ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 08:01 م]ـ
متابعون
ـ[علي سَليم]ــــــــ[06 - 11 - 10, 07:54 ص]ـ
و اتى بحقنة ليغرزها في جنبي و هنا قلت (لا اريدها) فاستغرب الجميع ثم اردفت قائلا فقد تحسنت ... فعلم الجميع فن الكذب ....
ثم اخذوني الى السرية لاخذ قسطا من الراحة .... و هكذا نجوت من عقاب الضابط (سنجر)
و في هذه الفترة كنت لا اتذوق الطعام لان غالبه لا احبه حتى اصابني الهوس و اصحبت في عالم آخر .... فاختلت حركة الجوارح و باتت اذني تسمع صرير الهمس ....
ثم بعدها بقليل جاءت توصية عمي الرائد الى الضابط (سنجر) عن طريق معوجة ... و كأن علاقة الاثنين في مستنقع عفن و كنت مكانا لتصفية الحساب ....
لا ادري اكان شقيق والدي اراد من هذه التوصية اعذاره امام والدي ام هي الاخرى ....
على كل كنا جلوسا و كان الضابط يلقي خطابه عن مكونات السلاح و كنت ادوّن هذا جيدا لانه يخدم الامة في الدرجة الاولى ...
ثم ختم مقولته (و الان جاءت التوصيات .... )
اين فلان ... فالضابط الفلاني قد وصى بك خيرا ...
اين المجند سليم ... فرفعت اصبعي و قلت جاء الفرج .... فقال عمك اوصى بك خيرا .... فحمدت الله تعالى و ازداد طولي اعجابا بهذه التوصية ...
ثم قال للرقيب (خذ المجند سليم) فظننت خيرا .... و اذا هو عقاب اليم ....
فامرني بالسباحة في وحل (اي تراب مع مياه) بثيابي و سلاحه و يعني هذا ان التنظيف عليّ ... و هذ شاق و اشقها تنظيف السلاح من المياه و التراب ....
فقفزت غضبا و اخذت بالسباحة و الرقيب يهدأ من روعي قائلا: توقف يكفي ... يكفي ...
فلم اكتفِ حتى ازداد غضبه و صرخ بوجه فخرجت و لم يعرف وجهي من قفاي .... يا لها من توصية ...
و كثرت التوصيات و كثرت الترقيات فمع كل وصية ترقية من عقاب الى آخر .... حتى بتّ اكره سماعها ....
و مرت الايام و اشتقت للانام .... فانقطعت الزيارات (و هذا منذ دخولي و حتى ال20 يوما) و كانت الزيارات لا تفارقني ... و جاء نهاية الاسبوع و الان سوف تأتي الحشود ... و يسمح للزيارة في الساعات الاربع الاولى ...
و اخذ الجميع يرتب ملابسه و يتزين لاهله .... فذاك قد لبس بدلته العسكرية الجديدة و هذا .... بينما كانت كلا البدلتين مزقتا من كثرة الزحف .... فارتيدت احداها .... ماذا اقول لوالدي عن سبب التمزييق .... و اخذت الاسئلة
31
تهطر علي من هنا و هناك ....
و جاء الاهل و الكل يبحث هنا و هناك ....
ثم وجدت ضالتي ... انه ابي و امي و اخوتي ... يا لها من مفاجأة سارة ....
فنظروا الي نظرة حنان و اشفاق .... فبت ضعيفا نحيل الجسم و عظام صدري ظهرت للعيان و هكذا ...
و مرت تلك اللحظات كنسيم الهواء الناعم .... و ذهب الكل على امل العودة .....
و غاب ضابط السرية فكلف ضابطا مكانه و كان متباهيا بنفسه الى حدّ الخيال رغم انه بنجمة واحدة ...
و اخذ يبرز مهارته و من ابرزها الجري السريع اي الركض ... كم انا اكره هذه الممارسة ... فقدمي مصابة وجسدي هزيل ...
فظننا به خيرا و اذا يفاجئنا اثناء خلودنا الى النوم ان ترجلوا ....
فترجلنا فقال: سوف نركض مسافة كيت و كيت ثم انطلق و انطلقنا خلفه ....
فرأيت رجلين تخلفا فتخلفت معهما و اخذنا جانب الطريق حتى هدأت نفوسنا .... ثم رأيناه من بعيد اوقف العسكر ... فانطلقنا بعد نصف ساعة من الراحة ...
و اذا به يدوّن اسماء الحضور .... فاجهدنا بالركض حتى وصلنا ... فصاح بوجهنا ان قفوا مكانكم ... فوقفنا ... ما الخبر ...
طريقنا التي سلكناها آخرا لم تكن هي الطريق المسلوكة لديه و يعني هذا اننا كنا مختفين طوال هذا الفترة .... انه العقاب الآتي ...
فسار بنا الى السرية و صاح بنا ان اجتمعوا فاجتمعنا ...
ثم اردف قائلا .... يوجد بينكم خونة ... مجرمين ... مفسدين ...
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 08:06 ص]ـ
بعد الضيق يأتى الفرج
متابعون
ـ[علي سَليم]ــــــــ[06 - 11 - 10, 08:21 ص]ـ
نكمل:
اردف قائلا .... يوجد بينكم خونة ... مجرمين ... مفسدين ... سوف اوجعهم عقابا و سوف ...
المجرم الاول المجند فلان فليخرج من الصف حالا ...
المجرم الثاني (علي سليم) فليخرج من الصف ...
فخرجنا من الصف ثم اتاه اتصالا فانساه المجرمين و هكذا هذه مرت بسلامة ....
ثم انتقلنا بعد تدريب دام ستين يوما الى مواقعنا فكنت في اللواء الخامس و هذا الفرز يكون عشوائيا و الجيش اثنا عشر لواء و كل لواء يضم تحته خمسة كتائب او اكثر ...
ثم جاء الضابط (مراد) يبشرني بنتيجة الفرز قائلا ... سوف تكون محظوظا فانت في نفس لواء عمّك ... فيا فرحتي ... فتبسمت شاكرا له بشراه و حقيقته عزاء ...
ثم اتيت عمي و اخبرته بل هو بادرني سائلا ليطمئنّ قلبه فهو قلق للغاية ... فبشرته فاغتم لذلك و علامات وجهه تفضحه فكان عرقا يرتسم عند غضبه في وسط الناصية ....
ثم كنت في الكتيبة المدفعية 55 و هو في كتبة المدرعات54 ...
و مع هذا اغمض كلا عينيه ...
و كان موقعنا في افجر منطقة على ارض لبنان و ان شئت فقل في الشرق الاوسط (لا احب ذكر امثال هذه المناطق باسمائها لكيلا اكون من الدعاة اليها من حيث لا ادري) و اخذنا موقعا في قعر الوادي و قمنا بنصب الخيم و عند الغروب اخذنا مضاجعنا ثم اسيقظنا و اخذ كل ّمنا شأنه و لم يبق في تلك الخيمة الا كاتب هذه السطور ففتحت المصحف لاعيش بين اكنافه و اذا افاجأ برتيب سني (سبسبي) يصرخ في وجهي محذرا و مهددا ... سوف احيلك الى المحكمة العسكرية ... ما هو جرمي ايها الرقيب .... فقال:
جرمك كتاب الله!!!
و سنكمل ان شاء الله في المجموعة السابعة
¥