نشكركم على ذا المرور الطيب .... طيّب الله ممشاكم و مسعاكم
ـ[علي سَليم]ــــــــ[26 - 10 - 10, 08:35 م]ـ
المجموعة الثانية (2) من6الى10
-7 -
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين و على آله و صحبه أجمعين ثم أما بعد:
فهذه هي المجموعة الثانية تخرج اثر اختها الاولى عسى الله تعالى ان يشرح بها صدورا مغلقة و نفوسا مهملة ....
و اتماما منّا للعهد الذي أخذناه و الوعد الذي أبرمناه نردف الاخرى تلو الاخرى بعون الله تعالى و تأيده ...
و الى الرسالة:
فقال لي:
لا تقص رؤياك هذه الا على اربعة اشخاص (او نحو هذه العبارة) و لعدم انتباه و لغفلة ولهان .. رأيت العدد قد تجاوز الاربعة بل الى العشرات ...
و لم ادر الحكمة من حصر هذا العدد بالقيد المذكور!!!
نعم قد قضيت اصعب المراحل هي تلك المراحل الجاهلية و كان عمري وقتئذ لم يتجاوز العاشرة و في هذه السن المبكرة تعلمت كل شيء غير مألوف لدى الطبائع البشرية كما اسلفت بالحديث عن بعض منها ...
و كان لدي رفقة سوء لا يعادلها في السوء سوءا" ... فعلّموني كل شيء حتى السرقة (سرقة الاشياء التافهة التي لا قيمة لها) و لكنهاّ بداية الطريق ...
و كنت وقتها اتقنت فنّ الرسم بحيث استطيع رسم ايّ شخص [1] بمجرد ان يجلس امامي ... و طار اسمي و علا شأني و بتّ الرّسام الفنّان ...
و كل هذا و الحمد لله انطمست معالمه و اندثرت قواعده عند اول وضع قدمي في طريق الهداية و الحمد لله اولا" و آخرا" ...
المهم انني عانيت مرارة البعد عن الله تعالى بشتّى انواعه و مختلف الوانه الى ان منّ الله عليّ بهذه الهجرة المباركة [2] و لولاها لتهت كما تاه غيري ...
و بعد ذلك ذهب والدي و ادخلني مدرسة داخلية و هناك كانت بداية الصحيحة للهداية و النهاية السليمة للبداية السقيمة ..
فتعرفت الى اشخاص ذات صلة مع الله تعالى وعلى منهج سلفنا الصالح و وقتها كانت فتنة تدور رحاها و نار يتأججّ لهيبها بقيادة تلك الفرقة الضالة المضلة المسمّاة نفسها بالاحباش اتباع عبد الله الهرري عاقبهم الله عاجلا و آجلا" ...
فكانوا لا يرحمون صغيرا و لا يوقّرون كبيرا ... فكل من اعتقد بمعتقد اهل السنة و الجماعة فهو كافر حلال الدّم و العرض و المال باستثناء من دنّس سريرته الطاهرة و فطرته السليمة بمعتقد شيخهم المحدّث [3] الجاهل ....
و كنت اجهل مثل هذه الامور و علّمني ذاك الشاب العقيدة الصحيحة و اخذ ينوّرني بنور الهداية و حذّرني من هذه الفرقة و قال لي بالحرف الواحد:
(ايّاك ان تجهر بأن الله في السماء [4]) و كان من بين الطلبة ممن ينتسبون الى هذه الفرقة الظالمة
فرفعت صوتي و جهرت بمعتقدي و قلت: انّ الله في السماء
و اخذ صاحبي يستر فمي بيديه ... و مرّت هذه الازمة على خير ....
و ابتليت وقتها بصديق كان همّه الوحيد ان يقف في طريق هدايتي بل جيّش جميع اهل بيته بمساندة قريب منّي ...
و كان اول كتاب وقع تحت يدي (الدعاء المستجاب [5]) فاخذته بلهفة و قمت بتدوينه ريثما انتهي لأرد الكتاب الى اهله ...
فكنت كلما امعن في القراءة اشعر باحساس غريب و فرحة عجيبة و لذلك نويت حفظه و باشرت في ذلك ...
ثم اخذت الامانة بيميني و عندها حضر عدو هدايتي و جذب الكتاب مني و صاح بوجهي ثم مزّقه اربا اربا و بالمقابل كان قلبي هو الممزّق ...
و بعدها نصب لي العداوة و اغراني بجميع انواع الغواية و الله المستعان
و كلما اخرج من واحدة بسلامة يكون قد نصب الاخرى للايقاع بي و بمآزرة امه الماكرة ....
ثم بعد ذلك تعلمت قراءة القرآن و كنت مولعا فيه للذّة التي كنت اشعر بها قراءته و حدّدت لكل يوم صفحة واحدة لا اتعدّاها بغية قراءته على مهل و خوفا من اكماله (فكان احب الى قلبي عدم اكماله لاتلذذ بما هو جديد بالنسبة لي)
و كان فهمي للايات فهما معوجّا فأخذت حلاله و حرمته و كذلك حرامه و اردت الزام اهل بيتي بما يخالف القرآن من باب اعماله (و اهل بيتنا كانوا من اشد الاعداء علي فوقفوا في طريق هدايتي وقفات مزعجة و سنذكر منها فيما بعد ان شاء الله)
و عندما وصلت الى قوله تعالى ( ... و حرّم عليكم صيد البحر ما دمتم حرما ... ) الاية
فصحت بوجه كل صائد لحيوان البحر و تاليا" عليه الاية المذكورة فربما عجزوا عن فهمها الصحيح كما عجزت انا ...
¥