ـ[صهيب عبدالجبار]ــــــــ[23 - 10 - 10, 05:12 ص]ـ
كلام جميل , لكن لي بعض التعليقات عليه.
أولا: صحيح أن صلاح الدين رحمه الله حكم فترة يسيرة ثم انقسمت الدولة بعده ,
لكن يجب أن نعرف أن خطأ الحكام بعد الخلفاء الراشدين واحد , وهو أن كلاً منهم وضع ابنه على الكرسي بعده , بغض النظر عن أهلية هذا الولد للحكم أو لا.
فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أخبرنا أن الخلافة بعده ستستمر في هذه الأمة ثلاثين سنة فقط , ثم ستتحول إلى ملك عضوض ظالم.
هذه هي المشكلة إخوتي في الله التي تسبب عدم استمرار التمكين للمسلمين في الأرض.
قد يكون الخليفة شجاعا وحكيما وتقيا , لكن ابنه ليس بالضرورة أن يكون مثل أبيه.
وإذا نظرنا في كل الدول التي حكمتنا وجدنا أن دمارها كان على يد أبناء الخلفاء , الذين انغمسوا في الترف , وتركوا شؤون الأمة لقادة الجيوش والوزراء يفعلون ما يشاؤون بلا حسيب ولارقيب.
فما كان إلا أن سلط الله هؤلاء الوزراء والقادة على ملوكهم , فقتلوهم واستبدوا هم بالملك.
إنها المشكلة التي تعانيها الأمة منذ ألف وأربعمائة سنة , هذه المشكلة بسبب طول زمانها سببت
لأغلب الناس نوعا من الاقتناع بأن الخلافة لا تكون إلا ملكا في أبناء عائلة واحدة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ مَتَى السَّاعَةُ فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ لَمْ يَسْمَعْ حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ أَيْنَ - أُرَاهُ - السَّائِلُ، عَنِ السَّاعَةِ قَالَ هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا قَالَ إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ. صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري [1/ 23]
وعن يزيد بن شريك أن الضحاك بن قيس أرسل معه إلى مروان بكسوة فقال مروان: انظروا من ترون بالباب قال أبو هريرة فأذن له فقال يا أبا هريرة حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال سمعته يقول ليتمنين أقوام ولوا هذا الأمر انهم خروا من الثريا وأنهم لم يلوا شيئا قال زدنا يا أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: هلاك هذه الأمة على يدي أغيلمة من قريش
مسند أحمد بن حنبل [2/ 520] تعليق شعيب الأرنؤوط: حسن
عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنْتُ بِالْبَحْرِ فَلَقِيتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ذَا كَلاَعٍ وَذَا عَمْرٍو فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ ذُو عَمْرٍو لَئِنْ كَانَ الَّذِي تَذْكُرُ مِنْ أَمْرِ صَاحِبِكَ لَقَدْ مَرَّ عَلَى أَجَلِهِ مُنْذُ ثَلاَثٍ وَأَقْبَلاَ مَعِي حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ فَسَأَلْنَاهُمْ فَقَالُوا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَالنَّاسُ صَالِحُونَ فَقَالاَ أَخْبِرْ صَاحِبَكَ أَنَّا قَدْ جِئْنَا وَلَعَلَّنَا سَنَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَرَجَعَا إِلَى الْيَمَنِ فَأَخْبَرْتُ أَبَا بَكْرٍ بِحَدِيثِهِمْ قَالَ أَفَلاَ جِئْتَ بِهِمْ فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ قَالَ لِي ذُو عَمْرٍو يَا جَرِيرُ إِنَّ بِكَ عَلَيَّ كَرَامَةً وَإِنِّي مُخْبِرُكَ خَبَرًا إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا كُنْتُمْ إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَأَمَّرْتُمْ فِي آخَرَ فَإِذَا كَانَتْ بِالسَّيْفِ كَانُوا مُلُوكًا يَغْضَبُونَ غَضَبَ الْمُلُوكِ وَيَرْضَوْنَ رِضَا الْمُلُوكِ. صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري [5/ 210]
¥