فقلت له هذه: حيدة ... لا تحد .... فغيّر الموضوع من اصله ...
و اليوم سألته عدة اسئلة و اوقعته بفضل الله في وديان الغيّ و التيه ...
فسألته عن كيفية وضوئه:
فأجابني قائلا":اني اتوضأ كما ذكر المولى في القرآن
قلت و ما ذكر المولى في القرآن؟
فأجابني بقوله تعالى: ( ...... اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم و ايديكم الى المرافق و امسحوا برؤسكم و ارجلكم الى الكعبين ... )
فقلت له: هل تغسل رجليك ام تمسح عليهما؟
-14 -
فقال: امسح عليهما ..
قلت: اذا لم تتوضأ كما امر الله تعالى.
فعاد يكرر عليّ الاية مع علامات استفهاميّة تراكمت على وجهه.
فقال كيف ذلك؟
فقلت امرك الله بغسل رجليك كما في الاية.
فقال: بل امرني بالمسح كما في الاية.
فقلت: لو كان ذلك كما تدّعيه لقال و ارجلكم بكسر الام ليس بنصبها.
و لانه نصب الارجل فاصبحت معطوفة على المنصوب و لا منصوب
غير الوجه و اليد ...
و المعطوف يأخذ حكم المعطوف عليه و يعمل عمله ...
فقال: سوف اسأل الشيخ عن ذلك ...
فقلت: اعرف جواب شيخك قبل ان تسأله و لدي لكم مخرج ... و لن اقول لك عن هذا المخرج ...
فازداد غيظا على غيظ ...
و بادرني سائلا: من هم اهل بيت الرسول صلى الله عليه و سلم؟
فقلت له (تمشّيا معه و هذا احد اقوال اهل السنة و الجماعة) علي و فاطمة و الحسن و الحسين.
فتبسم ابتسامة المنتصر ..
فقلت له رويدا" اريد ان اسألك سؤالا" ...
فقال تفضل:
قلت: ان كان اخوك في النسب عاصيا لله تعالى بينما كان اخوك في الدين و لنفترض انا مطيعا لله تعالى فأيهما تحبه اكثر (و هذا الشيعي يحب اخاه حبا كثيرة و هو في بلاد الغربة)
فقال احب اخي القريب الذي هو من امي و ابي ...
فقلت له هذا غير صحيح و جواب عليل ...
فقلت استمع لقوله تعالى و هنا بدأ يرجف و كأنه اراد ان يغيّر كلامه فاعطيته الفرصة و عاودت السؤال عليه فبقي على اجابته الاولى ..
فقلت قال تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الاخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا ءاباءهم او ابناءهم او اخوانهم ..... الاية)
و كانت هذه الاية بمثابة القارعة التي قرعت اذنه قبل قلبه و الحمد لله.
و لنعد الى ذكريات الصبا فكنت كما اسلفت لا اميّز بين الصحيح و السقيم فآخذ الكلام من فيه الصوفي و السلفي و ,,,باستثناء الحبشي فاوقع الله في قلبي كرهم كرها شديدا" ...
و اظنّ انه سيكون حتفي و موتي على ايديهم للرؤية التي رأيتها من فترة فعبرتها و عبّرها المعبرون فوافق تعبيري تعبيرهم فاسأل الله تعالى الثبات و التوفيق و سأقص عليكم في المرة القادمة رؤياي هذه ... ان شاء الله تعالى.
و اكملت دراستي و عندما وصلت الى الصفّ البكالوريا و كان وقتها يلزمني الاقدام لنيل شهادة تخوّلني للعمل فيما بعد فعزمت عليها و اخذت احفظ من هذه العلوم الدنيوية و هي لا تضر بل تضر ان قصدها متعلّما للكيد بالمسلمين و تنفع ان كانت لنفع المسلمين و الامر يعود الى سريرة الطالب و نيّته ...
