سيكسر الصليب , فلا يعبد إلا الله , ويقيم العدل فلا يقدر أحد على الظلم , ستعرف البشرية معنى الحرية أخيراً ...
ستنتهي أسطورة يسوع الرب ليعود الدين كله لله ويكون المسيح ابن مريم رسول الله ..
سنعيش على الأرض وبيننا نبي يرشدنا إلى الخير والهداية ...
ستنتهي أسطورة العروش الظالمة والحكومات الغاشمة.
سيلعب أطفال العالم أخيرا بأمان , ويجرون خلف الفراشات لا يخشون أحداً من البشر أو الدواب ...
ساورتني الظنون والشكوك حينها , جائتني الأحلام والأماني.
أيها الرجل الحجازي ... هل ستكون أنت من أتباع المسيح المخلص؟ , هل ستدرك اليوم الذي تضيء الأرض بنور النبوة مرة أخرى؟ ..
أين ستكون وما هو حالك؟!!.
هل سيحصل لك الشرف أن ترافق نبياً من الأنبياء؟.
أعدت رأسي للخلف , أسندته على بيت حجري قديم بجوار المقهى , طلب صاحبي ورفيقي أكواباً من الشاي لي وله , وأما أنا فقد غبت عن العالم المشاهد في لحظة صفاء غريبة.
أحسست أنني أرى الجموع وهي تهتف .... وهي تتلفت إلى الموكب القادم ..
الأصوات تتعالى , والصيحات تتوالى فالنور قادم من هناك ...
إنه المسيح المخلص قادم ....
نعم إنه عيسى بن مريم قادم في خشوع وبهاء ونور باهر.
إنه يسير في ردائه الأبيض الجميل ...
إنه يفتح يديه لنا وللناس ... كأنه يحتضن العالم ويضمهم إلى صدره ....
إنه يشير بيديه كأنه يسقط الظلم والعروش الظالمة ....
سأجري كطفل مسكين قد فقد والدته في الزحام , سأركض بكل سرعتي لأقف بين الملايين من البشر ونحن نشاهد المسيح المنتظر ..
إنه يبتسم ابتسامة ساحرة فاتنة , إنه نبي شاب يحبه جميع الناس , إنه يحيي الناس ويشير إليهم في حياء وحنان بالغ , لكأني الآن اسمع صوت مئات الآلاف من الناس وهم يحيونه في هتاف عالٍ يشق عنان السماء ...
إنهم يصيحون وهم يحيونه ... وهو يشير إليهم ...
كأني الآن اسمع الشرقيين يناودنه (عيسى) , والغرب ينادونه (جيسس) وهو يسير بيننا يحب الشرق والغرب ولا يفرق بينهم , فنحن قد خلقنا الله سواسية ....
سأقذف بجسمي بين يديه ليباركه ويسمح عليه بيده المباركة العظيمة ...
سأعرفه بنفسي سريعاً: سيدي ... إنني من أمة أخيك النبي العظيم محمد عليه وعليك الصلاة والسلام.
سأصطحب أطفالي الصغار , وأدخل مرة أخرى بين الجموع الذين هم بمئات الالاف يبكون فرحاً وشوقاً.
سأرفع الصغار فوق راسي ليشاهودا أعظم إنسان يمشي على وجه الأرض آنذاك , وإذا مرّ من أمامنا سأقف أمامه لأقول له: سيدي المسيح العظيم , هل لك أن تمرر يديك العظيمة على رؤوس أطفالي وتباركهم ...
يا إلهي .... كم سيكون عظيماً عندما يرفع المسيح العظيم احد أطفالي ليقبله أمام الناس والعالم كله.
سأقول له: يا ابن (ماري) العظيمة هذي فتاتي وابنتي (ماري) ... فضع يديك على عينيها ووجهها يا سيدنا , وأمسح برأسها , فإنني سميتها تيمناً باسم والدتك العظيمة ...
تخيلتني امشي بين يديه وهو يعظنا من مواعظه الجميلة ...
حسناً: هل سيأتي للحجاز حيث مكة؟ أم سآتي إليه لأعلن ولائي له ورغبتي أن أكون أحد جنوده؟ , هل سأخدمه وأكون أحد الحواريين؟؟ ...
أيتها الظنون والأحلام أذهبي عني فأنت تعذبينني .......
تخيلتني وأنا خلفه وهو يصعد بنا الجبل ...
لست أدري هل هو جبل قاسيون في دمشق , إنه يعرفه جيداً , ومن لا يعرف قاسيون؟ أم سألقاه على جبال الحجاز الشاهقة عندما يأتي للحج لبيت الله الحرام؟.
كأني الآن أراه وهو يشير بيديه الجميلتين وهو يحدثنا , إننا نجثو على الأرض وسيدنا العظيم ابن الإنسان يخطب فينا ...
فهل حقاً أنت يا خضر بن سند الآن تستمع لموعظة الجبل من السيد المبارك المسيح عيسى مباشرة؟؟ , وهل حقاً تحس بهمسة نبي وصوت نبي يحدثك؟؟ ...
هل سأستمع لمواعظ الجبل , وأحاديثه في الملأ العام أمام الناس؟ , وهل سأحضر مجالسه الخاصة مع الحواريين؟ ....
أحسست أنّ صوته مثل نسمة الهواء العليل , إنها تدخل إلى أسماعنا وقلوبنا فتكون بلسماً للحياة وغذاءً للروح:
• اسمعوا: الحق أقول لكم .... إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض و تمت فإنها تبقى وحيدة , ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير , من يحب نفسه يهلكها و من يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية.
¥