعدة في البيت من إخوة وجدة فلم يجد أبواي سوى الرضوخ لأمر الواقع وكونت مكتبة صغيرة على قدي في ذلك الوقت ...
أما السنوات الذهبية مع الكتاب فهي إبان فترة الزواج .. فكنت أتردد على المعارض الدولية والمكتبات .. وكان زوجتي تعينني على شراء الكتاب .. ومن بيع إعاناتها حفظه الباري بيعها لخاتم ذهب لشراء مجموع فتاوى شيخ الإسلام وإكمال تسديد الباقي منه .. وهكذا رغم تذمرها في بعض الأحيان عند وجود ضائقة مالية .. وكانت تقول: (شوي .. كمل اللي عندك ومن بعد شري وحدوخرين .. ) بمعنى: أكمل دراسة الذي عندك ثم اشتري كتب أخرى، وكنت أجيبها: هناك كتب للجرد وهناك كتب للبحث، ليس شرط أن أكمل كل الكتب! فكانت تقتنع! .. وبخاصة إذا أرادت بحث مسألة فغالبا ما تجدها في المكتبة! .. وكان أصهاري وأقاربي إذا رأو تلك الكتب يقول أحدهم: (واش يدير بهاذ الكتب! .. قراهم زعما؟! .. ) وكأنهم محمولة فوق أظهرهم! .. وقالت زوجت عمي للزوجة: (ما يبيعليش راجلك غيطاج من نتاع المكتبة!) بمعنى: ألا يبيع لي زوجك رف من رفوف المكتبة؟ لأن جميل فيه زجاج؟ .. فقالت لها زوجتي: (لو كان يسمع بيك بلي ديريهم للماعين .. يقول لعمه يعاود الزواج!) فتبسمت من قول زوجتي ضاحكا! لأنها تعرفني أنني من أنصار التعدد وعلى الملأ، ومن المحرضين إليه!
وما زالت مكتبتي تنموا يوما بعد يوم .. وإنما جمع الكتب عبر الأيام والليالي ..
والنية في توسيعها منعقدة .. معتمدا على ربي .. لا آبه لتثبيط مثبط ... ولاتشنيع مشنع .. وأقسم بالله غير حانث أنني في بعض المراة لا أملك قوت العيال وأقترض لشراء كتاب .. فتصبرني زوجتي وتقول: (كيما رانا نديروا الكريدي في الأكل ونخلصوه .. ما عليش إلا درت الكريدي في الكتب .. ربي يفرج!) والله يفرج، وتكون هذه الكلمات من زوجتي الكريمة كالبلسم الشافي على قلبي .. ويقضي الله أمرا كان مفعولا ..
وصدق الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله تعالى غذا قال كما ذكره عنه ابنه في المجموع بما يفيد: من أراد شراء الكتب لا يحصل مالا!
والحمد لله رب العالمين ..
ـ[ماهر الغامدي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 02:42 م]ـ
ما شاء الله الردود طيبة ..
الأخ عبد الحق آل أحمد (قرأت ردك أكثر من مرة) .. وصدقني فقد أعجبتُ بمواصلتك تلك .. أسأل الله أن يثبتك على الحق .. وأن ينفعك بما تتعلمه.
الأخ العراقي .. مبادرتك جميلة (في جمع الردود) .. ونحن ننتظر لمساتك اللطيفة.
جزاكم الله خيراً
ـ[الطيماوي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 05:04 م]ـ
أما أنا فلا اضيف لمكتبتي إلا ما قرأته كاملا من الجلدة للجلدة
وما ذكره الاخوة من حالهم في الكتب يشابهه حالنا مع الجهاد في سبيل الله وحمل البندقية فيكون الامر صعبا اولا ثم يعتاده الاهل ثم ينخرط الاخوة بعد ذلك ثم الاب ثم الام والزوجة
ثم أصبح الغريب أن يقال فلان ليس بمجاهد او مرابط أو لا بندقية عنده
نسأل الله الله الشهادة في سبيله ولقاء مشايخنا العلماء المجاهدين في الجنان اللهم آمين
ـ[أبو شيبة المصري]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:04 ص]ـ
الله المستعان، أما الكلام الذى يلقاني به الأهل عند شراء الكتب فهو شديد للغاية ولا أحتمله، فلا زال والدي - مع أنه يحب التدين ولكنه كما يقول يخاف على مستقبلي - يغضب بشدة وتحدث مشاكل بينى وبينه وقد يستمر الخصام لأيام إذا رآنى وقد اشتريت كتابا جديدا، أو حتى إن رآنى أقرأ كتابا غير كتب الدراسة النظامية، وقد أراد بيع ما لدي من الكتب ذات مرة بدعوى أنها كثيرة ولا تفيدنى، وأننى أضيع فيها مالى ووقتى الذى ينبغى ان أستثمره فى دارستى الجامعية ..
فأنا أحتال على الأمر، فأضع كتبي بالدولاب وسط الملابس، وفى الأدارج وغيرها -لأننى لا أملك رفا أصف به الكتب-، وأضع بعض الكتب الظاهرة على المكتب وكأنها تلك التى أملك منذ زمن، حتى إذا انتهيت من قراءة كتاب أخفيته مع إخوته وأظهرت آخر لم يُقرأ ..
وأما عند شراء الكتب، فالمجلد والمجلدين أمرهما يسير، فأضعهما بحقيبة الظهر وأنا عائد من الكلية، وأنتظر إلى أن ينام الجميع فأخفيه، وأما ما زاد عن ذلك، فأتحين وقتا لا يكون فيه أحد بالمنزل، فأنزل وأشترى الكتب وأعود سريعا وأخفيها حتى لا يلحظها أحد ..
يمر الأمر ولله الحمد فى سلام فى الغالب، ولكن لا يخلو من اكتشاف الوالد كتابا جديدا، فيزداد الغضب واللوم لأنى اشتريت كتابا ولأنه يظن أننى أريد خداعه ..
أما قراءة الكتب فلا أستطيعها فى حضرته ولا فى حضرة الإخوة إذ ينقلون إليه خبري، فأقرأها خارج المنزل، أو أنتظر إلى أن ينام الجميع ثم آتى بضوء ضعيف لا يكاد يبين صفحة من الكتاب وأقرأ فيه إلى قرب الفجر، ثم أهرع إلى السرير كي يظنوا أني مستغرق فى النوم عندما يأتوا لإيقاظي للصلاة ..
واستعضت حديثا عن شراء بعض الكتب بقرائتها إليكترونيا، فذلك لا يلحظونه إضافة إلى غلاء أسعار الكتب وانعدام المقدرة الشرائية فى غالب الأحيان ..
وكلما يئست ومللت الأمر، تذكرت ما كان يحدث لشيخي الذى حفظت عليه، فقد حكى لى بعض إخوانه أن والده كان يطرده من المنزل بالأشهر وهو طالب بالثانوية عندما التزم وكان يحرق له كتبه ويلقى منه عنتا شديدا - فقد كان لك وقت الجماعات المسلحة عندنا بمصر وما صنعه الإعلام من صورة مشوهة عن أهل الالتزام -، ولكنه صبر حتى من الله على والده ووالدته بالهداية، ووالده الآن من حفظة كتاب الله تعالى ويدرس القراءات رغم كبر سنه ..
يسر الله الأمر لجميع الإخوة وأعانهم على طلب العلم
¥