و كانت عندنا مادة تدعى مادة الكترونيك و كلها تعتعمد على الحفظ (اي الذي يحفظ و لا يفهم ربما يتفوق على صاحب الفهم) و حفظتها كلها رغم حجمها الكبير باستثناء اربعة مقاطع فكان عقلي اتّخذ حاجزا يمنعها من الدخول ...
فقمت بكتابتها لكي اخون (و هذه اول مرة ارتكب مثل هذه الفعلة) و هي لا تجوز ... اللهم
-15 -
غفرا ...
و قدر الله تعالى ان تأتي هذه المقاطع الاربع في هذه الامتحانات و ما كان من هذا العبد الفقير الاّ ان يخرجها و ينسخها على ورقة الامتحانات و بالفعل بدأت بعميلة النسخ و من شدة خوفي اصابني مرض الرجف فتأثر بحركتي هذه الطاولة فاصدرت صوتا يوقظ النائم و ينبّه الغافل و اذا بالمفتّش يقترب مني و كان قبل قليل طرد احد زملائي عندما وجد معه صحيفة تحتوي على مقاطع في المادة المسؤؤلين عنها ...
فرأيته و هو يقترب مني فاحمرّ وجهي و زاد خوفي و باشرني قائلا ترجّل ...
و هنا حدث امر لم يكن بالحسبان و هو احد عجائب الدهر .... و نكمل فيما بعد ان شاء الله
ففي الرابع و العشرين من رمضان لعام 1423 الموافق 29 تشرين الثاني
و بعد ان أديت صلاة الجمعة في احد مساجد طرابلس لبنان و اثناء مروري في احد شورعها و اذا برجل ذو بشرة بيضاء و شعر املس و هندام افرانجي ....
و اذا بهذا الرجل يرفع صوته معلنا الحرب على احد اخواننا الكرام بينما الوسيم يبادر اخونا بازكى انواع الشتائم و اخونا لا يزيد على تبسمه و هنا تدخل اخ لنا و بادره الوسيم بشتيمة تلو الشتيمة و يخلّل البسملة بين شتائمه قائلا (بسم الله عليك و على لحيتك)
و هنا تدخلت قائلا له (و ما علاقة اللحية بالموضوع) فقال هذا الامر لا يعنيك و بسم الله عليك انت ايضا و على لحيتك و اخذ يتكلم بكلام لا افهمه لانه خارج نطاق اللغة العربية فظننتها طلاسم فقلت:
اعوذ بالله منك فأظنه شتم لحيتي او ما شابه ذلك فأخذت باطراف قميصه و دفعته دفعا قويا و رفعت صوتي عليه و كدت ان ابتلى به ...
و هنا زاد حشود الناس كناصرين للحق و اهله ...
و اذا برجل يتغلغل بين الناس مستعملا يده لافساح الطريق له و صراخه ضاق به المكان و اذا هو على عكازة و برجل واحدة مقطوعة من الاعلى ..
فوقف على رجله الصحيحة و انتزع عصاه و اردا ان يضرب بها ذاك الوسيم ...
و تأزم الموقف و صار الكل ينال من المعتدي و بعد برهة من الزمن ذهب كل منا الى عمله و هرب الوسيم ...
و الجميل في الذكر ان ذاك الوسيم كان لا يفتر عن قوله اللهم اني صائم ...
ثم صافحني صاحب الرجل الواحدة و قال لي:
اتدري بماذا تفوّه هذا الخبيث؟
فاجبته بالنفي.
فقال: كان يتكلم بلغة سريانية او عبرية لم اعد اذكر و يشتم النبي صلى الله عليه و سلم ...
فلا حول و لا قوة الا بالله.
و تمنيت لو نلت منه اكثر من ذلك و كان صاحبي هذا صاحب الرجل واحدة اراد قتله و اهدر دمه في نفسه كما صارحني في ذلك لولا تدخل الناس و ابعاده ....
فهذه قصة من القصص المأساوية التي نعيشها في لبنان و مع شهر الله المبارك ....
فاسأل الله تعالى الانتقام لدينه
يتبع ان شاء الله في المجموعة الرابعة
¥