1 - تبني أمريكا كثيرا من سياساتها إزاء العالم الإسلامي على تقارير مؤسسة راند، وقد وردت الفقرة التالية في أحد تلك التقارير وهي تبين السلوك الأمريكي لتخريب الإسلام من داخله: "تقوية مكانة الصوفية، وتشجيع الدول التي لديها تقاليد صوفية قوية للتركيز على ذلك الجزء من تاريخها، وإدراجه في مناهجها التعليمية ".
2 - في أواخر عام 2009م رعت بريطانيا إنشاء "المجلس الصوفي العالمي" ومقره في لندن، بترخيص بريطاني ومعتمد من وزارة الخارجية البريطانية، وأصدر المجلس بيانا جاء فيه أنه "منظمة اسلامية تدعو إلى تحقيق السلم والسلام في العالم وتتصدى للإرهاب والعنف والتشدد والتعصب، ولا تتدخل في سياسات الدول المختلفة وتحترم كل معتقد لأي دين أو عقيدة، وتعمل على إزالة الخلافات العقائدية، وتقرب بين الأديان المختلفة لتحقيق الاستقرار في كل دول العالم، وهو منظمة لها الشخصية المعنوية المستقلة أغراضها نشر الدين الإسلامي الصحيح، والدعوة إلى الله ونشر الوعي الديني والثقافي"، ويتضح من هذا البيان المراد بالدين الإسلامي الصحيح عند هذا المجلس المعتمد لدى بريطانيا والغرب، فهو يحترم كل معتقد لأي دين أو عقيدة ويقرب بين الأديان المختلفة، في الوقت الذي يتصدى فيه للتعصب والتشدد، وهي تعبيرات محجوزة لوصف المنهج السلفي بها، ويقول الشيخ محمد الشهاوي مؤسس هذا المجلس في حواره مع موقع إسلام أون لاين بتاريخ 8/ 10/2009 "وسنحاول أن نحث المسئولين في معظم الدول من خلال المجلس العالمي على أن يدعموا الصوفية لكي يوقفوا تيار السلفية الذي يتمدد في العالم والذي يتسبب في نشر التعصب والتشدد".
3 - وقد دخلت المرأة الصوفية على الخط في مواجهة السلفية حيث أنشأت السيدة ماجدة عيد زوجة محمد الشهاوي شيخ الطريقة الشهاوية ومؤسس المجلس الصوفي العالمي-فيما بعد-جمعية صوفية للنساء باسم "دار النساء الصوفيات"، وذكرت أن هدف الجمعية يتلخص في: "الدعوة إلى فهم الدين الصحيح الوسطي، وخاصة في أوساط المرأة المصرية والنشء الصغير بعد أن مزقته السلفية الوهابية التي غزت المجتمع وتمددت عبر وسائل الإعلام"، وقالت في حوار صحفي: "الإسلام دين وسطي عمل الوهابيون والأصوليون على تشويهه على مدى سنوات طوال، وآن الاوان لمواجهة هذه الحملة الظلامية، وهذا ما تسعى اليه جمعية الصوفيات".
4 - ومنذ عدة أشهر أعلن علاء أبو العزايم، شيخ الطريقة العزمية أنه سوف يتم إطلاق قناة فضائية صوفية جديدة لمواجهة الفضائيات السلفية، عن طريق "تقديم الإسلام الوسطي المعتدل، ومواجهة الفكر الاصولي المتشدد لمن يسمون أنفسهم السلفيين والوهابيين".
5 - وهناك حديث عن قيام مؤسسة الأهرام ممثلة للحكومة المصرية بعقد اتفاق مع شيخ شيوخ الطرق الصوفية لمواجهة الفكر السلفي والمد الإخواني، وهذا مما يدل على أن الاتجاه الصوفي يقوم بمحاربة السلفية بالوكالة، وهو في الوقت نفسه يسقط أو يفسد أي مصداقية لهم في هذا الاتجاه، لأنها حرب بالنيابة أو بالوكالة لجهات قد لا تريد أن تظهر في الصورة، أو ترى عدم تقبل جمهور المسلمين لهجومهم.
فكل هذا يبين عزم الصوفية على مواجهة السلفية ومحاربتها على جميع الأصعدة واستعداء الأنظمة عليها.
ولعل من مظاهر دعم هذه الحرب إعادة إعمار المزارات والأضرحة، ونشر الكتب والمدارس الصوفية، ودعم الطرق الصوفية، مع الإصرار على الحضور الإعلامي لبعض أنشطة الصوفية ورموزها، واستضافتهم وعقد الاتفاقات والمؤتمرات معهم.
إن تركيز التقارير على استخدام أهل البدع والفرق، وكذلك الاتجاهات العصرية من حداثة وعلمانية في تنفيذ المخطط المعادي للإسلام يؤكد أن السلفيين أتباع المنهج السلفي الممثل الحقيقي للأمة في مواجهة المعتدين على عقائدها وحرماتها وممتلكاتها، وأنهم باتباعهم لهذا المنهج يمنعون الأمة من الإذعان للأمركة، وأن من يحاربهم يقف في خندق واحد مع أعداء الأمة وإن كان لا يعلم.
الاختراق الأمريكي للجماعات الصوفية:
في أعقاب أحداث 11/ 9/2001م بدا لأمريكا من خلال عدد من المراكز البحثية أنه يمكن النظر إلى الصوفية على أنها الشريك المناسب لمقاومة من ينظرون إليه على أنه رمز للتشدد والجمود، ومن ثم عملت على تقويتها والتمكين لها، وإسنادها من خلال عدة فعاليات وبادلتها الطرق الصوفية حبا بحب وتقديرا بتقدير:
¥