تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ترى في عينيها الكثير من الكلام و لا يترجم ذاك النظر الا انينها و حركة رأسها ....

رأيت شيئا من دهائها و ذكائها فكانت اقرب للتمييز من بلغ سنه و اختلط بين ربيعه و خريفه ....

اعطتها والدتها _و لا تنس بداية التبريك و المشيئة_فهما حصنان لرد العين ...

دواء فكان مرّ المذاق و هي لا تحب اصناف المرورة ... فكانت تحاول خداعنا بانها تحبه و تضحك و تلهف له ... و كل هذا حتى نتغافل عنها و تضعه فترة من الزمن في فمها ثم ترسله للخارج عبر فمها الصغير ...

فاخبرتني زوجي بفعلتها ... فاخذت الدواء و ضعته في فمها فما كان منها الاّ الضحك اخبارا منها انها تحب هذا الدواء ...

ثم رأينها كيف تخرجه مع ابتسامة عريضة ... لاننا قبضنا عليها في جرمها المشهود ....

فقلت لزوجي هاتِ المصاصة و هي شبئ يُوضع في الفم الرضيع ليمصّه و يلتهي به ....

فاعطيتها الدواء و اردفتها بالمصّاصة فما كان منها الا ان اعملت المص و تأثّر الدواء بالمص فابتلعته ...

و هنا هاتفتها قائلا (انتِ اذكى من من~؟؟؟ يا مارو ... ) فنظرت اليّ نظرة حادقة و حاقدة ....

اسال الله ان يمتّعني بها وردة تؤتي ثمارها العطرة و اخشى ما اخشاه ان يضمحل بدرانها بعد اكتماله او يتلاشى نورها بعد احتوائه .....

ما اجمل شعاع الشمس عند الظهيرة و لا جمال في الكسوف و لا الخسوف ....

شعاع بنيّتي يزداد يوما بعد يوم و حكمة الله سبحانه و تعالى ان جعل النقصان ملازما للزيادة, فمن اكتمل فقد اذّن النقصان بالمجيئ!!!!!

لم اسمع صوت بكائها من مرض الا كصوت دويّ النحل ... اهو الاشارة بالرضى او التسليم التّام!!!!

حدّقت بادويتها فكان مجموعها يعادلها طولا ... لا وزنا ....

فمذ ولادتها مكث معها الم المغاص و هذا شيئ طبيعي فلم يفارقها حتى اللحظة ...

ثم انتفاخ احدُ امعائها ....

ثم التقيؤ المستمر ثم نقصان وزنها ثم اسيدٌ على باب معدتها و التهابات في بَوْلِها و زيادة حدّة نظرها درجتان و الم في لثّتها و ما زالت الفحوصات جارية للاكتشاف المزيد .....

نعم اغلبها قرين صغار السنّ و الغرابة صوت ازيزها لم يتعدّ اذنها ....

من رآها ناظر مكان الوجع اما باشارة سبّابتها او باحمرار حاجبها!!!!

هذا و صوتها ينادينني و الاّ لكان الحديث عنها يعادل اثقال الحبر بشتّى الوانه و المداد بمختلف اصنافه ....

فمع منادتها لي بصراخها جعلتني اختم الرسالة تلبية لها و سنعود اليكم باذن الله بجديدها ...

ـ[علي سَليم]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:21 ص]ـ

الشّهب النارية و النورانية لمن أحب ابنتي مارية


الحمد لله مكور الأنسان, جاعل ماء الرجل و المرأة يلتقيان, بويضة و حيوان منويّ يلحتمان, نطفة يرعاها الرحمن, علقة فمضغة فانسان ....
طور بعده أطوار, آية و برهان .... رحماك ربي ما أضعف الانسان ....
لولا الحاح الاخوة و الاخوات, و سؤالهم مشروط الجواب, لاكتفينا بما ذكرناه عن مارية ابنة ما دون الأعوام,,,,
باتت رعاها ربي قريبة من الحول اذ عمرها بلغ الأشهر الحرم و شهر الذي أنزل فيه القرأن و اضف عدد فرائض الصلوات ....
ابنة عشرة أشهر .... أتمّ الله لها حتى ترى منّي الشيب بين الفكين ...
تراكمت ذكريات و اصبحت مبعثرة لا أحسن ترتيبها فكلها كأسنان المشط من حيث الاهتمام, و عندما يُزهر الربيع يحتار المرء ايُّ بستان بله أيّ وردة تخطف البصران و الأُذنان!!!!
أبدأ حيث الهم و الكدر, حيث مارية طريحة الفراش, تركتها ترفرف بجناحيها لأعود لا تُحسن الحراك, ماذا دهاها!! سؤال ليس له جواب ....
تحسّستها بكلتا يديّ فابعدني شدّة حرّ جسدها و ليهبه ... زهدتْ عن الطعام و الشراب, ضممتها الى صدري حيث الدفئ فتبسمتْ و أخذت تداعبني و لسان حالها اصمت ايها المرض فَبِرّ والدي حق لا افرّط فيه ....
طبيبها تأهب ... حالتها العناية الفائقة .... لم نسمع لها من قبلُ دويّ كدويّ صوتها يومئذ!!! صراخ و بكاء أبكى الجدران من حولها ......
لم نفارقها مذ ولادتها فاضطررنا وقتها .... عذرا لم استطع ان اتلفظ قائلا بالمغادرة ...
رأيتها بعد برهة بل قل بعد سنوات .... ففراق الأحبة لا يُقاس بالساعات و انما بالأعوام ....
كانت ملقاة على الفراش كحبة في أرض فلاة, و أنابيب متشابكة بجسدها الطيب ... أنكرتُ شكلها و لولا ابتسامتها عندما رأتني لقلتُ من بدّل ابنتي!!!!
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير