تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(قال: والله يا أمير المؤمنين: أنا لا أخرِمُ بهم صلاة رسول الله ? أنا أركُدُ في الأوليين (من التطويل أي يقرأ بعد الفاتحة بسورة في الركعتين الأوليين) وأحذفُ في الأخريين أو أخف قال عمر: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق'< o:p>

ومن التهم التي اتُهِمَ بها سعد: < o:p>

1- أن سعداً لا يسير بالسرية - 2 - ولا يعدل في القضية و3 - لا يقسم بالسوية بالإضافة إلي التهمة الرابعة (أنه لا يحسن يصلي) < o:p>

فأرسل عمر_ ت_ سعداً- ت_ مع جماعة إلى الكوفة، فمنتدى الناس الذي كانوا يجتمعون في ذلك الوقت المسجد فدخلوا كل مساجد الكوفة، ثم ينادوا الصلاة جامعة فجميع الناس تجتمع، ومن ثم يتم سؤاله من قبل الموفدون من قبل عمر_ ت_: ما تقولون في سعد، فيثني أهلُ المسجد عن بكرةِ أبيهم خيرا ويقولون معروفاً، وهكذا من مسجد إلى آخر حتى وصلوا لمسجدٍ لبني عبس: فعندما سألوهم عن سعد: أثنى أهل المسجد جميعاً خيراً ماعدا واحداٍ، يُكنيَ (أبا سعدة اسمه أسامة بن قتادة) قال: أما إذ ناشدتنا (أي طالما حلفتنا) فإن سعداً لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية.فلما سمع سعداً هذا الكلام قال: أما إني سأدعو بثلاث دعوات اللهم إن كان عبدُك هذا قام مقامَ رياءٍ وسمعة فأطل عمره وأطل فقرهُ وعرضه للفتن.< o:p>

انظر كيف احترز سعد فمن الممكن أن أشتكي رجلاً من الناس لا أقصد التشهير به ولا الإنزال من قدره لكن عندي معطيات مغلوطة فأعطتني حكماً مغلوطاً.< o:p>

مثال ذلك: قول (أبا سعدة -أسامة بن قتادة) في سعد ت.< o:p>

أن سعداً لا يسير بالسرية:أي عند الغزو لا يخرج مع الجيش فهذه مسألة اجتهاد لأنه يمكن يبدو لسعد آلا يسير حتى يرعي البلد أو يبقي خلف الجيش يسدد ويقارب مثلما فعل (يوم القادسية) لم يباشر القتال فلما قال الرجل لايسير بالسرية هو صادق لكن هل سعد لما ترك الغزو كان مهملاً؟ لا لم يكن مهملاً فالرجل قد يكون عنده حق في الصورة الظاهرة من ترك سعد للغزو.< o:p>

وعندما قال لا يقسم بالسوية: فالعطاء من بيت المال يمكن أن يخضع لنظر المعطي.< o:p>

مثال ذلك:عندما وزع عمر بن الخطاب من بيت المال علي المسلمين أعطى أسامة بن زيد أكثر من ابنه عبد الله بن عمر فاعترض عبد الله بن عمر وقال له أنا أقدم منه وغزوت غزوات هو لم يغزها فكيف تعطيه أكثر مني فقال عمر بن الخطاب_ت _: إن أباه (زيد بن حارثه) كان أحب إلى النبي_ ?_ من أبيك وهو كان أحب إلى النبي _? _منك. إذاً العطاء كان مقروناً بقدر قرب المرء من النبي _صلي الله عليه وسلم.< o:p>

فائدة: إذا افترضنا جدلا ًأن عبد الله بن عمر لم يراجع عمر بن الخطاب في هذا كانت ستبقي في صدره علامة استفهام ويمكن أن يحدث نفسه بظلم أبيه له فالصورة الظاهرة أنه فضل أسامة عليه فأصبح عنده معطيات مغلوطة فلو عرفت لماذا فضل هذا علي ذاك عرفت أن عنده حق لكن لم أعرف.< o:p>

فيمكن أن يكون أبوسعدة هذا لما قال ماقاله علي سعد بن أبي وقاص أن يكون عنده معلومات مغلوطة وهو صادق النية لا يقصد يطعن علي سعد من أجل ذلك احترز سعد.< o:p>

وحُق لأهل التقوي أن يحترزوا قبل الحكم علي الناس إن كان الأمر كذا وكذا فهو كذا ورائدهم في ذلك رسول الله _صلي الله عليه وسلم_< o:p>

عندما سأله سائل رسول الله ? قال (يا رسول الله ما الغيبة؟ قال ?: ذكرك أخاك بما يكره قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) < o:p>

فانظر إلى هذا الاحتراز في قول النبي ?: إن كان فيه ما تقول لم يقل فقد اغتبته وإنما احترز. ولهذا احترز سعد عند الدعاء وقال: إن كان قام مقام رياء وسمعة< o:p>

ومن ثم دعا عليه ثلاث دعوات كل دعوة تناسب تهمة< o:p>

فالتهمة الأولي: أنه لا يسير بالسرية أي لا يغزو (متعلقة بالنفس أي لا يسير بنفسه) وقابلتها _ فأطل عمره< o:p>

والتهمة الثانية: لا يقسم بالسوية (متعلقة بالمال) وقابلتها _ أطل فقره < o:p>

التهمة الثالثة:ولا يعدل في القضية (متعلقة الدين) وقابلتها _ وعرضه للفتن < o:p>

واستجاب الله عز وجل لسعد في هذا الرجل خاصة أن سعداً كان مستجاب الدعوة< o:p>

يقول عبد الملك ابن عُمير راوي الحديث عن جابر بن سمُره (لقد رأيت هذا الرجل (أبو سعدة) طال عمره يقعد في الطرقات يتعرض للجواري يغمزُهُن فإذا قيل كيف اصبحت: يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد) < o:p>

الله سبحانه وتعالي أسال أن يجعل ماقلته زاداً إلي حسن المصير إليه وعتاداً إلي يمن القدوم عليه إنه بكل جميلٍ كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل و_صلي الله وسلم وبارك_ علي نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.< o:p>

* * *

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير