تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن العادات العجيبة فى الحضارة البابلية عادة الدعارة المقدسة 0 اذ كان يجب على كل امرأة بابلية ان تضاجع رجلا غريبا مرة فى حياتها فى هيكل (ميلتا) ((الزهرة)) فيذكر لنا ((هيردوت)) بأنه كان يجب على كل امرأة فى بلاد ما بين النهرين ان تهب نفسها مرة لاحد الغرباء فى معبد من المعابد ثم يصف لنا هذه العادة الغريبة بأنه كان على النساء ان يجتمعن فى هيكل ((الزهرة)) ويجلسن على رؤسهن تيجان من الحبال 0 فى ممرات مستقيمة فى كل الجهات ثم يمر فيها الغرباء ليختاروا من النساء من يرتضون فاذا جلست امرأة هذه الجلسة كان عليها الا تعود الى منزلها حتى يلقى أحد الغرباء قطعة من الفضة فى حجرها ويضاجعها فى خارج المعبد ومهما يكن من صغر القطعة الفضية فان المرأة لا يجوز لها ان ترفضها فهذا الرفض يحرمه القانون لما فى نظرهم من قداسة وتسير المرأة وراء اول رجل يلقيها اليها وليس من حقها ان ترفضه ايا كان فاذا ما ضاجعته وتحللت مما عليه من واجب للالهة عادت الى منزلها ومهما بذلت لها من المال بعدئذ لم يكن فى وسعك ان تنالها 0

ويفسر هيردوت هذه الدعارة الاجبارية بانها كانت من الطقوس الدينية الصرف 0 والجدير بالذكر ان هذه الدعارة المقدسة ظلت متبعة فى بلاد بابل حتى الغاها قسطنطين

حوالى عام 325 ق. م0

وفى الوقت الذى كان المجتمع البابلى ينظر الى المرأة نظرة احتقار وازدراء نجده ينظر الى كاهنات المعبد نظرة اجلال واحترام0 فقد كانت الكهانة عندهم اسمى مهن المرأة 0 فكانت الكاهنة تتبوا مركزا ساميا جدا فى المجتمع وكن موضع التقدير والاحترام بين افراد المجتمع وكانت اعظم الكاهنات شانا تلقب بعروس الرب ثم تليها كاهنات كثيرات كن فيما يلوح زوجات ثانويات للرب وقد كن يعيشن فى المعبد فى دير صغير جميل وكان عليهن ان يحرصن على سمعتهن حرصا شديدا ولقد كان مجرد دخولهن حانة من الحانات يعرضهن لعقوبة الموت حرقا، واذا كان من غير المحقق ان عروس الرب هذه كانت تتخذ لها بعلا آخر من بنى الانسان فان المؤكد أن الزوجات الثانويات كن يفعلن هذا 0

3

المرأة فى الحضارة الفارسية

واما اذا نظرنا الى نظرة الفرس للمرأة فاننا نجدها اسوأ حالا من نظرة نظرة البابليين اليها ذلك ان الفرس يعتبرون المرأة مخلوقا نجسا يجب تجنبه وخاصة فى ايام (الحيض والنفاس) لانها اذا ما مست اى شئ فى هذه الفترة فانها ننجسه ولذلك اقاموا لنسائهم خياما صغيرة فى ضواحى المدينة فى ايام حيضهن ونفاسهن ولا يجوز لاحد مخالطتهن قطعا وتعرف تلك الخيام باسم اخمى وكان يجب على الخدم الذين يعهد اليهم بتقديم الطعام والشراء لهؤلاء النسوة ان يلغوا مقدم انوفهم واذانهم وايديهم بلفائف من القماش الغليظ حتى لا ينجسوا اذا ما مسوا الخيام والاشياء المحيطة بهن بل وصل بهم التطرف الى اعتبار ان الهواء المحيطة بهؤلاء النسوة هواء ملوثا بالنجاسة 0

فاذا كانت هذه هى نظرتهم للمرأة فمن البديهى انها كانت محرومة من كل الحقوق والواجبات فلم يكن لها اى منزلة او مقام كريم ذلك لان منازل العزة كلها للرجال لانهم ذوو فائدة اقتصادية لابائهم وحربية لملوكهم ومن اقوالهم فى هذا المعنى 0

((ان الرجال لا يدعون الله ان يرزقهم بنات، والملائكة لا تحسبهن من النعم التى انعم بها على بنى الانسان)) 0

كما كان الحجاب شديدا على نساء الطبقة الراقية حتى كن لا يخرجن الا فى هوادج مرخاة عليها السدول وكان محظورا عليهن ان يخالطن الرجال فى مجتمع عام او خاص بل لقد حيل بين المتزوجات ورؤية ابائهن او اخوتهن اما الفقيرات فكان يسمح لهن بالخروج لاضطرارهن الى الكد والعمل ولكن فى حدود اما الخليلات والحظايا فكن يتمتعن بقسط عظيم من الحرية لان المفروض فيهن انهن يرفهن عن سادتهن وعن ضيوفهم 0

ولحراسة نساء الطبقة الراقية اضطر الرجال الى استخدام الخصيان للحراسة، فكانت قصور الملوك تموج بالخصيان وكان خمسمائة من الغلمان الخصيان يرسلون من بابل كل عام ليكونوا (حفظة النساء) فى القصور الايرانية 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير