فإذا علم الإنسان ـ وإن بالغ في الجد ـ بأن الموت يقطعه عن العمل، عمل في حياته ما يدوم له آجره بعد موته. فإن كان له شيء من الدنيا وقف وقفاً، وغرس غرساً، وأجرى نهراً، ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده، فيكون الأجر له. أو أن يصنف كتاباً من العلم، فإن تصنف العالم ولده المخلد. وأن يكون عاملاً بالخير، عالماً فيه، فينقل من فعله ما يقتدي الغير به. فذلك الذي لم يمت.
قد مات قوم وهم في الناس أحياء. انتهى
فيجب علينا حسن استعمال أوقاتنا و أعمارنا لذا فإنه عندما سُئل الدكتور عبد الكريم بكار عن الإرشادات التي يمكن أن نتبعها حتى نصبح أكثر محافظة على أوقاتنا قال:
الوقت أشبه بالزئبق، القبض عليه عسير و صعب، و أكثر أجزاءه تفلتاً هي اللحظات القصيرة التي لا نلقي لها بالاً. فإن اقتناص نصف ساعة من أوقات الفراغ الذي يكون بين ساعات العمل و الراحة أو العكس كل يوم من أجل إنجاز عمل من الأعمال سيعود علينا خلال خمس سنوات ب900 ساعة عمل، و التي تكفي لتأليف كتاب متوسط!
من المهم أن يخطط كل واحد منا صباح كل يوم لما سيعمله في ذلك اليوم، و ذلك بكتابة قائمة بأعماله ثم يشطب ما ينتهي منها، ثم آخر اليوم يُرحل ما تبقى و لم يُفعل إلى اليوم التالي
التفكير المستمر بإيجاد النشاط الذي سيملأ به الفرد وقته خلال الأيام القادمة
استفد من وقت الفراغ في القراءة أو الحفظ أو فعل أي شيء نافع
لا ترتب رحلة أو زيارة لإنجاز عمل يمكنك إنجازه بخطاب أو عبر الهاتف أو عن طريق إرسال موظف أو شخص بدلاً عنك
لا تقم على الإطلاق بزيارة صديق دون أن تبلغه مسبقاً، حتى لا يضيع وقتك إذا لم تجده و حتى لا تحرجه إن لم يكن مستعداً لاستضافتك
ألزم نفسك بوقت معين للقراءة مهما كانت الظروف
ابتعد عن الأشخاص الفارغين و الخالين من الهموم و الطموحات
كل ساعة تمضي تقربنا خطوة من الأجل المحتوم، فلنكن على وعي بهذا و لنتعامل معه بما يليق حتى لا يذهب العمر سدى دون تحقيق شيء مما نصبو إليه
فتش عن الاستفادة النوعية من الوقت من خلال رفع سوية الفاعلية و تحسين أساليب العمل
حاول أن تعيش في بيئة حية منظمة حتى تستطيع المضي في أعمالك بسهولة
حاول في نشاطك اليومي أن تضع نصب عينيك شيئين مهمين؛ واجباتك و أهدافك. انتهى
و قد قال أحد السلف:
كانت الدنيا ولم أكن فيها وستكون ولا أكون فيها فلا أحب أن أُغبَن أيامى.
فهذه نصيحة عسى الله أن ينفع بها من وقع عليها
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[20 - 10 - 10, 09:18 ص]ـ
كانت الدنيا ولم أكن فيها وستكون ولا أكون فيها فلا أحب أن أُغبَن أيامى.