تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عقبات في طريق الالتزام: 2 - ((الرياء)) ,من كلام الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 11:07 م]ـ

قال حفظه الله في أحد دروسه في شرح السسن للترمذي –ويبدو أنه بعد انقطاع يسير- في باب بَاب مَا جَاءَ فِيمَنْ أَمَّ قَوْماً وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه إلى يوم الدين، أما بعد:

- فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا وأياكم الإخلاص في القول والعمل -، وحري بطلاب العلم وبأهل العلم دائماً أن يتذكروا حق الله-عز وجل- في إخلاص العمل لوجهه ونحن في بداية دروس هذه العطلة الصيفية بل ينبغي في كل حال أن يوصي بعضنا بعضاً بالإخلاص؛ لأن الله أحب من عباده المخلصين وبارك أقوالهم وأعمالهم ونفعهم بعلومهم في الدنيا والآخرة، ولله يومٌ ينفع فيه الصادقون صدقهم، فحري بالمسلم دائماً أن يتذكر حق الله-عز وجل- في إخلاص العمل لوجهه، وتجديد النية في طلب العلم لوجه الله-عز وجل- فمن أخلص لله على أتم الوجوه وأكملها وفى الله له، وكانت له ثمرة العلم على أتم الوجوه وأكملها ولا أوفى من ربك ولا أصدق منه قيلاً، ولا أتم منه عهداً-عز وجل- كما قال وقوله الحق: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ}، وقال الله حينما بعث من بني اسرائيل أثني عشر نقيباً قال الله: {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ} فالله مع من معه، ومع من أخلص لوجهه وأراد ما عنده، وكان أهل العلم-رحمهم الله- يوصي بعضهم بعضاً أن يذكروا طلابهم بالإخلاص لوجه الله، وما دخلت الدواخل ولا نزعت البركة من العلم بشيء أعظم من الرياء فيه أو قصد غير وجه الله - فنسأل الله بعزته وقدرته أن يستل من قلوبنا إرادة غير وجهه، وأن يغفر لنا ما سلف وكان، وأن يبارك لنا فيما بقي من أعمارنا من أزمان-.

وفي مقدمة شرحه لعمدة الأحكام ورد غليه السؤال التالي:

هذا سائل صدر سؤاله بحبه لكم وجميعنا هنا نشاركه في مشاعره ونقول: يعلم الله العلي القدير أننا نحبكم في الله. سؤاله عن الإخلاص كيف يكون في طلب العلم وكيف نقدر عليه؟

الجواب:

بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمابعد:

-فأشهد الله العظيم رب العرش الكريم على حبكم فيه، وأسأل الله العظيم أن يجمعنا بهذا الحب في دار كرامته-.

أما ما سألت عنه أخي في الله من الطريق للإخلاص فنحن ذكرنا أن الإخلاص واجب على طالب العلم ولكن يسأل سائل كيف السبيل إلى هذا الإخلاص؟

هناك أمران مهمان يعينان بإذن الله-عز وجل- على الإخلاص لوجهه:

الأمر الأول: كثرة الدعاء؛ فإن الإنسان لا ينال الخير إلا بفضل الله- عز وجل - فاسأل الله أن يجعلك مخلصاً وادعو الله في سجودك وفي مواضع الإجابة التي ثبتت بها السُّنة أن يجعلك مخلصاً وأن ينفعك بهذا العلم.

وأما الأمر الثاني: الذي يعين على الإخلاص فهو كثرة ذكر الآخرة فإن الإنسان إذا استشعر أن الله سيسأله عن هذا العلم وأن الله سيحاسبه أخلص لوجه الله-جل جلاله-، والله ما من كلمة فتعلمت أو تتعلمها إلاَّ وقفت بين يدي الله- عز وجل - يسألك هل تعلمتها لوجهه أو تعلمتها لأحد سواه، فمن علم أن الله سائله وأن الله محاسبه فإن ذلك يعينه على الإخلاص لوجه الله-جل جلاله-.

كذلك - أيضاً - يذكر من الآخرة أهوالها وشدائدها ويعلم أنه لا ينتفع من هذ العلم إلا إذا أراد وجه الله –جل جلاله-، وأن الله يفزع عنه تلك الأهوال والشدائد إذا أخلص في هذا العلم فيبلغه منازل الصديقين وهم العلماء العاملون بعلمهم هذه من الأمور التي تعين على الإخلاص لوجه الله-جل جلاله-.

كذلك - أيضاً - مما يعين على الإخلاص كثرة قراءة تراجم السلف الصالح فإنها تعين على انكسار القلوب وإرادة وجه الله-جل وعلا- في العبادات والطاعات والقرب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير