تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اما فى الحضارة الهندية فقد نزلت المرأة فيها منزلة الإماء فكان الرجل قد يخسر امرأته فى القمار. كما كان وأد البنات شائعا فى الهند كما كان شائعا عند العرب فى الجاهلية

ومن المقدسات الهندوسية (قوانين مانو أبى البشر) ومانو شخصية اسطورية مقدسة وتعرض قوانين مانو للمعاملات المالية وغيرها من شئون البشر.

وكانت أساطير مانو هذه تضع المرأة في مكان منحط تعس وتعتبرها مخلوقا نجسا يجب التحرز منه 0

وجاء في الكتب الهندية المقدسة 0 ((عندما خلق مانو النساء فرض عليهن حب الفراش والمقاعد وحب الزينة والشهوات الدنسة والغضب والتجرد من الشرف وسوء السلوك فالنساء دنسات كالباطل نفسه وهذه قاعدة ثابتة وطبيعة المرأة أن تغوى الرجل في هذه الحياة الدنيا)) 0

وكان مانو يقول ((ان للنساء شهوات دنسة وهن يظهرن سوء السلوك وقليلا من الطواعية ولذلك يجب ان يتجرعن كأس المذلة بالليل والنهار)) 0

اما بوذا فكان يقول: خير للانسان العاقل ان يقع بين فكى نمر مفترس او تحت سيف الجلاد من أن يساكن المرأة او يحرك فى نفسه الشهوة 0

وكان اتباع اليوجا الذين يمسحون اجسامهم بالرماد وزهاد الشرق عامة ذوو الشعور المتلبدة وكهنة بوذا كلهم من العزاب وهم يقولون (لاسبيل للوصول الى مرتبه الكمال المطلق الا بحياة العزوبة) 0

كما كان محرم على المرأة الهندية ان تدرس الكتب الدينية واسفار الفيدا او ان تشترك فى تقديم القرابين الى أرواح الاسلاف او الآلهة، كما كان محتوما عليها ان تظل مملوكة لابيها بكرا ولبعلها ثيبا ولأولادها ايما 0 فشريعة مانو تقول ((ان المرأة تابعة لوالدها فى طفولتها ولزوجها فى شبابها فاذا مات زوجها تبعت ابناءها وان لم يكن لها ابناء تبعت اقارب زوجها لانه يجب ان لا تترك المرأة لنفسها فى حال من الاحوال)) 0

كما كانت المرأة الهندية محرومة من الميراث فشريعة مانو تنص على ان يقسم الميراث بين الاولاد الذكور بالتساوى اما البنات فلا يرثن لانهن يعشن فى كنف الاسرة 0 ونصت ايضا ان ثلاثة اشخاص لا يجوز لهم ان يملكوا شيئا الزوجة والابن والعبد فكل ما يكسبه هؤلاء يصبح ملكا لسيد الاسرة 0

وتعتبر شريعة مانو الزنا مع أبشع الجرائم وتضع له عقوبات مختلفة منها الغرامة والقتل وتنص أيضا على انه لا يجوز للرجل ان يطلق امرأته بسبب مرض ولكن له ان يطلقها إذا بقيت مدة طويلة بغير ولد فالمرأة ذات الولد لها احترامها وتتمتع ببعض الامتيازات منها ان تستعمل المعدية بغير أجر كما يفعل البراهمة 0

ولما كان المجتمع الهندي منقسما الى طبقات 0 فقد حرمت قوانين مانو المصاهرة بين الاجناس المختلفة والطبقات المتباينة حتى لا تختلط الأنساب والطبقات وتفسد العلاقات ويتقوض بناء المجتمع فسمحت للبراهمى ان يتزوج من طبقة الكشاتريا او الفايشيا فى حين حرمت على المرأة البراهمية ان تتزوج من غير البراهمية 0

