ليلةٌ مع الجنّ
ـ[علي سَليم]ــــــــ[31 - 10 - 10, 03:37 م]ـ
< TABLE class=tborder id=post40293 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" align=center border=0> الحمد لله ربّ العالمين ذو سخّر الجنّ لسلميان عليه السلام و أقام الحجّة إذ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين و الصلاة و السلام على محمّدٍ رسول الجنّ و الانس و العالمين صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه أجمعين:
أمّا بعد:
((فذكرتُ بعد الحمدلة (ذو) و هو اسم من الاسماء الموصولة و يأتي بمعنى الذي و نظيره (ذو) و ايضا هو اسم من الاسماء الخمسة و يأتي بمعنى الصاحب بيد ذو الاسم الوصول مبنيّ لا يتغيّر في حالة الرفع و النّصب و الجرّ أمّا ذو الذي من الأسماء الخمسة فهو معرب بالحروف يُرفع بالوار و يجرّ بالياء و ينصب بالالف و شرح ذا في مكانه ... ))
فالجنّ صالحهم و ظالمهم دون الانس خوفاً من الله تعالى و لذا كان الانس أقوى و كيد ابليس كان ضعيفاً و كلّما كان العبد لله أتقى و لحدوده أنقى كلّما كان الجنّ منه أخوف ....
و كلّما ابتعد العبد عن شرع الله تعالى كلّما كان الجنّ له أطوع و ال هنا للجنس لا للاستغراق و لذا تراه يطير في الهواء و يمشي على الماء و إنّما تحمله الجنّ ( .... اِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف: 27)
منذ كنتُ دون سنّ الخامسة عشر دخلتُ بيت الخلاء للإغتسال و نسيت ذكر الله أثناء دخولي أو عند ارادة الّدخول قولين لأهل العلم وما إن نزعتُ ملابسي طعنني أحدهم بيده فأصاب خاصرتي فسقطتُ أرضاً أتذوق مرارة الألم و بعد عشر دقائق استطعت الوقوف و لم استطع الغسل فارتديتُ ملابسي و استلقيتُ بظهري على السرير أدعو الله أنْ يرفع عنّي الأذى الذي أصابني و أصفه بثلاث كلمات (ما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر)
و بعد مضيّ ساعة من الزمن عدتُ لبيتَ الخلاء و اذكر كنتُ في منتصف شهر الصيام و ربما دهستُ بقدمي أحدهم حيث كان صُفّدا ...
و نسيتُ الذكر و حدث ما حدث معي في المرة الأولى و ظللت أسبوعا أتألم من ضربة ذاك الجنّ ...
و بعد سنوات من ذه الحادثة كنتُ في مكان خالياً من الانس للمفاوز بينه و بين النّاس و جلستُ هناك يومين رأيت فيهما العجب العُجاب ...
و عند الظهيرة كنتُ أقرأ تفسير القرأن للشنقيطي رحمه الله و اردتُ القيلولة و هنا حدث عراكاً مباشراً مع أحدهم حوالي خمس دقائق أغمضَ عيناي لم استطع أنْ أفتحهما و أخذ يشدّ على أعصابي و بقوّة بينما كنتُ أُقابل القوة بقوّة و في لحظة عندما اردت الاستسلام انتهتْ قوّته مع قوّتي فتبسمتُ شكراً لله تعالى و أسمعته ذاك الجانّ من الكلام ما يزعجه و لله الحمد ...
و بعد ساعة و قبل غروب الشمس سمعتُ قهقهة خارج المنزل فخرجتُ التمس مصدر القهقهة إذ من المستحيل أن يكون انسيّ في ذا المكان و الطقس في رعدٍ و برقٍ و عواصف و مطر و غير هذا أتحفظ عن ذكره ...
فرأيت عشر نسوة في أبهى زينتهنّ كاد شعر رؤوسهنّ أنْ يصل الى الارض كنّ يتمايلن تحت المطر و العاصفة بخطوات قصيرة و عندما رأونني اتّجهن اليّ ففررتُ الى الله تعالى و أغلقتُ الباب جيدا و سمعتُ دقاق قلبي و الله المستعان و مرّت على خير ....
ثمّ جاء الليل فلا تسل عن الضجيج داخل غرفتي و لا تسل عن قارورة المياه كيف تمشي من طرف الطاولة الى طرفها الاخر و تظنها ستسقط و تتوقف على شفا حرفٍ ..
و لا تسل عن الانارة إن أردتَ أن تكبس على زرّ الانارة فالاسلاك تلامس بعضها البعض و يسقط عليك شرارة الكهرباء و تتكسر اللمبة و عندما تخرج من الغرفة الى الاخرى و تعود اليها كأنّ شيئا ما لم يحدث فاللمبة جيدة و الانارة تعمل بشكل طبيعي ...
و غير هذا سنأتي على ذكره ان شاء الله تعالى ....