[ادعو الله لأبى بالشفاء، وطول العمر]
ـ[محمودالجندى]ــــــــ[26 - 09 - 10, 05:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتى الكرام، هذه القصة التى سأحكيها لكم، ليست من الخيال، بل هى من الواقع الذى نعيش فيه،، فهى قصة أبى حفظه الله وأطال عمره، وشفاه، ورعاه .....
وأحكيها كفضفضة بينى وبينكم، ولعل الله يرزقنا دعوة رجل صالح تخفف عن أبى
×××××××××××××××
أبى هو محمد بن عبد الغفار الجندى، ولد عام 1952 م فى قرية محلة دمنة التابعة للمنصورة، وشهرته، محمد الجندى، ومحمد نجيب
خريج دبلوم المعلمين، ولا أذكر السنة، التحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية
تم تعيينه فى الكثير من المدارس بعد تخرجه مباشرة من المعلمين، دخل الجيش وحوصرت كتيبته أيامًا كما حكى لى
وله قصص طريفة وهو طفل صغير، حكتها لى جدتى لأبى رحمة الله عليها، ومنها أن جدى رحمة الله عليه كان عادة يذهب لسوق المواشى - أعزكم الله ورفع قدركم -، فكانت تسأله يا محمد بم سيأتى أبوك
فيقول، (فاضى) فسبحان الله كان يأتى بدون أن يشترى شئ، وإذا أجاب (يأتى بجاموسة أو بقرة) يأتى بما قال، نسأل الله أن يشفيه، هذا وهو طفل صغير
تزوج أبى من أمى فى أواخر السبعينات، أنجب أختى الكبرى، ثم أنا ثم أخى الأصغر، ثم أختى التى لم تبق فى الدنيا إلا ما يقارب 9 أشهر فقط، وكانت فى غاية الجمال، وصورتها لا تفارقنى مع أنى كنت صغيرًا
×××××××××××××
أبى والحمد لله يحفظ القرآن الكريم كاملاً منذ أن كان فى الجامعة، أو قبلها بقليل، ويحفظ الكثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وله أكثر من ديوان من الشعر، ومحب للغة العربية بشتى علومها، وأخبرنى شيخى رحمة الله عليه الشيخ إبراهيم المندوه، أن أبى قرأ عليه سورة الأنعام فى جلسة واحدة دون أى خطأ، لا تجويدى ولا فى الحفظ، نسأل الله أن يحفظه
××××××××××
فى عام 1989م كان أبى يأخذنى معه للمدرسة، حيث لم أكن أتممت الست سنوات بعد؛ للالتحاق بالابتدائية، فأدخلنى شئيا يسمى، استثنائى، وهى مرحلة ودية بين ولى الأمر وبين المدرسة، حيث أجلسونى مع الصف الأول، ثم الثانى، ثم حدث ماحدث
فى ذلك العام، وفى يوم لم أر مثله حتى الآن، من الفزع والهلع
لم أر والدى، ولا والدتى، ولا جدى، ذهبت إلى بيت جدى لأمى والمسافة كبيرة، فلم أجد أحدا إلا خالا من أخوالى، فأخذنى، لاعبنى، على غير عادته، وأشعر بشئ غير طبيعى، وفجأة، رأيت أمى، بعدها بأيام، تبكى، وعيناها كالدم من كثرة البكاء، وصوتها شاحب مخنوق، ولونها أصفر من قلة الأكل، فلم أفهم، فسألت عن أبى، وجدى وجدتى، فلم يرد على أحد، أخذنى خالى، ولاعبنى، لكنى لم أنس السؤال، ظللت أكرره (فين بابا أنا عاوز بابا) ثم رأيتهم وقد جهزوا سيارة جدى لأمى، سيارة ميكروباص، وأخذونى معهم إلى مشوار طويل، نمت فيه كثيرًا، ثم دخلنا مستشفى، علمت بعدها أنها القصر العينى، وأدخلونا على أبى، فوجدته يحرك عينيه وشفتيه، وقلت لأمى (هو بابا ماله؟، وبيعمل كدة ليه؟) فأخبرتنى أنه يصلى بعينيه لأنه مريض ولا يستطيع الجلوس.
××××××××××××××××××
فيا ترى مالذى حدث لأبى، وما أصابه؟
تعلمون أن المنصورة بلد زراعى مشهور بزراعة الأرز، وكان لجدى لأبى رحمة الله عليه أرض يزرعها، تعرف بأرض حوض الجندى، المهم، كنا فى موسم حصاد الأرز، فذهب أبى وجدى للأرض للإحضار محصول الأرز، حيث كان يحصد بقشه، ثم يؤتى به فى الجرن، أو الحوش، لضرسه، عن طريق مرور الجرار الزراعة فوقه لعدة مرات، ثم إدخاله فى ضراسة خشبية، لا أذكر اسمها الآن، ثم يعبئ فى الجِوال، أو الشكاير، فينما هو عائد، وكان جالسا فوق الجرار، وبالتحديد فوق مقطور محلمة بالأرز المحصود بقشه، وبين طرفة عين وانتباهتها، إذ بالمقطورة تنقلب، ويقع هو على الأرض، وتنقلب المقطورة فوق ظهره، فأخذ يتلوى من الألم حتى فقد وعيه، ولم يفق إلا بعد أيام فى المستشفى.