وكان يحدث فى بعض الاحيان ان يضطر الأب الفقير أن يستدين مبلغا من المال من موسر ليدفعه مهرا لابنته الكبرى – فالمهر فى الهند مرتفع لا يمكن بدونه للفتاة ان تتزوج – ويرهن الأب بناته الأخريات لدى الدائن لضمان الوفاء فإذا عجز كان من حق الدائن ان يمتلك الرهائن، وهن فى الغالب دون سن الرشد، ويبيعهن الى دار من دور البغاء 0

ولما كانت الالهة الهندوسية تحب الغناء والرقص فقد الحقت بالمعابد طائفة كبيرة من الراقصات اللائى لم يكن عفيفات بأى حال من الاحوال وكان هؤلاء الراقصات تحت تصرف سدنة المعابد 0

ومن التقاليد الدينية الهندوكية تكريم خادمات المعابد العواهر وتقديس فرج الذكر والانثى (لنك وبونى) وعبادة التماثيل العارية المزدوجة واختلاط الجنسين فى العاب العيد (هولى) وفى الغسل المطهر فى المياة المقدسة فى حال توشك ان يكون عريا 0

ومن العادات المقيتة فى الديانة الهندوسية عادة حرق زوجة المتوفى مع جثة زوجها فكانوا اذا وضعوا جثه الزوج المتوفى على الحطب المعد لإحراقها تقدمت زوجته فتنزع حلاها وزينتها عنها، وتوزعها على أقاربها وذويها، ثم تفك ضفائرها ويأخذ كبير البراهمة بيمناها ويدور بها حول الحطب ثلاثا، ثم ترتقى على الحطب فترفع رجلى زوجها الى جبهتها اشارة الى خضوعها له، وتتحول فتجلس عند رأسه واضعة يدها اليمنى عليه، فيضرمون النار ويحرقونها مع جثه زوجها وهم يزعمون ان ذلك يورثها النعيم مع زوجها فتقيم معه فى السماء خمسة وثلاثين مليون سنه وهى عدد الشعر فى جسد الانسان وانها تطهر بموتها هذا اهل امها وأهل ابيها وأهل زوجها ايضا من كل ذنوبهم وتتبوأ مكانا كريما فى قلوب الكافة من أتباع الديانه الهندوسية ويعدونها من اكرم بنات جنسها واشرفهن اسماء واحسنهن صينا وكثيرا ما تصبح هى نفسها الهة تعبد ولا شك ان الارملة كانت ترحب بالموت حرقا مهما كان مفزعا ترحيب الاسير بالفكاك من الاسر لانها اذا لم يكن لها ولد عاشت فى شقاء اليم 0

وكان حرق الزوجة فى بعض الأحيان يأخذ صورة جماعية فإذا كان الرجل متزوجا بأكثر من واحدة لكل زوجاته ان يتبعنه الى الموت 0

ويروى لنا كونتى: ان احد الملوك قد اختار ثلاثة ألاف من زوجاته البالغ عددهن اثنى عشر الفا 0 ليكن مقربات له على شرط ان يحرقن انفسهن مختارات عند موته وان ذلك ليعد شرفا عظيما لهن 0

واذا لم تقتل المرأة نفسها فى نار زوجها بسبب رعاية اطفالها فلا يحق لها ان تتزوج مرة أخرى لان زواجها مرة ثانية بعد موت زوجها كان يعد جريمة فادحة ومن نتائجة المحتومة ان يحدث للزوج اضطراب فى حيواته المقبلة وعلى ذلك كان لابد للارملة وفق القانون البرهمى ان تظل بغير زواج وان تحلق شعرها 0

وقد دامت هذه العادة القبيحة من ابعد عصور الحضارة البرهمية الى القرن التاسع عشر الميلادى – وبطلت بعد ذلك على كره من اصحاب الشعائر الدينية 0 وتخبرنا المراجع التاريخية انه تم احراق سته الاف امرأة فى عشر سنين من سنه 1815 حتى 1825م 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير