[الى والدي الحبيب ... ((أبتاه بالله عليك لا ترحل))]
ـ[علي سَليم]ــــــــ[24 - 10 - 10, 07:53 ص]ـ
< TABLE class=tborder id=post15436 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" align=center border=0>
الى أبتاه و العين تنزف ....
الى أبتاه و القلب يعزف .... على أوتار الحزن ...
تمهل يا رعاك الله ... دع عنك اليأس و اطعن الموت في صدره ... لا بدّ للموت أن يتذوق لسعة الموت .....
عرفتُكَ مذ نعومة أظفاري جسداً ينخر فيه الموت نخراً ... فكنتَ بمثابة مقاومٍ لمحتلٍ ... فتارة كانت الغلبةُ له و تارة يكن النصر حليفك ....
رأيتك تتهاوى لولا رحمة الله كانت ترعاك ... أناديك هلّا تسمعني!!!!
يا ابن الستين ميلادية و أزْيَد بقليل هجرية ... قد أذن الموت فلا تأذن له ... فاغلق الباب بوجه ... تبسم له قائلاً ارحل ما زلتُ ابن الثلاثين .... فسيرحل و يحلّ مكانه الأمل.
أبتاه ... أتذكرُ يوم كنتُ مريضاً و أنا الطفل الرضيع .... لم تدع باباً الاّ و السؤال عن طبيب ... ذا حديثك عنّي
أبتاه ... أتذكر عندما كنتَ تأكل أوراق الشجر و تسمرُ مع زوجتك تحت شعاع القنابل و الصواريخ!!!! كنتَ وقتها للموتِ أقرب .... فازرع الأمل.
أبتاه ... أتذكر عندما أخطأت قنبلة ما طريقها فكانت سيارتنا هي الهدف ... ما زلتُ أتذكر ذاك المشهد ... إذ النيران أحاطت بنا من كل جانب ... فاسرعت تنقذنا تحت الخطر .... كنتَ وقتها للموتِ أقرب .... فازرع الأمل.
أبتاه ... أتذكر عنما المّ بك عارضٌ فاكل الطبيب من ظهرك رفاتاً كنتَ أحوج اليها منه!!! و ظلّ المها يرافقك حتى الساعة .... كنتَ وقتها للموتِ أقرب .... فازرع الأمل.
أبتاه ... أتذكر عندما ضاق بك النفس و زارك المرض فكانت وعكة تسمّى ذبحة صدرية!!! من رآك وقتها أدرك أنك ميّتٌ لا محالة ... كنتَ وقتها للموتِ أقرب .... فازرع الأمل.
أبتاه ... أتذكر عندما رفضتْ كلا الرجلين المشي معاً ... فكان الزائر يُدعى (نشفان شرايين القدم) و لا بدّ لشراين رجلك أن تستبدل بشراين بلاستكية!!! ففضّلت الالم إذ كلفة العميلة سعراً فوق الخيال .. كنتَ وقتها للموتِ أقرب .... فازرع الأمل.
أبتاه ... أتذكر عندما حلّ عليك ضيفاً غربياً يُدعى المرض (السكريّ) فآثرت التبسم راضيا بنعمة الله عليك ... كنتَ وقتها للموتِ أقرب .... فازرع الأمل.
أبتاه ... أتذكر عندما فوجئت بزائر يسمّى مرض (الأعصاب) و لم تعد ذاك الشاب سويّ الحركة .... كنتَ وقتها للموتِ أقرب .... فازرع الأمل.
أبتاه ... أتذكر عندما ناداك منادٍ يُدعى مرض (الضغط) فمكث مع بقية الزوار فكنتَ بمثابة ساحة الحشر لامراض البشر ... كنتَ وقتها للموتِ أقرب .... فازرع الأمل.
أبتاه ... أتذكر عندما شلّت يمينك و التهب صدرك و توقف قلبك و بتّ تحت الخطر 48 ساعة فكانت عملية القلب المفتوح .... كنتَ وقتها للموتِ أقرب .... فازرع الأمل.
أبتاه ... أتذكر عندما اعتصر الالم معدتك فكان الزائر المتأخر ... (تمزق جدران المعدة) ... كنتَ وقتها للموتِ أقرب .... فازرع الأمل.
أبتاه ... أتذكر عندما طغى عليك طاغٍ يُدعى (أسيد الأمعاء) فكان هو الآخر ضيفاً لا يحبّ الرحيل ... كنتَ وقتها للموتِ أقرب .... فازرع الأمل.
أبتاه .... أتذكر عندما حلّت عليك مجددا عوارض القلب ... و ها أنت تتقلب بين نتائج فحوصات الأطباء ... و باذن الله لن تكون اليوم أقرب للموت ... و ستزرع الأمل.
أبتاه ... بالله عليك لا ترحل ... مارية تريدك جداً ... انتظرها قليلا حتى تناديك ... جداه
أبتاه ... بالله عليك لا ترحل ... عبد الرحمن يودّ رؤيتك ... انتظره شهراً!!!!