يمكن أن نتحدث عن النفقة في سبيل الله -تعالى-، وعن العناية بالصلاة والزكاة، وأنه ربما يكون على الشخص حقوقا مالية سوى الزكاة .. ولن يعدم الداعية الحصيف أن يجد مناسبات عملية للتوجيه، كما أنه سيسمح بوقت للمداخلات والأسئلة والفتاوى فهذا عمل مهم.
صوت السلف: هل لنا في تصور عن البرنامج العملي للرحلة؟
د/ ياسر: غالبا في أثناء الشعائر يقل اتصال الداعية بالناس، لكنه يحرص على أن يكون له درس في مساء كل ليلة، وهذا الوقت بالتجربة بعد العشاء بحوالي ساعة ونصف يكون أكثر الأوقات فراغا للجميع، وما سوى ذلك ربما صادف أشغالا لدى بعضهم وفي هذا اللقاء يحرص الداعية على التفاعل مع الحجيج فيكون لقاءا شاملا فيه الموعظة والفتوى والترفيه، ويمكنه أن يقسم الحجيج لمجموعات تتنافس في المسابقات ففي هذا ترفيه محبب وتفاعل يكسر جمود اللقاء، ومن الأعمال التي يحرص الداعية على تنظيمها في أمور دعوته أن تكون له مع القافلة زيارة لأرض المشاعر قبل بدء الحج أي من أيام 4 وإلى 7 ذي الحجة فيرافقهم ليعرفهم: هنا منى، وهذه عرفة، وتلك مزدلفة، هنا الجمرة الكبرى، وتلك الوسطى، وهذه الصغرى، من أراد أن يذبح بنفسه فهنا .. الخ. سنفعل يوم 8 كذا، ويوم 9 كذا هنا، ويوم 10 كذا وهكذا .. يستوعب الحجيج ما سيمر بهم من أعمال.
صوت السلف: وهل يمكن زيارة المناسك قبل الشروع فيها؟
د/ ياسر: نعم يحدث هذا وجربناه، وأقصى ما قد تمنعك الشرطة منه هو أن تقترب بشكل كبير من الجمرات، لكن من بعيد يمكنك أن تشير للناس، أما بقية المشاعر فليس فيها منع.
صوت السلف: ما المنهج الذي نجعله لأيام منى؟
د/ ياسر: لأيام منى ابتداء من العاشر بالذات خصوصية في الدعوة، فمن جهة يشعر الحجيج بفراغ، ومن جهة أخرى قد يصيبهم الفتور بعد انتهائهم من أعمال الحج وتحللهم التحلل الأصغر، لذا فعلى الداعية ألا يفوت فرصة الاجتماع، ويعد نفسه جيدا بكلمة بعد صلاتين، وبترديد الأذكار للصباح والمساء، وكذلك باللقاء المسائي الذي أشرت إليه وهنا يكون أفضل أن يبدأه بعد العشاء مباشرة، وكما ذكرت فهو يتضمن مسابقات ولا يمنع أن تقدم كل مجموعة فقرة ما مثل: معلومات أو أشعار وغير ذلك.
وفي النهاية ينبه الداعية الناس على طواف الوداع، ويمكن أن يفتيهم بجمعه مع طواف الإفاضة تيسيرا عليهم.
صوت السلف: وعند الافتراق ماذا يفعل الداعية؟
د/ ياسر: يجب على الداعية أن يدل الناس على مجموعة من الفعاليات التي تناسبهم بعد الحج كحضور دروس ولقاءات دعوية، وأن يتبادل معهم طرق التواصل، وأرقام الهواتف، وجميل منه أن يهديهم بعض الكتيبات والأشرطة، وإن كان له مؤلفات فليهدي بعضهم من ذلك.
وفي الحقيقة فإن العلاقات التي توطدت في الحج هي لوجه الله -تعالى- فهي تبقى مادامت كذلك، كما أن الداعية يجد بسببها فرصا لإعانة بعض المحتاجين من المسلمين، فمن المعلوم بأن كثيرين من الحجيج مقتدرين ماديا فربما أفادت معرفة الداعية ببعضهم لله -تعالى- أن يرشدهم إلى أبواب من الخير يغفلون عنها كإعانة المحتاجين والفقراء.
صوت السلف: فضيلة الشيخ الكريم، في نهاية هذا اللقاء نشكرك على ما بذلت من وقت لموقع صوت السلف فجزاكم الله خير الجزاء.
د/ ياسر: وإياكم، وبارك الله -تعالى- في جهدكم، وجعل ذلك في ميزان حسناتنا جميعا آمين.