وعنه http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif قال: ((ما يزل البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة)) ([8] ( http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=1113#_ftn8)).
وعنه http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif قال: ((إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها)) ([9] ( http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=1113#_ftn9)).
وإنما يعرف قدر البلاء إذا كشف الغطاء يوم القيامة، عن جابر عن النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif قال: ((يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم قرضت بالمقاريض في الدنيا)) ([10] ( http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=1113#_ftn10)).
فمن الفروق بين أهل الجنة وأهل النار، أن أهل الجنة غالبا يصابون بالبلاء واللألواء، فيكون ذلك كفارة لذنوبهم، ودرجات عند ربهم، وأهل النار لا تكفر ذنوبهم بذلك، والله تعالى إذا أراد أن يقبضهم أصابهم ببلاء شديد يستأصل به شأفتهم، ويزيل عينهم وأثرهم.< o:p>
عن حارثة بن وهب عن النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif قال: ((ألا أخبركم بأهل الجنة وأهل النار؟ أهل الجنة كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ فقالوا: بلى، قال: كل شديد جعظري، هم الذين لا يألمون رؤوسهم)) ([11] ( http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=1113#_ftn11)).
وعن أبي هريرة عن النبيٌٌٌ http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif قال: ((تحاجت الجنة والنار، فقالت الجنة: مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم، وقالت النار: مالي لا يدخلني إلا الجبارون المتكبرون؟)) ([12] ( http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=1113#_ftn12)).
وفي تشبيه المؤمن بخامة الزرع والمنافق بشجرة الأرز فوائد:< o:p>
الفائدة الأولى: أن الزرع ضعيف مستضعف، والشجر قوي مستكبر متعاظم، فالمؤمن يشتغل بمعالجة قلبه وتقوية إيمانه، فهو في الغالب ضعيف البدن قوي القلب، والمنافق بعكس ذلك، ضعيف القلب قوي البدن قال الله عز وجل: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif[ المنافقون:4].< o:p>
فالمنافقون تعجبك هيأتهم ومنظرهم، ولكن قلوبهم في غاية الضعف والهلع، فهم يحسبون كل صيحة عليهم، أما المؤمنون فوصف الله عز وجل قوة قلوبهم ورباطة جأشهم فقال عز وجل: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif[ الأحزاب:22].< o:p>
وقال عز وجل: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [ آل عمران:173].< o:p>
قال الحافظ ابن رجب: وكذلك المؤمن يستضعف فيعاديه عموم الناس، لأن الإسلام بدأ غريبا ويعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء.< o:p>
فعموم الخلق يستضعفه، ويستغربه، ويؤذيه لغربته بينهم، وأما الكافر والمنافق أو الفاجر الذي كالصنوبر فإنه لا يطمع فيه، فلا الرياح تزعزع بدنه، ولا يطمع في تناول ثمرته لامتناعها.< o:p>
الفائدة الثانية: أن المؤمن يميل مع البلاء، ويمشي معه كيفما مشى به، فهو كخامة الزرع التي تلين مع الرياح، أما الفاجر والمنافق فهو يتعاظم على البلاء، ولا ينكسر لرب الأرض والسماء، حتى يرسل الله عز وجل عليه من البلاء والمصائب ما يستأصل شأفتة، ويزيل أثره.< o:p>
¥