تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 09:42 ص]ـ

متابعون

ـ[علي سَليم]ــــــــ[05 - 11 - 10, 07:14 م]ـ

ثم هذا (سنجر) امر رقيبا ليصحبني الى سريتي (اي تجمع المجندين) و لكل مائة مجند سرية ... و كانت سريتي تحمل الرقم 24

و قبل وصولنا اراد هذه الرقيب ان يفرض سيطرته و ليس امامه الا صاحب الحظ الوفير ...

فقال لي رويدك ... وليه ... ادخل من هنا ... و اذا ب (حلاق) للشعر يحلق رؤوس المجندين ... فقال اجلس لننزع شعرك هذا ... فقلت انه قصير و كنت قصرته ... فقال اسكت ... وليه ...

فجلست و اخذ المقص و الشفرة كلاهما يتعاون مع بعضهما البعض حتى قضوا على آخر شعرة في رأسي ... و افرطت الشفرة فاكلت بعضا من جلدة رأسي ... و الدم ادرك سبيله الى وجهي ....

ثم اجتذبني الرقيب بعنف و كأني شاة قُدّمت الى الذبح ....

فادخلني السرية .... و اعطوني ملابس و بعض الامتعة ... و امرنا بارتدائها ففعلنا ...

و بعد نصف ساعة و اذا بعويل في الخارج ... ما هذا؟؟؟ انه الرقيب ... و ماذا دهاه؟؟؟ انها أوامره .... و ماذا يريد؟؟؟

الخروج .... فخرجنا ... و اخذ بعرض بضاعته لطالما كان ارضا خصبة لتلقي الشتائم ممن يعلوه و اليوم اصبح تلميذا بارا بل قائدا ناجحا ...

فتأهبنا و التأهب (وقوف بوضعية معينة من دون حراك و الا فالضرب او السجن نتيجته) و اخذ يدربنا على بعض علوم الجيش ... من مشيّ و غير ذلك ....

و كنت لا استوعب كثيرا .... فكنت حاضر الجسد لا الذهن .... و كان هذا سببا لتدركني شتائم من شاء من الرتباء ...

ثم اعطونا بعض الاناشيد لنحفظها .... ثم اخلدنا للنوم .....

و في الصباح الباكر و قبل ان يرفع اذان الفجر أذّن الرقيب بعويله (اجتماع) فاجتمعنا و امرنا ان نرتدي السروال القصير و هو دون الركبة ... و حدد لنا وقتا حتى لا نتجاوزه ... في اربع دقائق .... فارتديناه ... و كان الطقس باردا .... و امرنا بالركض وراءه .... و حان وقت الصلاة ... و ما زلنا نركض ... و اقبلت الشمس و ما زلنا نركض .... فصليت على هذه الوضية ثم اعدت بعد ذلك .......

ثم اتى بنا الى السرية و امرنا بارتداء ملابس الجيش مع حلق موضع لحانا ... و حدد موعدا حتى لا نتجاوزه ....

فكان هذا يركض شمالا والاخر يمينا و ذاك يسقط ارضا خوفا من ان تدركهم عقوبة التأخير .... و كنت مثلهم او اشدهم خوفا و سرعة ...

فاصطحبنا الى قاعة كبيرة حيث كان جميع المعسكر هناك .... و اخذ العميد يتحدث الينا .... ثم جاءت فرقة موسقية و بدأت تعزف ... و كاد عقلي ان يطير ... و اخذت احدث نفسي ... متى تعودت اذنك على السماع مثل هذا .... و متى ... و متى ... حتى اصبحت في حالة الغليان ....

و اخذنا نمشي على ايقاعات الطبل و الموسيقا .... و لا بد ان تكون قدم الشمال ارضا عند ضرب الطبّال على طبله و هكذا ... مشية عسكرية ...

و كنت لا احسن هذه المشية فالكل تعودها الا انا و اصبحت شغل شاغل المعسكر ....

فاجتذبني الرقيب و وبّخني و علمني ... ثم ارجعني مكاني مع زملائي ... فعدت الى نكستي ... و لم احسنها بعد .... فصاح بوجهي ...

ثم شعر العازف بصعوبة الموقف فطلب من الرقيب ان يمهلني بعض الشيء ليقوم هو بتدريبي .... ففهمني طريقة المشي مع الايقاع ففهمت تلقائيا ....

و اخذ يعزف على الطبل و انا امشي امامه و لا احد غيري في الساحة فالكل قد اخلد الى الارض ليرتاح من

30

عناء التدريب ....

و بعد ربع ساعة تدريبية انفرادية .... فعدت الى الصف و عاد الجميع الى وضع المشيّ مع الايقاع ... و عدت من حيث بدأت وضاع التعليم هباء منثورا ....

و هنا صاح بوجي ذاك الرقيب و قال يا (مسطول) فخرجت عن طوري و بادرته القول فقلت (بل انت المسطول) فدفعني بيديه فعاملته بالمثل (لم اعد اتحمل ... كنت اصبّر نفسي ام الان فلا ... ) فاستغرب و اخذت اوبخه ... فاصطحبني الى الضابط ... فصحت بوجه الضابط ... فامرني بالزحف على بطني فرفضت .... ثم اخذني الرقيب بعيدا ....

و وصلنا الى موضع يحتوي مياه نجسة و امرني بالسباحة فرفضت و ادركت ان العقوبة احاطت بي و لا بد ان اختار ايسرها ....

فعندما رأى مني صلابة فاراد اليسرى و قال فاختار اما الزحف او النزول الى المياه فاخترت ايسرها ....

و عدنا الى الضابط فانبطحت ارضا و زحفت حتى ارتويت ....

و هكذا كانت حياتنا .... الاسيقاظ باكرا و التدريب طيلة النهار و النوم على العويل و الصياح ....

و بعد هذا التدريب كانت الامتحانات و العميد حاضر فرسبت سريتنا و الحمد لله و لاح (سنجر) الضابط المجرم بعصاه متوعدا .... الصباح الصباح ...

و كلنا يدرك مرارة عقوبته .... فالزحف صعودا و السباحة في الشتاء القارص و الركض بالامتعة الثقيلة و هكذا من الشروق و حتى بعد الغروب ...

فاسيقظنا بل لم ننم خوفا من العقاب ... ثم ذهبنا الى ساحة العلم لنستمع الى كلمة العميد و بعدها العقاب الاليم ....

و كنت خلال هذه الفترة افتش عن مفر اخرج منه و انجو من العقاب ...

فلم يكن مني الا التمثيل .... وبينما العميد يلقي خطابه فسقطت ارضا موهما المرض و الاغماء .... فجاء الرتيب (و يمنع التحرك اثناء الخطاب) و اخبر الضابط فامر بعض الجنود ان يحملونني و كان ممن حملني صديق لي و وضعوني بعيدا و اتوا بالماء لاشربه فاخذت اخرجه من فمي .... و كنت اثناء هذا في رجفة مستمرة ... و العين متشخصة .... فطلبوا الاسعاف ثم ذهبوا بي الى الطبيب فاجلسني و اتى بحقنة ليغرزها في جنبي و هنا ...

و سنكمل لاحقا ان شاء الله تعالى ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير