أأذكُرُ عزما في تصاريف همَّةٍ ... ودأْباً على الأيَّام لايتوقف< o:p>
أو الصَّبرَ في وجه التحدي إذا دجا ... وأطبقَ منه الغَيْهَبُ المُتَعَجِْرف< o:p>
أو الغَوصَ في الأسفارحتى نَزَفْتَها ... وحَرَّرتَ ما قال الشيوخ وصنَّفوا< o:p>
وغَلْغَلْتَ في غَوْرالأصول فلم تدَعْ ... أقاويل تُرْوَى أوتآويل تُعرَف< o:p>
إذا ما بدت للمالكية وِجهةٌ ... من الرأي قد أومَى إليها مصنِّف< o:p>
أو استأثر الأحنافُ فيها بمذهب ... أو الْتاحَ فيها للشوافع مَصْرِف< o:p>
بَدَرْتَ لها تجلو خبيئة سرِّها ... ببادئِ فكرٍ ثاقبٍ يتوكَّف< o:p>
وتَرصُد من فقه المآلاتِ ما به ... مَداركُ أنظار الفُحول تُكيَّف< o:p>
كَلِفْتَ بعلم قد رَشَفْتَ رحيقَه ... وقد قلَّ في واديه من يترشَّف < o:p>
تناءت مَباديه ودقَّت فصولُه ... وأعْوزَ فيها الرَّاسخُ المتصِّرف< o:p>
فما زِلت تَفْري كلَّ صعب وتجتلي ... طرائفَ علمٍ لم تَكَد تتكشَّف< o:p>
وتسبُر أغوارا غرائبَ لم تَزَل ... مباحتُها بِكراً لها يُتشوَّف< o:p>
تُوازنها طورا وتَفحَص تارةً ... لتنظرَ ما يَقوَى مَآلاً ويَضعُف< o:p>
بمنطقِ فصلٍ زِنْتَه بحَصافة ... يَلينُ لها الصَّعْبُ المِراسِ ويُسعِف< o:p>
ويقضي لها بالسَّبْقِ كلُّ مُحَكَّمٍ ... ويومي له بالحِذْق مَن كان يُنصِف< o:p>
أبا حاتم ها نحن جِئْنا لِمَوعِدٍ ... لقد طالما بِتْنا له نَتلهَّف< o:p>
أتينا بلادَ الغرب مِلءَ نفوسِنا ... مباهجُ يُزْجِيها الهوى ويُصَرِّف< o:p>
نُباركُ للعُرس الذي قد أقمتَه ... لِعِرْسٍ تُحَلَّى بالعُلا وتُشنَّف< o:p>
لها عَبَقُ العلمِ الذي عزَّ أهلُه ... ومِن نَظَرِ النُّظَّارِ تاجٌ وزُخْرُف< o:p>
عليها جَلال الشاطبيِّ ورَوْحُهُ ... تَضوَّعَ من روض المقاصد يَعصف< o:p>
ومن روضة الشيخ الغزاليِّ باقةٌ ... زكا طيبُها والغصنُ بالعِطر يَنْطِف< o:p>
ومِن خَمَِل الباجي زَهَتْ بمَطارفٍ ... إذا جُلِيَتْ لم يَحْلَ في العين مُطْرَف< o:p>
تقصَّيْتَها بالغوْص حتى جلَوْتَها ... فصولاً لطُلاَّب الأصول تُعَرَّف< o:p>
يَهيم بها مَن جال فيها نباهةً ... وتُسْعِفُ مَن يُعْنَى بها أو يؤَلِّف< o:p>
فبورك منك الجُهدُ في ما صرَفْتَهُ ... وحُقَّ لمَسعاكَ الثَّناءُ المُشَرِّف< o:p>
ويَهنِيكَ فوزٌ بالمَرام مُبارَكٌ ... على مَهَلٍ وافاك لايتكلَّف< o:p>
تَنَظَّرَهُ قاصٍ ودانٍ مُنَوِّهاً ... وفيه مضى الإجماعُ لايتخلَّف< o:p>
وأنك أهلٌ للمَزيد من العُلا ... وإِحرَازِما تصْبو إليه وتهدِف< o:p>
وهذي تهانينا إليك ومَن أتوْا ... وفوداً من الآفاق طُرًّا وشَرَّفوا< o:p>
وللَّجْنَةِ الغَرَّاءِ في رأس معْهَدٍ ... يدين له بالفضل مَن يتثقََّف< o:p>
مناراً لِعِرفانٍ ونورَ هدايةٍ ... وقلْعةَ فِكرٍ في القلاع تصنَّف< o:p>
أبا حاتمٍ لُقِّيتَ ألفَ كرامةٍ ... ودامت لك الآمالُ تُهْدَى وتُتْحَف< o:p>
أتَيْناكَ في الأهلينَ حباًّ وغِبْطَةً ... نُحيّي ونُثني بالذي فيك يُعرَف< o:p>
زفَفنا لك البشرى ولسنا بحَملها ... نُجازف بالأحلام أو نتعسَّف< o:p>
فإنَّا بحسن الظن نقضي كأنما ... نَرَى الفَوزَ رأيَ العينِ لانَتخوَّف< o:p>
أهاب بنا حقُّ البُرور بِوالدٍ ... أَحبَّك حتى قد مضى وهو مُذنَف< o:p>
وكان يَرى فيك المُنَى مُشْرَئِبَّةً ... ويُسْعِدُهُ إذ كنت بالعلم تُشغَف< o:p>
وتُعجِبُه منك الشمائلُ حُلوةً ... ويُؤنسُه منك الكلامُ المُفَوَّف< o:p>
ولو كان حيّاً شاهداً لرأيتَ مِن ... دموعِ أبٍ ما لم يكن قطُّ يُذرَف< o:p>
وأبصرتَ وجهاً كالهِلالِ مُنَوَّرًا ... إليه وجوهُ الناس بِالبرِّ تُصْرَف< o:p>
وهاهي أمُّ الكُلِّ والإخْوةُ الأُلَى ... إليك انْضَوَوْا ما منهمُ مُتخلِّف< o:p>
يَروْنَ الذي أحرزتَ فوزاً لكلِّهم ... وأنك للبيتِ الحَمِيتِّي مُشَرِّف< o:p>
وأن فَخَاراً نِلْتَهُ فَخرُ بيتِهم ... وأنَّ سروراً منك للأهل يَكنُف< o:p>
وأنَّ عُرَى الأرْحام فيهم وثيقةٌ ... أواصرُها فالبعض بالبعضِ أَرْأَف< o:p>
مضى راشداً واستوْدَع اللهَ بيتَه ... فدامت له الخيراتُ تُجْبَى وتُزْلَف< o:p>
أبا حاتمٍ هذي تهانئُ أسرةٍ ... هي الأسرةُ الكُبرَى التي بك تشْرُف< o:p>
نظمت بها فاءً لفاءٍ تفاؤُلاً ... وقدَّمتُها باسم الجميعِ تُرَفْرِف < o:p>
القنيطرة:23 ذو القعدة 1431 - فاتح نونبر2010 < o:p>
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 05:02 م]ـ
قصيدة جميلة جدا وطيبة، كيف لا وهي من نفحات الشيخ الوالد عبد الهادي حميتو حفظه الله ونفع بعلمه
ومبارك لكم شيخنا أبا حاتم
¥