أعدها و الوعد عليكم جارٍ سأبلّل بإذن الله تعالى صفيحتي ذه من دموعكم حتى الرّجال منكم لنْ أدعهم ينقضون عهدي ... فالكل سيبكي!!!
ماريا ابنة السّنتان و النّصف تُحسن عدّ أركان الاسلام و ترتيل سورتي الاخلاص و الكوثر بله المعوّذات الثلاث ....
تعتقد ما يجهله العامّة منكم فلن تَعدِل لسائلها ((أين الله)) الاّ و تقتدي بالجارية و تشير باصبعها الى السّماء قائلة (فوق)
و لم تفتر أن تجعل لابليس الضعيف حظاً من حديثها (الشيطان تحت) و تشير الى الأرض تحت قدمها ...
ماريا تأخذ المصحف و تقبّله مرارا بله ترتّب مكتبة أبيها و عند كل كتاب تتفوه (هذا بابا) ...
ماريا تشاطرني الحديث و خاصة عندما اراجع الفية ابن مالك تتمتم مع أبيها تجعلك تقبلها حتى لا تملّ ....
حبيبتي تحمد الله عند العطاس و تشمّت العاطس بيرحمك الله ... تعدّ الأعداد الأحادية 1,2 .... 10 بالعربية و الانكليزية.
و تُحسن الوقوف للصلاة ... تكبّر تكبيرة الاحرام ثم تضع يمينها فوق شمالها على صدرها لتقول الله اكبر ... الحمد لله عبودي سليم ... الرحمن عبودي سليم .. الرحيم عبودي سليم ... الصلاة على عبودي سليم .... فهي تجعل اخيها في كل شاردة و واردة ...
هذه ماريا ابنتي فأروني بُنيّاتكم, ليستْ ماريا ما تتوهمون فهي فوق وصفيَ دون خيالكم ...
فرأيتها برؤيا أحتفظ بها لنفسي بيد أبيها يُحسن التعبير بفضل الله تعالى فأراها بإذن الله تعالى مع شأنٍ سيُذكر ...
ماريا يحفظها الله برعايته عندما كادت ان تسقط من الشّرفة العالية و العالية جدا ... و كذلك كادت أن تصطدم بها سيارة .... و عندها كنتُ من سيدوس عليها بعجلات سيارتي!!!
هذه ماريا كم تلحّ على أبيها (خذني الى المسجد) فإن خيّرتها بين كتاب و لعبة ما عدلت عن الكتاب بشئ!!!
تمسك القلم بحرفة و تخطّ من مداده على ورقة بيضاء بخطوط عريضة تخفي من خلالها ما يعلمه الله تعالى في علاه.
بالله عليكم هل يملك منْ رُزق بأمثالها الصوم عنها و عن خصالها!!!
ذه مارية ... أتتني اليوم تتمايل في مشيتها كادت أن تتعثّر لشدّة حرارة جسدها إذ تجاوز 40 درجة ... بابا مارو محرورة ... نزلت تلك الكلمة كالماء الحميم فقطعت أحشائي و مزقت أوصالي ...
عندما تسمع الهاتف يرنّ تنادينني (بابا تلفون الك) و أن سمحت لها بالرد تسأل السائل عن صحته و تخبره بحديث اليوم و ما تجده من الم المرض و تختم كلامها .. الحمد لله ... بدك شيئ ... سلّم على عبودي ...
الله ... الله ... لك يا ماريا ... أخشى ما أخشاه أن يأتيك اليقين على حين غفلة من أبيك ... فعندها عقارب السّاعة ستتوقف و لسان حالي شيّبني غيابك ماريا ....
أراك مع بدوّ الصباح شمساً .... مع دنو الليل بدراً.
أنت ذاك النّجم إذا هوى ... أنت الرّبيع زهراً.
يداك حرير الملمس .... ....................
هل خطّتْ دموعكم خطاً على الوجنة ثمّ الخدّ حتى عانقت الأرض بحرارتها!!!
أمّا لسان دمعكم هل منْ مزيد؟؟؟؟
تالله لو أدركتم حرارة فؤاد كاتب ذه السّطور و لين مشاعره و رقّة أحاسيسه و صفاء سريرته لوضعتم له أعذاراً حتى النّفاد ....
و حتى ندع السّجال و نختم المقال و المقام و نطبع عليه بطابع رُفعت الأقلام و جفّت الصحف فلن يكتب قلم ماريا بعد اليوم حرفاً إذ هو بمثابة منْ كفنّاه و واريناه الثرى ...
و أسأل الله تعالى بفضله و منّه أن يختم لي و لكم بعمل صالح يحبّه و يرضاه ....