ووضعتُ قدمي في اول طريق القساوسة .... فاللانجيل تاليا و للكنائس ساعيا و بتُ النصراني الصغير!!!!
و زَرع مولاي حيث نبض الفؤاد ان لا اترك علما الاّ الخوض بين لجاج موجه منذ نعمومة اظفاري و لم تنعم بيد الاسلام غربا و كنتُ شرقا!!!!!
و لذا بدأت قدمي اليمنى تُسابق الاخرى و يميني تخفي سرا .... ساكونُ مكانك يوما يا قسّاً!!!!
حفظتُ الترانيم و رددت الاقاويل و ذُقتُ طعم خبز المسيح المزعوم!!!
و باركوا عملي و برّكوني و باركتُ غيري و هذا يعلم معناه كل نصرانيٌ ....
و بتّ على انغام انجيل لوقا و مرقس و يوحنا و بطرس ... فركعت منحنيا لمن لبس الطيلسان!!!
فان رأيتُ بام عيني فلم تر غيرهم و ان زوارت شخصا فلم ازور غير بيتهم و انا بين هم و هم جاء مناد من السماء ستكون شيخا لا قسّسيسا!!! نداء لم اسمعه و لكن ادركته عندما تعلمت تعاليم الاسلام ....
و بدأت اصلي صلاة رباعية و ثنائية بركوع و سجود ... بدأ ذلك يظهر نوره على اطراف البنان و يخفض لذكره موضع الحنان ....
فكان النور لغيري ظلمة فمن رآني ادرك شيئا ما ... و لذا بدأت معيار السنّور تتبدل الى اسد مفترس او نسر ذو مخلب جارح ....
نعم انه سنّور قساوسهم ... انه اسد حقيقتهم .... انه نسر بطبائعهم ....
ومن اصدق من الله قولا و حديثا فقال (و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم ... )
و لا اريد ان اطيل حتى لا استوحش الحديث مع مارية ....
فتدرجت وو عظت و خطبت و دوّنت و لوّنتُ و بتُ اُعرفُ بالشيخ .... و انقلب الخيال الى حقيقة ,بفضل الواحد الاحد الديّان ....
و مرت الايام و السنون و لم اذق طعم الفرح بذروته الاّ في عدة مواطن و هذه احدها ....
و الاخرى عندما رأيت والدي_حفظه الله_ مصليا داعيا عندما احكم اليأس امامي و من خلفي ......
و اصبح من كان يصدّ عن السبيل يمهده و يعبّده ... يا للنعمة و اين شكرها؟؟؟؟ غفرانك ربي غفرانك ...
و الاخرى عندما انتهيت من الخدمة العسكريّة ... حيث المعناة هناك مدونة معلومة لديكم ....
و قبلها عندما اتتمت حفظ كتاب الله في الثامنة العشر ربيعا و خريفا .... ربيعا باسلامي و خريفا بملازمتي قساوسة اهل الكتاب ....
و بين هذه الافراح و تلك كانت الصغرى تلو الصغرى ... ففرحت حين اممّت الناس في الصلاة ... حين خطبتُ بهم خطبة الجمعة و انا ابن السابعة عشر ....
و فرحت حيت عقدتُ عقد القران و تزوجتُ بميراي زوجي الوقور ....
و كم كنتُ اجهلُ انهّ سيأتينني امتحان قاسٍ ... تمنّيت بعدها ان اكون نسيا منسيّا ....
اقتدوا بتلك الخصال الحسنة و دعو الخصال السئية فانا بشر اخطئ و مغمور بالذنوب ....
فلا تُلقوا اللوم عند حديث اليكم بما هو اُخالفه و لا ارضاه .... و لكنه الامتحان و الفوز او الخسران ....
تزوجت لابْني و ارفع القواعد لعبد الرحمن .... انتظرته سنة و اخرى و ثنتان بعدها ....
انقلبت حياتي الى جحيمٍ .... انتبهوا فقد اعلمتكم ان هذه صفات لا ارضاها و لكن ادوّنها للتاريخ و للعظة ....
و اثّر هذا كله على طبيعتي ادركها من كان قريبا مني .... و بتّ المجنون المعافى ... و الاصمّ السميع ... و البكم الطليق!!!!
و جاءت البشرى ... و نزل المطر من السماء ... فكان كالصاعقة حيث فيه البرد و الامن و الامان ....
عدتُ مساءً الى منزلي ... و اذا بزوجي يغمرها الفرح فلا تكاد ترى جارحة منها الاّ ينقصها الحديث و بدوّ مقدمة الاسنان ... ماذا دهاك يا امة الله؟؟؟
فكنتُ ادرك طبيعة فرحها بالتخيلات لا القرائن ... و لكنني تعودت ان اضع الامل جانبا خوفا من المفاجأة ....
انني حامل .... انني حامل .... كلامات لم اتعوّد على سمعها .... بل صليتّ عليها صلاة الجنازة و دفنتها في البقيع حيث الصحابة ....
فكان اللقاء حارا و الخبر سارا .... و بصيص النور و مكان النظر اراد ان يعبّر عن فرحتي ... و لكنني لا احبّ ان يرى احدا دمعة عيني ....
فخرجت مسرعا الى الشرفة .... ابتعدت قليلا عن مكان بهجتي ... اريد ان اختلي بنفسي ... اريد ان اعاتبها و اؤنبها .... اريد ان اشكر الباري اريد ان اضع الجبهة على الارض موضع القدم .....
لذا خرجت مسرعا .... فمن فطنة زوجي تركتني قليلا .... ما اقصرك يا ساعة ... كنتِ تمرّين عليّ احسبك دهرا ... فما بالك اليوم اسرع من رياح سليمان!!!!
مرّت هذه الساعة على خلوتي كانها عابر سبيل ...
¥