وفي رواية له تعليقاً بصيغة الجزم أنها قَالَتْ: ((كَانَ يُسَلِّمُ فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ فَيَدْخُلْنَ بُيُوتَهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْصَرِفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
وروايةُ النَّسائي وسندُها جيد: ((إنَّ النِّسَاءَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُنَّ إِذَا سَلَّمْنَ مِنَ الصَّلَاةِ قُمْنَ وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَنْ صَلَّى مِنَ الرِّجَالِ مَا شَاءَ اللَّهُ فَإِذَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ الرِّجَالُ)).
فالنبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن دخول الرجال على النساء.
وفي المسجد لا يجوز للمرأة أن تؤم الرجال، و لا تؤذنَ لهم، ولا تقيم.
وجعل النبي- صلى الله عليه وسلم- صفوف الرجال في الأمام، وصفوف النساء في الخلف، ونظم الخروج من المسجد؛ يخرج النساء أولاً بعد السلام مباشرة قبل قيام الإمام، وما كان الناس يقومون حتى يقوم النبي- صلى الله عليه وسلم-، بل كان النساء ينصرفن فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولما حصل الاختلاط مرة في الطريق نهى عنه النبي- صلى الله عليه وسلم-، وبين كيف يكون الحال إذا تقابل رجال ونساء في الطريق: أن النساء يكون لهن حافات الطريق، وخصص- عليه الصلاة والسلام- باباً للنساء في المسجد.
و لاحظ أن هذا كان في الإتيان إلى المساجد، وفي زمن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- والصحابة، والنساء في غاية الحشمة والحجاب، فهذه أدلة ظاهرة على حرمة الاختلاط لمن تجرد في ابتغاء الحق.
أما أصحاب الأهواء فلا يقنعهم شيء.
ومن أدلة حرمة الاختلاط: الآثار السلبية المترتبة عليه، فقد شاهدت تبادل الضحكات بين الأطباء والطبيبات؛ وبين الأطباء وطالبات الامتياز، وغير ذلك مما يدل على أن الحواجز قد كسرت بينهم.
ومن الآثار السلبية للاختلاط: ضعفُ الحجاب، والوقوعُ في التبرج من بعض النساء؛ فإن المرأة ضعيفة، يستشرفها الشيطان إذا خرجت بين الرجال، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
فأول الأمر نقاب، ثم المكياج لما خرج من النقاب، ثم اللثام، ثم كشف الوجه، ثم كشف الناصية، ثم كشف الرأس كاملاً.
والتدرج يحصل كذلك في نوع اللباس: من اللون الأسود إلى الألوان الزاهية الجميلة، ولبس البنطال، حتى الرداء الطبي الأبيض، يحرص بعضهن أن يلبسنه أقصر مما هو على الرجال.
ويتزامن غالباً ضعف الحجاب من بعضهن، مع بداية الاختلاط أثناء الدراسة في كلية الطب، وأول خطوة في الاختلاط هي أن يتولى تدريس طالبات الطب رجل داخل القاعة.
وأصعب شيء تفعله طالبة الطب في السنة الرابعة هو: طي عباءتها في الحقيبة، عند دخولها في أول يوم للكلية المختلِطة، والمستشفى التعليمي، وهو أخطر قرار تتخذه طالبة الطب في سلم التسامح في الحجاب.
وحدثني عدد من الاستشاريين عن كثرة وجود العلاقات العاطفية، والتي تبدأ بأعلى درجاتها في سنة الامتياز، ونهاياتِها المشؤومة داخل المستشفيات وخارجها.
ومن الآثار السلبية للاختلاط: سلسلة طويلة من التحرش بالطبيبات، والعاملات، والمريضات كما أخبرني بذلك عدد من الاستشاريين، والإداريين في مستشفيات مختلفة.
وسمعت منهم قصصاً يشيب لها الرأس، ويتفطر لها قلب المؤمن.
ذكروا أن التحرشَ والاعتداء يكون غالباً بأحد طريقين:
الأول: طريق الابتزاز، ويحصل مع العاملات في الميدان الطبي،
الثاني: الاستغفال، ويحصل مع المرضى.
أما التوافق والعلاقاتُ العاطفية فله حديث آخر.
* والمجتمعات الغربية، تئن بسبب كثرة حمل السفاح، وكثرة الإجهاض، والأرقام والدراسات لمعدل الاغتصاب والتحرش في الغرب لا تنقطع الصحف والمجلات عن ذكرها، كل ذلك بسبب الاختلاط.
وفي أحد التقارير السنوية لعدد الجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية: أن عدد حالات الاغتصاب المبلغ عنها (180) مائة وثمانون حالةً يومياً.
علماً بأن الحالات المبلغ عنها أقل من10% من الواقع الفعلي، فالعدد الفعلي إذن على أقل تقدير (1800) ألفٌ وثمانُمائة، حتى بلغ عندهم عدد المراكز الطبية لعلاج آثار الاغتصاب أكثر من (700) سبعِمِائةِ مركز لعلاج ضحايا الاغتصاب.
¥