تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(على ان العمل الذى يقوم به الانسان تحت تأثير المرأة عمل باطل قانونا) لذا فلا عجب ان ترى ان المجتمع اليونانى كان يعامل النساء معاملة فى غاية المهانة والمذلة لدرجة انهن كن يبعن ويشترين فى الاسواق وكى يجزن لمن يرون ابتياعهن ان يختبروهن كما تختبر الكلاب – على حد تعتبر ول ديورانت – وكان من حق المشترى ان يستخدمهن فى البغاء للانتفاع بأجورهن واعترفت آثينا رسميا بالبغاء وفرضت ضرائب على البغايا وبذلك انتشرت بيوت البغاء فى جميع انحاء اليونان وكان رسم دخول هذه البيوت (اوبله واحدة) وكان الداخل يجد فيها البنات فى اثواب لا تكاد تستر منهن شيئا وكان يسمين بالعاريات 0 وكان فى وسع طالب اللذة ان يعقد الصفقة التى يريدها والزمن الذى يبتغيه ويتفق مع رب البيت على ان يستأجر بنتا تعاشره اسبوعا او شهرا او سنه وكانت البنت احيانا تؤجر بهذه الطريقة لرجلين او اكثر من رجلين فى وقت واحد وتوزع وقتها بينهم حسب مواردهم المالية 0 وقد اقر المشرعون انفسهم هذا الضرب من الاستغلال الخسيس حتى ان صولون نفسه قد نظم البغاء الرسمي وأنشا منازل خاصة للبغايا واشترى عددا كبيرا من الإماء ووزعهن على هذه المنازل لتنتفع الدولة بأجورهن وقد أطرى كبير مؤرخيهم سترابون 0

على هذا العمل واعتبره من المشروعات الوطنية الجليلة لأنه على حد قوله ((تجذب الاجانب للبلاد فينفقون فيها اموالهم فتنتعش بذلك اقتصادياتها ويزيد دخلها القومى)) 0

وبجانب هذا البغاء التجارى كان يجوز للسيد أن يستخدم أمته فى نوع آخر من البغاء الدينى.

وذلك بأن تزاول الأمة البغاء فى معبد من معابد الآلة فينوس على أن يخصص دخله من ذلك لصندوق المعبد نفسه وقد أنتشر هذا التقليد فى مختلف بلاد اليونان. واعتبر تقديم الاماء على هذا النحو من الآعمال التى يتقرب بها الناس الى الآلهة. حتى لقد كان الأغنياء وقواد الجيش ينذرون للآلهة فينوس عددا من هؤلاء الاماء اذا تحقق لهم مآرب أو انتصروا فى حرب حتى ازدحمت معابد هذه الآلهة بهذه الطائفة من الفتيات.

وكانت من أشهر البغايا عندهم أركيانسا التى كانت تسلى أفلاطون، ودانى التى علمت ابيقور فلسفة اللذة.

واصبح من العادات المألوفة لديهم أن ترقص النساء أمامهن عاريات تماما وخاصة فى الاحتفالات أمام الملوك.

ولما كان المجتمع اليونانى من المجتمعات الحربية فكان فى حاجة مأسة الى كثرة الأبناء فكانوا يرون أن عقم الزوجة سببا كافيا لطلاقها لأن الغرض من الزواج هو إنجاب الأبناء وقد عبر عن ذلك بوستين (خطيب اليونان الشهير) بقوله: (اننا نتخذ الزوجات ليلدن لنا الأبناء الشرعيين فقط).

أما اذا كان الرجل نفسه عقيما كان القانون يجيز والرأى العام يحبذ أن يستعين الزوج فى هذه المهمة باحدى أقاربه وكان الطفل الذى يولد نتيجة لهذا الاتصال ينسب للزوج نفسه.

ورأى أفلاطون فى مدينته الفاضلة (أن تكون المرأة ذات الجسم السليم الخالى من العيوب البدنية متاعا مشاعا للرجال الأصحاء الأقوياء لانجاب أطفال أصحاء). وكان سقراط قبيح المنظر دميم الخلقة جاحظ العينين كبير الأنف واسع الفم فأعار زوجته جزانتيب الى صديقه اليسباب عسى أن تحمل وتلد ولد حسن المنظر.

ويقول مسيو تروبلونغ: (أن المرأة الولود كانت تؤخذ من زوجها لتلد للوطن أولادا من رجل آخر أما سيئة الحظ والتى كانت تضع ولد غير صالح للجندية فكانت تقتل).

أما السيدة / رأى ستراتش فانها تقول: (أنه كان يحدث فى أحيان كثيرة أن تضع الزوجة أنثى فكان الأب ينزعها منها ويتركها فى الجبل أو فى الطرقات فى جرة من الفخار تبكى بكاء يفتت الأكباد حتى تموت من التعرض لتقلبات الجو).

ومن المعروف أن المرأة اليونانية كانت محرومة من الميراث لان شرائع صولون كانت تنص على أنه اذا مات الزوج فلا يحق لزوجته أن ترث شيئا من ماله كما كانت لاترث أباها ولكن فى مقابل ذلك كان لها الحق فى الحصول على (دوطة) من أبيها أو اخوتها أو أحد ذويها بعد وفاة والدها.

***************

يتبع (المرأة فى الحضارة الهندية) [ COLOR=red]

ـ[محمد فكرى الدراوى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 01:45 م]ـ

المرأة فى الحضارة الهندية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير