تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد فكرى الدراوى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 01:48 م]ـ

المرأة فى الحضارة الصينية

اما الصينيون فقد كانوا كالعرب فى ايام الجاهلية يكرهون البنات وكان الاب اذا بشر بمولدها حملها فورا الى السوق باحثا عمن يشتريها بأبخس الاثمان فاذا لم يجد الشارى وهبها لأول عابر سبيل فاذا لم يجد من يأخذها منه اخذها الى مكان مهجور وخنقها او اغرقها أو وأدها وهى حيه اما ان كان رحيما بها فانه يتركها فى الحقول يقضى عليها صقيع الليل والحيوانات الضارية 0 وكانوا يفعلون ذلك لانهم كانوا يعتبرون البنات عبئا عليهم لانهم يربونهن ولا ينالهم من ذلك الا ان يبعثوا بهن متى كبرن الى بيوت ازواجهن ليعملن فيها ويلدن ابناء يكبرون لاسر غير أسرهم بعكس الذكور الذين يدافعون عن البلاد فى ميادين القتال ويعملون فى الحقول ويقربون القربان الى الاباء والاسلاف 0

لذلك كان الاباء يدعون فى صلواتهم ان يرزقوا أبناء ليقدموا لهم القرابين بعد وفاتهم وكان من اشد اسباب المذلة الدائمة الا يكون لهم أبناء ذكور 0

وكانت تسود الصين فى القرن السادس ديانه (لاوتسو) وهذه الديانة والتى تحولت الى وثنية فى عهد قريب تعنى بالنظريات اكثر منها بالعمليات وكان اتباعها متقشفين زاهدين لا يتزوجون ولا ينظرون الى المرأة ولا يتصلون بها اتصالا وفى حين اباحت شريعة (ليكى) للرجل بان يجمع بين مائة وثلاثين امرأة 0 واشتهر اباطرة الصين القدماء بوفرة عدد الحريم وقد ذكروا ان الامبراطور (كن) آخر عواهل عائلة (يو) الشهير بقساوته وبسفاهته جمع فى قصره نحو ثلاثين الف امرأة 0

وفى عهد كنفوشيوس (*) كان سلطان الاب سلطانا فى جميع الامور فكان فى وسعه ان يبيع زوجته وابناءه ليكونوا عبيدا وان لم يفعل هذا الا اذا الجأته اليه الضرورة القصوى وكان يتناول طعامه بمفرده لا يدعو زوجته ولا ابناءه الى المائدة معه الا فى اوقات قليلة نادرة واذا مات كان ينتظر من ارملته الا تتزوج بعده 0

وكان يطلب اليها فى بداية الامر ان تحرق نفسها تكريما له وظلت حوادث من هذا النوع تقع فى الصين الى اواخر القرن التاسع عشر بعد الميلاد 0

كما انتشرت فى الصين عادة تكسيح اقدام الصغيرات رغبه فى جعلهن عديمات الحيلة وكانوا يشلون اقدام البنات بربطهن باحكام فى سن مبكرة فيلف شريط طويل من القماش حول القدم بحيث لا تظهر الاطراف ثم تقيد القدم بكاملها باحكام فتتوقف الدورة الدموية ويتأخر النمو والنتيجة هى كتله من اللحم المشوه والعظام المكسورة

وكان الصينيون والصينيات على السواء يعدونها من الاشياء الجميلة وكانت الاقدام المقيدة بشكل جيد فى حجم حذاء طوله ثلاث بوصات 0


وجاء فى الكتاب الكلاسيكى للبنات وهو كتاب صينى شهير ((أعرفت السبب لربط قدميك خشية ان يسهل عليك الانطلاق فى الطريق)) 0
وكان فقراء الفلاحين هناك يبيعون نساءهم واولادهم ليكونوا عبيدا ويروى الرحالة المسلم ابن بطوطة فى رحلته (أن أهل الصين يبيعون اولادهم وليس ذلك عيبا عندهم، غير انهم لا يجبرون على السفر مع مشتريهم ولا يمنعون منه اذا اختاروه) 0
ولما حدثت المجاعة الكبرى فى الولايات الشمالية فى الصين عام 1787م اخذ سكان تلك الولايات ببيع اولادهم فى الولايات الأخرى 0
ولا تزال عادة بيع البنات من ذويهن الفقراء منتشرة حتى الآن فى آسيا والشرق الأدنى ففى تحقيق اجراه صحفى فرنسى خلال جوله قام بها فى شرق آسيا سنه 1979 ونشرته جريدة لوموند فى اعداد متتابعة بيان عن استرقاق الاحداث بشرائهن من ذويهم الفقراء 0
ويذكر الصحفى ان القوادين الصينيين فى بانكوك – عاصمة تايلاند – يجوبون الارياف يشترون الفتيات الصغيرات من آبائهن الفقراء لقاء مبلغ لا يتجاوز 2000 باث للفتاة الواحدة ويسخرون اولئك الفتيات فى تعاطى البغاء ويجمعون من ذلك ارباحا طائلة وفى حرب كوريا وفيتنام شاع شراء البنات من ذويهن الفقراء او المنكوبين بويلات الحرب فكان تجار الرقيق فى كوريا وفى فيتنام الجنوبيين يشترون الفتيات من آبائهن ويؤجرونهن مع الغرف المفروشة التى يستأجرها جنود الجيش الامريكى ويروج بيع البنات فى (هوج كونج) و (سنغافورة) فكثير من مهاجرى الصين الى هاتين المدينتين يبيعون بناتهم لاشخاص ولدور البغاء بثمن بخس لا يجاوز الخمسين جنيها وينقلن الى الولايات المتحدة او الى كندا بجوازات سفر مزورة او بوسائل أخرى غير مشروعة عن طريق شبكات تخطط لها جمعيات سرية لتجارة الرقيق، وتباع الجميلة منهن بألفى جنيه 0
****

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير