تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والعبارات الطيبه، فإذا خاطب من هو أكبر منه أمر بأن يخاطبه بالإجلال والإكبار والتقدير فلا يرضى الوالد لولده أن يخاطب كبير السن أمامه باسمه؛ وإنما يقول له خاطبه بياعم أو نحو ذلك من الكلمات التي فيها إجلال وتوقير حتى ينشأ الصغير علي توقير الكبير وتلك سنة الإسلام قال- صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولا يرحم صغيرنا)) فلابد من تعويد الابن على توقير الكبير واحترامه وتقديره وإجلاله.

وإذا وفق الله-عز وجل- الوالدين لحب التربية تربية الولد التربية الصالحة فليعلما أن ذلك لا يكون إلا بأمور مهمة إذا أراد الوالد والوالدة أن يقوما على تربية الولد فهناك أسباب تعين على التربية الصالحة:

أولهما وأعظمها وأجلها: الدعاء فيكثر الوالدين من الدعاء للولد يسأل الله-عز وجل- أن يكون الولد صالحاً كما قال الله-تعالى-: {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ} تكثر من الدعاء لولدك فلعلك أن توافق باباً في السماء مفتوحاً فيستجاب لك، الله أعلم كم من أم وكم من أب دعا لولده دعوة اسعدته في الدنيا والآخرة، أم سليم-رضي الله تعالى عنها- جاءت بأنس إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وقالت: - يا رسول الله - خويدمك أنس أدعو الله له فدعا له النبي- صلى الله عليه وسلم - بخير الدنيا والآخرة فتسببت له في ذلك الخير-رضي الله عنها وأرضاها-.

فيحرص الوالد على كثرة الدعاء أن الله يصلح ذريته والله-تعالى- يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ولا يسأم ولا يمل ولا ييأس من رحمة الله ولا يقنط من روح الله وإنما عليه أن يحسن الظن بالله-عز وجل-.

كذلك أيضاً الأمر الثاني: وهو من الأهمية بمكان مما يعين على التربية الصالحة القدوة الحسنة الأولاد الأبناء البنات لا ينتظرون الكلام بمثل العمل والتطبيق فإذا نشأ الابن وهو يرى أباه على أكمل ما يكون عليه الأب ويرى أمه على أكمل ما تكون عليه الأم تأثر وأصبح متصلاً بهذه الأخلاق الحميدة والآداب الكريمة حتى تصبح سجية له وفطرة لا يتكلفها ولا يستطيع أن يتركها، كذلك البنت إذا نشأت وقد رأت من أبيها الصلاح والاستقامة على الخير ورأت من أمها الصلاح والاستقامة على الخير أحبت الخير وألفته كيف يكون الابن صادقاً وهو ينشأ في بيت يسمع فيه أباه-والعياذ بالله- يكذب فلربما طرق عليه الضيف فيقول: أذهب وقل له ليس بموجود، كيف ينشأ الابن صادقاً في قوله إذا كان والده يعلمه من خلال سلوكه وتصرفاته سيء العادات-والعياذ بالله- وكيف تكون البنت على صلاح واستقامة وهي ترى من أمها التقصير في الصلوات والطاعات نائمة عن فرض الله-عز وجل- أو مضيعة لحق الله في قولها وفعلها فأهم ما ينبغي قي التربية الصالحة القدوة وإذا كان الإنسان قدوة للغير تأثر الغير بكلامه وجعل الله لمواعظه وكلماته وتوجيهاته أثراً في النفوس وانتفع الناس وأنتفع أولاده بما يقول - نسأل العظيم أن يرزقنا القول والعمل -.

كذلك أيضاً من الأمور المهمة: وهي من حقوق الأولاد التي ينبغي رعايتها ونختم بها هذا المجلس حق العدل بين الأولاد، وهذا الحق أشار إليه النبي- صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: ((اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)) فلا يجوز تفضيل الإناث على الذكور كما لا يجوز تفضيل الذكور على الإناث كان أهل الجاهلية يفضلون الذكر على الأنثى وكانوا يقتلون الأنثىكما أخبر الله-عز وجل- في كتابه وقال: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ}. فإذا بشر بالإناث تمعر وجهه وتغير وكأنه يبشر بسوء-نسأل الله السلامه والعافية- فلذلك أدب الله-عز وجل- المسلمين على الرضا بقسمة الله-عز وجل-، يرضى الإنسان بالولد ذكراً كان أو أنثى ولا يفضل الإناث عن الذكور ولا الذكور على الإناث؛ وإنما يعدل بين الجميع، كان السلف-رحمهم الله- يعدلون بين الأولاد حتى في القبلة فلو قبل هذا رجع وقبل هذا حتى لا ينشأ الأولاد وبينهم الحقد، ولذلك قالوا إن التفضيل يتسبب في مفاسد أولها يكون ضرره على الوالد نفسه فإنه ينشأ الأولاد على حقده وكراهيته وقد أشار النبي- صلى الله عليه وسلم - إلى هذا المعنى بقوله في الحديث الصحيح للنعمان: ((أتحب أن يكونوا لك في البر سواء؟)) قال: نعم. أي إذا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير