تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[07 - 11 - 10, 07:23 ص]ـ

متابعون

ـ[علي سَليم]ــــــــ[07 - 11 - 10, 07:49 م]ـ


و اذا بي افاجأ بالرقيب قائلا ... ءانت المجند علي سليم .... فأجبته بنعم و تأبّطتُ شراً ....
فقال ارتدي ملابسك و تعال .... لديك حرس على المبنى الرئيسي حتى الساعة الثانية عشر و تخلل بين هذا الوقت و وقت العمل ثلاث ساعات ....
فتيهأت للحرس و انا على وشك الانهيار .... و كانت هذه الساعات الثلاث من اطول ساعات الليل و النهار ....
و عندما اقترب منتصف الليل ظننت الراحة بعينها .... فاستلم عني البديل و أخذت طريقي الى خيمتي و بينما كنت اعمل جاهدا للنوم سريعا و إذ افاجأ بالرقيب نفسه ... ماذا دهاك ايها المهتوه .....
قال: اسمك مدوّن من ضمن الاسماء الذي يلزمهم اجراء دورية راجلة!!!!
فاسعتذت بالله من شرّ الشيطان و أهله و انطلقت راجلا حتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل و بعدها عاودت النوم مجددا و ارقّني الرقيب و صرت اتخليله امامي و من خلفي و غفلت عيناي حتى الساعة الخامسة و النصف عاود العويل .... الى العمل .... ياه .... ياه .... ياه
و اخذوني حيث امسكوني معولا و رفشا من أدوات الخلط بين البحص و الرمل و الباطون و كان صعبا للغاية ....
فاراد احد الرتباء ان يعلمني كيفية الجبل او الخلط فرميت بالمول أرضاً و صرخت بوجههم .... لن اعمل ... اريد مكتبا و قلما هذا هو عملي .... فهددوني بالسجن فاسمعتهم من الكلام اقبحه .... و سنكمل ان شاء الله تعالى

ـ[علي سَليم]ــــــــ[14 - 11 - 10, 04:49 م]ـ
و فجأة جاءت شاحنة تقلني و أُمرتُ بحمل أمتعتي الكاملة ... فالى أين ... فالهمس و الصمت أدليا بدلوهما ....
و بعد نصف ساعة و قبل مفيب شفق الأحمر .... سمعت صوتاً جوهريا يأمرني بالتّرجل ... فامتثلت أمره ... إصعد ... من هنا ... طابق أول فالثاني ... ثم رتيب برتبة معاون و مجند ... أهلا بك أيّها المجند .... لحسن حظك ... انتقلت الى هنا ... سوف تخدم معنا في هذا المكان ... ليس عليك الا مراقبة العدو اليهودي ... فهذا منظار ذو دقة عاليه و هذا و ذاك ...

و تلك هي مواقع العدو ... فهذه الزفاتة ... و بجانبها الدفشة ... (اسماء لتلك المواقع) فارصد عدد قذائف العدو المرسلة ... ثم احصها ... و دوّن مكان سقوطها .... و بلّغ الكتيبة و السرية و اللواء .... ووو

ما أجمل المعول و نقل أكياس الرمل و البحص ... فالمسؤلية القيت على عاتقي ... و حظي الوافر لم يحالفني و انا عديم المسؤلية فكيف به الان!!! و اي اخفاق بهذه المهمة فالعقوبة ضارية .... و افكار من هنا و هناك و زاد الطين بلة!!! فالمعاون و المجند كل منها اخلد للنوم و هذه نوبتي ...

و فجأة احسست بطقطقة تخالج رأسي و بربرة تعالج رجلاي ... و كاد المبنى ان يسقط بمنْ فيه ... فيا لجمال الهمس ... و يا لروعة الصمت ... القنابل من هنا تخرج و تسقط هنا ... و تلك الصواريخ ... و لا كهرباء و لا حرس على باب المدخل و لا باب له بل مكشوف السقف!!!

و اخذت اركض من هنا الى هناك ... و من الشرفة الى الدرج ... و اقترب صوت القذائف مني ... ثم قنابل مضيئة فوقي او ابعد بقليل و الرصاص الاحمر و الازرق و المدافع تعمل عملها ... ماذا أدوّن؟؟؟ و بمن اتّصل؟؟؟ او افرّ من جحيم الموت؟؟؟ و كأن بل جسدي أرسل نداءه بعلوِّ حرارته فانتبهت و اذا .... و سنكمل ان شاء الله تعالى

ـ[علي سَليم]ــــــــ[21 - 11 - 10, 04:22 م]ـ
و اذا بلهب الحرارة في السبّابة .... ظننتها الرصاصة .... ثم عدلت و ايقنت انها نار اشعلتها للبرد القارس ....
و بت تلك الليلة على وجل و خجل .... ثم اسيقظت على المنظار اراقب العدو الصهيوني .... فأذّن المغرب و دخلت غرفة صغيرة لأقيم الصّلاة و بينما كنت في الركعة الاخيرة سمعت جلجلة و بلبلة ...
و اقتربت مني شيئا فشيئا و يرافقها ضجيج السلاح .....

و بدأت بالتشهد الاخير فلمحت ظلا بل ظلال .... فكانوا أربعة نفر .... يتقدمهم ضابط .....

فرفعت المسبّحة .... بل كنت احركها .... و احسست بتشهدي هذا يعادل طول القنوت ....

فصرخ الضابط قائلا (تأهّب ... ) اي ترجل و هي وقفة الصنم .... فاكملت .... فعاود صرخته تحمل بين طياتها الوانا من العذاب ....

فأكملت فصرخ الجميع .... أنت يا مجند قف .... فالتفت يمينا (السلام عليكم و رحمة الله) و كانوا من قِبَل يميني فلمحتهم ببصري ... إنّه قائد اللواء النّصراني .... ثم سلمت عن يساري و ترجلت معرّفا عن نفسي ....
فاغلظ بالقول سائلا ... ماذا تفعل؟؟؟؟
كنت أصلي .... تصلي و تترك المكان فارغا ... أيّها المجند ....

تعال معي .... فأخذني الى الشرفة ثم قال .... عدد اسماء المدن ... هنا و هناك ... هو يريد أنْ يمسكني بتقصير ليعاقبني على الاثنين معا .... فأجبته و زيادة و الحمد لله .... ثم ولى الدبر ....

و اقترب موعد انهاء الخدمة العسكرية و قبل ذلك كنت مثالا سيئا عند الجيش حيث كنت اقيم الصلاة حيثما أذن لوقتها و شوارع بيروت تشهد لي امام الله تعالى ....

و كم كنت أتشوق لذلك اليوم الذي هو ميلاد جديد بالنسبة لي .... و قبل شهر كان هناك رتيباً شيعياً يعتبرني العدو الاخطر ....
و في كل عرس يضع لي قرصاً ..... فاتّهمني بسرقة شيء تافه .... علبة تونا ... اي سمك ... و هي علية صغيرة تحتوي على اجزاء قليلة من حيتان البحر .... و لا تروي الا شخصا و احدا ....

و بينما كان المجندون يتناولون الغداء وقت الظهيرة تسللت الى غرفة الطعام و اخذت علبة تونا و اكلتها .... و جاء الليل و قام الرتيب بعدّ العلب فوجدها ناقصة علبة واحدة .... فايقظنا من النوم و أمرنا بالوقوف سائلا عن تلك العلبة ....

فرفعت السبابة و قلت أنا منْ أخذها ... انا من أكلها .... فقال ... يا خائن تأكل طعام الاخرين .... قلت إنّها حصتي ... فقال حصتك و حصك مجند آخر .... و أخذ يوبخني .... فقلت له مهددا ...
بقي على انهاء هذه الخدمة عدة ايام .... فوالله امكثها في السجن ... اي سوف اضربك ضربا مبرحا ....
و تعالت الصيحات مني و منه فتوعدني شرا فكان شرا حيث .... و سنكمل ان شاء الله تعالى

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير