تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحمد الله، هذا المشكل لا يؤرقني فإن كان لي نصيحة فأنصحك بما جربته: لا تتعدي الثالثة في الوضوء فهو من التنطع و أطيلي في صلاتك ما شاء الله، تتمين فيها ركوعها و سجودها و ربما قرأت من طوال المفصل أو غيرها مما يتطلب تلاوته حضورا للفكر و تجميعا لشتاته. إجعلي صلاتك صلاة مودع، أحسن صلاة و غير صلاتك السابقة فإن جاءك الوسواس استطعت أن تجزمي أنك في كذا أو كذا و واصلت مطمئنة البال.

و الله أعلم.

ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[24 - 10 - 10, 11:15 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إلى جانب ما تفضل إليه الإخوة الكرام والأخوات الفضليات من نصائح ثمينة، أوصيك بما يلي:

اولا: اعلمي أنّ هذه النوع من الوسوسة يصيب عادة معظم من يلتزم جديد، فهو أمر " عادي " و " عابر " فاطمئني، وابشري بالفرج القريب، ولا تيأسي ولا تعظمي الأمر.

ثانيا:: اعلمي أن سبب هذا النوع من الوسوسة مَردّهُ أن المسلم عندما يلتزم أو يعود إلى ربّه تائبا " عودة صادقة قوية "، فإنّ الشيطان يغضب عضبا شديد، فيجيّش ركبه ورجله لمحاربة هذا " الأوّاب " إلى ربه، من خلال إدخال الوسوسة في الأمور التعبدية ثمّ في ربّه وفي وجوده، فيجد الشيطان القابلية والأرض الخصبة فقوة الإيمان تجعل المسلم ـ الذي يفتقد العلم الشرعي ـ يحرصّ حرصا شديدا ويبالغ في القيام بالواجبات الدينية، فإن نجح الشيطان في ذلك تتطور الوسواس وتشعب ليشمل كل الأمور الدنيوية، وما ذلك إلى لينغص على ذلك العائد إلى ربه حياته.

ثالثا: ابشري فهذا الوسواس علامة من علامات صدق الإيمان:

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أُحَدِّثُ نَفْسِى بِالْحَدِيثِ لأَنَّ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ قَالَ «ذَلِكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ». رواه مسلم وأبو داود وأحمد واللفظ له.

رابعا: من أسباب معاناة المصاب بهذه الوسوسة وطولها هو عدم علمه بالأمور السابقة الذكر، فجهله ابتدءا بهذه الأسباب يجعله ينساق إلى وسوسة الشيطان، الذي يشككه في عدد مرات الغسل عدد ركعات الصلاة وهكذا .. والمصاب يظنّ أنه صادر من ورع وأنه نداء الإيمان وأنّ هذا الحرص هو عين التقوى والحرص على القيام بأمور دينه، ولكن المسلم إذا كان على دراية بهذه الأمور ـ وهذا الأمر يحدث لكل منّا بين الفينة والأخرى ـ وجاءه الشيطان وشككه في صلاته أو وضوءه فإنه سيكون الجواب حالا، " لا شأن لك"، ويواصل صلاته ووضوءه.

- من طريف ما سمعتُ من الشيخ الجِبِيلان: أنّ أحدهم كان يصلي في الحرم المكي، فأشار مرتين بأصبعيّه " السبابة والوسطى" فلما سئل عن هذه الحركات الغريبة،قال: لقد جائني الشيطان مرتين فقال لي: إنك أنقصتك " ركعة "، فقلتُ له: ائتني بشهاديّ عدل.

خامسا: وسائل العلاج بإذن الله تعالى ـ وهي تجربة سنوات في الرقية الشرعية ـ

- إن تعتصمي بالله وحده وتكثيري من الدعاء والمحافظة على الأذكار، وأولها الاستعاذة فعند مسلم من طريق عثمان بن أبي العاص أنه قال: إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وقراءتي فقال: ذلك شيطان يقال له خنزب , فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا , ففعلت فأذهبه الله عني.

- إن تقتنعي بالأمور الثلاثة الأولى وأهمها إنّ هذه " وسوسة " وليست " ورع"، وإنّ هذا دليل قوة إيمانك وصدقه بنصّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم السابق الذكر، وإنّ هذه الوسوسة " ظرفية ومؤقتة "فلا تضخمي الأمر ولتطمئني.

- اجعلي ناصح قريب منك في وضوءك وصلاتك، يساعدك ويعينك على التخلص من هذه الوسوسة: فيقول لك مثلا: لقد غسلت وجهك ثلاثا فلا تزيدي، فإذا شككت في الاستنشاق، يقول لك لا تعيده، فقد استنشقت، وهكذا ... ، ففي الصلاة مثلا يقف أمامك، فإذا أردت أن تقومي إلى الخامسة ـ مثلا ـ قال لك: لا تزيدي، لقد صليت أربعا ...

فالحاجة إلى مرافقة ومساعدة مهمة، فقد شُفي مصاب بالوسوسة بهذه الطريقة، فقد كنتُ أقف معه في وضوءه وأقوم بتوجيه وشفاه الله تعالى رغم إنّ الوسوسة وصلت به إلى حدّ أنّه يدخل إلى " الميضاء " في رمضان قبل صلاة العشاء ولا يخرج منها إلا بعد ننتهي من صلاة الوتر.

- والآن مطلوب منك هذه الخطوة الجريئة التالية والتي هي نصف العلاج بإذن الله تعالى وهي:عدم الانصياع لوسواس الشيطان ووجوب مخالفته في وسوسته، وهي أخطر خطوة في العلاج، فعندما يقول لك أنّك لم تغسل وجهك إلا مرتين، فقولي له: لن أعيد، واحدة تكفي، فإن قال لك: أعيدي غسل وجهك لأن الماء لم يعمّه كله، فقولي له: لن أعيده، مخالفة لك حتى وإن صدقت، وربّي غفور رحيم لأني الآن معذورة بمرض الوسوسة.

-وأخيرا سؤال يُطرح كثير ممّن أصيبوا بهذا الوسواس: ولكني حاولتُ ولكن الوسوسة عاودتنّي،

أقول: يجب أن تعلمي أن الوسوسة إذا أصابت شخص، فأنها لا تزول بين يوم وليلة، ولكن لا بدّ لها من وقت، لا يهمّك مدته، ولكن ثابري وانتظري فقط زواله تدريجيا، وسوف يزول ويصبح مجرد ذكريات، وستكوننا مرشدة في المستقبل بحول الله لمن يصاب بمثل ما أصيبت به، فاطمئني.

وفي الختام، فأنا على يقين بإذن الله أنك إن طبقتي نصيحتي ونصائح إخواني فسوف تعودينا بعد مدّة لتكتبي في هذا الموضوع: الحمد لله لقد شفاني الله بفضله ومنّه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير