تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا الإمام القاريء النحوي المشهور علي بن حمزة ألكسائي-رحمه الله-قال عنه القفطي في أنباه الرواة ج2\ 271: (إنما تعلم ألكسائي النحو بعد الكبر فلم يمنعه ذلك من إن برع فيه ولقي الإعراب وكثر سماعه منهم وقرا القران وبرع فيه حتى قوي عليه وعرف إعرابه واختار حرفا قرأ به)، وكان سبب توجهه إلى الطلب ما ذكر الفراء كما في تاريخ بغداد ج11\ 404 (انه جلس يوما إلى قوم وقد تعب من المشي فقال: عييت، فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن!! إذا أردت التعب فقل: أعييت، وإذا أردت انقطاع الحيلة فقل: عييت: فانف من هذه الكلمة ولزم الشيوخ حتى ملاء علمه وذكره الدنيا وشغل الناس).

وقال القاضي عياض في ترتيب المدارك ج3\ 248 في ترجمة إمام المالكية عبد الرحمن بن القاسم ألعتقي-رحمه الله-اثبت من اخذ عن الإمام مالك-رحمه الله-وأوثق الناس فيه والمقدم في رواته حتى قيل في معنى ((المشهور)) عند المالكية: انه رواية ابن القاسم في المدونة قال القاضي: (قال ابن وضاح سمع ابن القاسم من المصريين والشاميين، وإنما طلب وهو كبير).

وممن تعلم بعد كبره شيخ أهل اللغة والعربية بالقيروان وراوي القوم ومقدمهم ورئيسهم الإمام عبد الملك ابن قطن ألمهري القيرواني-رحمه الله-ترجمة له القفطي في أنباه الرواة ج2\ 209 وأطال في ذكر فضله ورسوخ قدمه ثم أورد انه تعلم بعد كبره وسبب ذلك: انه دخل على أخيه إبراهيم وكان عالما بالعربية فمد يده إلى كتاب لينظر فيه ولم يكن عنده علم فنهره أخوه ووبخه بالجهل فذهب وطلب العلم حتى اشتهر على أخيه وعلى أهل زمانه وخمل ذكر أخيه إبراهيم حتى جهله الناس لشهرة عبد الملك!!!!!.

ذكر صاحب كتاب شذرات الذهب ج3\ 207 عن الإمام عبد الله بن احمد بن عبد الله القفال المروزي-رحمه الله- انه كان قفالا صنع قفلا وزنه اربع حبات من حديد وكان مصابا بإحدى عينيه وابتدأ التعلم وهو ابن ثلاثين سنة) -وهو يعرف بالقفال الصغير العالم الزاهد وهو أكثر ذكرا في كتب الفقه من القفال الكبير والكبير أكثر ذكرا في كتب الأصول والتفسير فإذا أطلقت كلمة القفال أريد الصغير وإذا أريد الكبير قيدت بالشاشي.

وذكر القفطي في أنباه الرواة ج2\ 70 عن المفسر الأديب الشافعي سليم بن أيوب الرازي-رحمه الله- (انه تفقه بعد الأربعين من عمره .. وكان يحاسب نفسه على الأوقات ولا يترك وقتا يمضي من غير فائدة).

وهذا العز بن عبد السلام-رحمه الله-ذكر انه لم يهتم بالعلم إلا على كبر فاقبل عليه ورسخ فيه حتى لقبه تلميذه ابن دقيق العيد: سلطان العلماء!!!! وقد اشتهر بهذا اللقب.

فأخي طالب العلم هؤلاء العلماء كما ترى اخذوا في طلب العلم بعد كبر سنهم ولم يمنعهم ذلك التأخر الزمني من التقدم المعنوي فاخذ العبر من خبر من طلب العلم فساد بعد الكبر.

ـ[أم معاذ]ــــــــ[01 - 01 - 08, 04:04 م]ـ

بارك الله في كل من مر فأفاد وأجاد-كتب الله أجركم ورفع قدركم

ـ[لصفر ربيعة]ــــــــ[01 - 01 - 08, 05:01 م]ـ

زادكم الله توفيقا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير