أغنية الملاّح التّائه ..
ـ[العاصمي الجزائري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 01:52 م]ـ
أغنية الملاّح التّائه ..
أبو فهر محمود محمد شاكر
جاء في كتاب اعصفي يا رياح وقصائد أخرى شرح وتقديم الدكتور عادل سليمان جمال جمع وتحقيق الدكتور فهر محمد محمد شاكر صفحة 219 - 223 هذه القصيدة الموسومة ب أغنية الملاّح التّائه .. نشرت بمجلة الرسالة العدد 344 سنة 1359 ه 1940 م .. أترككم مع القصيدة
أغنية الملاّح التّائه ..
إلى صديقي على محمود طه
صاحب (ليالي الملاح التائه)
نشرتها الأهرام يوم الإثنين:
9 صفر الخير سنة 1359 ه
18 مارس سنة 1934 م
مع بعض التحريف!!
أيها الملاّح .. ساحل بالشراع
وخض اللّجّة في ضوء الشّعاع
وتأنّ .. وتغنّ
واملأ السّاحل أنغاما وأحلاما وِساما
واسكب النّشوة في الكأس حلالا وحرما
تطرب الباكي على أحزانه .. عاما فعاما
إنّما العيش لمن خادع عينيه فناما!
أيها الملاّح .. ساحل بالشراع
وخض اللّجّة في ضوء الشّعاع
وتأنّ .. وتغنّ
زاحم اللّجّة باللّحن الطّروب
وارم أضواءك في ليل الخطوب
.. وتملّ وتجلّ
وكن الفجر على السّاحل سحرا وشبابا
وتغلغل في ضمير الرّمل واستمل الشّعابا
أيقظ النائم ... قد نام أنينا واكتئابا
إنّما الدنيا لمن نازعها الكأس اغتصابا
وتغابى .. وتصابى
أيها الملاّح .. ساحل بالشراع
وخض اللّجّة في ضوء الشّعاع
وتأنّ .. وتغنّ
هات يا ملاّح ألحان العباب
كغناء الدّم في موج الشّباب
وتهدّ .. وتبدّ
زورق يسبح والأنجم تنهلّ عليه
هو يجري .. وهي تُجري ضوءها بين يديه
وعذارى اليمّ في الضّوء سريعات إليه
أيّها التائه .. والدّنيا حفافى جانبيه!
كيف ضلّت عن يديه؟
وأضلّت مقلتيه؟!
أيها الملاّح .. ساحل بالشراع
وخض اللّجّة في ضوء الشّعاع
وانزل الوادي بناي ويراع
في سهول وسفوح ويفاع
لحنُك اليمّ ولحني من سراب!
فاشد ألحانك .. أحلام الشّباب
وتغنّ وتأنّ
..............
الكلمات الصعبة
ساحل: أتى الساحل وأخذ عليه.
وسام: جميلة على الإستعارة فهو مما يوصف به الإنسان
تملّى الشيء: استمتع به.
وتجلّى: نظر فأمعن النظر.
اليفاع: المرتفع من الأرض كالتلّ ونحوه