تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يتَّخِذ الذِّكر لذلك ما يُفلح، بس ينتظر الإقامة وينتظر الباب متى يأتي الإمام لماذا؟ لأنَّهُ ما عوَّد نفسهُ، ولا تعرَّف على الله في الرَّخاء ليُعْرف في مثل هذه الشَّدائد؛ لكنْ لو تأخَّر المُوظَّف الذِّي ينتظرُهُ عشر دقائق أو رُبع ساعة وتعوَّد إنْ كان لا يحفظ القرآن في جيبِهِ جُزء من القرآن قرأهُ يكفيه مائة ألف حسنة أفضل من العمل الذِّي جاء من أجلِهِ أفضل بكثير من العمل الذِّي جاء من أجلِهِ؛ لكنْ باعتبار أنَّنا ما عوَّدنا أنفُسنا على هذا نتضايق كثيراً، الإنسان في طريقه في مِشوارِهِ رايح وجاي، ويضيع أكثر أوقات النَّاس في السَّيَّارات الآن، وكثير من النَّاس لا يُحْسِن استغلال مثل هذه الأوقات، اقرأ قُرآن، اذكُر من الأذكار ما جاء الشَّرع بالحثِّ عليهِ، اسمع أشرطة علميَّة تستفيد.

المقصُود أنَّ على الإنسان أنْ يحفظ الوقت؛ لأنَّ العُمر هو عبارة عن هذه الأنفاس وهذه الدَّقائق وقبلها الثَّواني وبعدها السَّاعات هذا هُو عُمر الإنسان؛ بل هذا هو حقيقة الإنسان، فإذا ضيَّع الإنسان نفسهُ فعلام يُحافظ؟ إذا ضيَّع الإنسان نفسهُ يعني انتهت بالكُلِّيَّة ما سوى شيء، وكم من شخص يُمَد لهُ في العُمر إلى مائة سنة فإذا طُلب من أهلهِ وذويه ماذا أنجز خلال هذه المائة سنة؟ والله ما نشوف شيء.

وبعض النَّاس يُبارك لهُ في عُمرِهِ، عُمر بن عبد العزيز مات ما كمَّل الأربعين، شوف الذِّكر إلى الآن، الذِّكر الحَسَن، وكثير سعيد بن جُبير ما كمَّل الخمسين، النووي ستة وأربعين وملأ الدُّنيا مساجد الدُّنيا كُلُّها يُقال: قال -رحمه الله تعالى-، فعلينا أنْ نحرص على هذا، ثُمَّ قد يقول قائل: ما السَّبب في هذه البركة أنَّنا نرى أُناس طالت أعمارُهُم لكنْ ما كُتب لهم مثل هذا الذِّكر الحسن بحيث يُقال: على كلِّ لسان: قال: رحمه الله؟

جاء شخص إلى هشام بن عبد الملك وقال لهُ: إنَّ أباك منحني قطعة أرض، ثم جاء عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- فأخذها مني، قال: سُبحان الله الذِّي أعطاك الأرض ما قُلت: رحمه الله، والذِّي أخذها منك تقول لهُ: رحمه الله؟ قال: كل النَّاس تقُول هذا، ما يُذكر اسمُهُ إلاّ قالوا: رحمه الله.

فعلى الإنسان أنْ يحرص لتحقيق مثل هذه الأمُور، وكم من شخص تجري أعمالُهُ بعد وفاتِهِ مئات السِّنين لماذا؟ لأنَّهُ دلَّ النَّاس على هُدى، علَّم النَّاس الخير، ألَّف مُصنَّفات يستفيدُ منها النَّاس، وأُجُورُهم ماضية ((أو علمٍ صالح يُنتفعُ بِهِ)) وبعض النَّاس على العكس مئات السِّنين تجري عليهم الأوزار؛ لأنَّهُم علَّمُوا النَّاس بدع وصنَّفُوا كُتب بِدع، وصار النَّاس يتأثَّرُون بها فعليهم أوزارُهُم ((ومن سَنَّ في الإسلام سُنَّة حسنة فلهُ أجرُها وأجرُ من عمل بها إلى يوم القيامة ... ومن سنَّ في الإسلام سُنَّة سيِّئة فعليه وزرها ووزرُ من عمل بها إلى يوم القيامة)) فعلينا أنْ نهتم لأنفُسنا ونحتاط لها.

ـ[أبو حفصه الأثري]ــــــــ[12 - 11 - 10, 12:14 ص]ـ

كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ

صلاة الليل من أفضل الأعمال، وهي دأبُ الصَّالحين، يقولُ الله -جل وعلا -: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ} [(79) سورة الإسراء] ويقول الله - جل وعلا -: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [(16) سورة السجدة]، ويقول الله - جل وعلا -: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [(9) سورة الزمر] المُقابلة تقتضي أنْ يكُون أهلُ القيام هم الذِّين يعلمون، وأهلُ الغفلة والنَّوم هم الذِّين لا يعلمون، فدلَّ على أنَّ العلم هذا الوصف الشَّريف إنَّما يستحقُّهُ من يعمل بِهِ، والذِّي لا يعملُ بِهِ يستحقُّ ضِدَّهُ وهو عدم العلم، {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} هذا الباعث للمسلم على قيام الليل ثُمَّ ذيَّل الآية بقولِهِ: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ} [(9) سورة الزمر] وهم أهل القيام والعمل، {وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} وهم أهلُ الغفلة والنَّوم، وإنْ حصَّلُوا ما حصَّلُوا من العُلُوم؛

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير