عَنْ أَبِي العَالِيَةِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «أَوْصِنِي»، قَالَ: «اتَّخِذْ كِتَابَ اللهِ إِمَامًا، وَارْضَ بِهِ قَاضِيًا وَحَكَمًا، فَإِنَّهُ الَّذِي اسْتَخْلَفَ فِيكُمْ رَسُولُكُمْ، شَفِيعٌ مُطَاعٌ وَشَاهِدٌ لاَ يُتَّهَمُ، فِيهِ ذِكْرُكُمْ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَخَبَرُكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ» [«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (1/ 392)].
20. فَضْلُ التَّمَسُّكِ بِالسُّنَّةِ
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ رَحِمَهُ اللهُ في مُقَدِّمَةِ «صَحِيحِهِ»: «وَإِنَّ فِي لُزُومِ سُنَّتِهِ: تَمَامَ السَّلاَمَةِ، وَجِمَاعَ الكَرَامَةِ، لاَ تُطْفَأُ سُرُجُهَا، وَلاَ تُدْحَضُ حُجَجُهَا، مَنْ لَزِمَهَا عُصِمَ، وَمَنْ خَاَلَفَهَا نَدِمَ؛ إِذْ هِيَ الحِصْنُ الحَصِينُ وَالرُّكْنُ الرَّكِينُ، الَّذِي بَانَ فَضْلُهُ وَمَتُنَ حَبْلُهُ، وَمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ سَادَ، وَمَنْ رَامَ خِلاَفَهُ بَادَ، فَالمُتَّعَلِّقُونَ بِهِ أَهْلُ السَّعَادَةِ فِي الآجِلِ، وَالمُغْبَطُونَ بَيْنَ الأَنَامِ فِي العَاجِلِ» [«الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان» لابن بلبان: (1/ 102)].
21. الطَّرِيقُ إِلَى اللهِ، فيِ اتِّبَاعِ السُنَّةِ
سُئِل الحَسَنُ الجَوْزَجَانِيُّ: «كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى اللهِ؟»، فَقَالَ: «الطُّرُقُ إِلَى اللهِ كَثِيرَةٌ، وَأَوْضَحُ الطُّرُقِ وَأَبْعَدُهَا عَنِ الشُّبَهِ اتِّبَاعُ السُّنَّةِ قَوْلاً وَفِعْلاً وَعَزْماً وَعَقْدًا وَنِيَّةً، لأَنَّ اللهَ يَقُولُ: ?وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا?»، فَقِيلَ لَهُ: «كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى السُّنَّةِ؟»، فَقَالَ: «مُجَانَبَةُ البِدَعِ، وَاتِّبَاعُ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ الصَّدْرُ الأَوَّلُ مِنْ عُلَمَاءِ الإِسْلاَمِ، وَالتَّبَاعُدُ عَنْ مَجَالِسِ الكَلاَمِ وَأَهْلِهِ؛ وَلُزُومُ طَرِيقَةِ الاِقْتِدَاءِ، وَبِذَلِكَ أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ?ثُمَّ أَوْحَيْناَ إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ? [«الاعتصام» للشّاطبيّ: (1/ 62)].
22. الثَّبَاتُ عَلَى السُّنَّةِ
عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- قَالَ: «السُّنَّةُ -وَالَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ- بَيْنَ الغَالِي وَالجَافِي فَاصْبِرُوا عَلَيْهَا رَحِمَكُمُ اللهُ، فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ كَانُوا أَقَلَّ النَّاسِ فِيمَا مَضَى، وَهُمْ أَقَلُّ النَّاسِ فِيمَا بَقِيَ: الَّذِينَ لَمْ يَذْهَبُوا مَعَ أَهْلِ الإِتْرَافِ فِي إتِْرَافِهِمْ، وَلاَ مَعَ أَهْلِ البِدَعِ فِي بِدَعِهِمْ، صَبَرُوا عَلَى سُنَّتِهِمْ حَتَّى لَقُوا رَبَّهُمْ، فَكَذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ فَكُونُوا» [«إغاثة اللّهفان» لابن القيّم: (1/ 70)].
23. فَرَحُ السَّلَفِ الصَّالِحِِ بِهِدَايَةِ اللهِ لَهُمْ إِلَى السُّنَّةِ
عَنِ الفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: «طُوبَى لِمَنْ مَاتَ عَلَى الإِسْلاَمِ وَالسُّنَّةِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: مَا شَاءَ اللهُ» [«شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة والجماعة» للاّلكائيّ: (1/ 138)].
24. حِرْصُ السَّلفِ الصَّالِحِ عَلَى لُُزُومِ السُنّةِ وَالذَّبِّ عَنْهَا
عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ بِهِ إِلاَّ عَمِلْتُ بِهِ، إِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ». قَالَ ابْنُ بَطَّةَ بَعْدَ إِيرَادِهِ لِهَذَا الأَثَرِ: «هَذَا يَا إِخْوَانِي الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ يَتَخَوَّفُ عَلَى نَفْسِهِ الزَّيْغَ إِنْ هُوَ خَالَفَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَاذَا عَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ زمانٍ أضْحَى أهلُهُ يَسْتَهْزِئُونَ بِنَبِيِّهِمْ وَبِأَوَامِرِهِ، وَيَتَبَاهَوْن بِمُخَالَفَتِهِ، وَيَسْخَرُونَ بِسُنَّتِهِ. نَسْأَلُ اللهَ عِصْمَةً مِنَ الزَّلَلِ وَنَجَاةً مِنْ سُوءِ العَمَلِ» [«الإبانة عن شريعة الفرقة النّاجية» لابن بطّة: (1/ 246)].
25. مَا أشْكَلَ عَلَيْكَ فَرُدَّهُ إِلَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ
¥