كمْ يعظُم طالبُ العلم والعالم، حين يتراجع؟! - مشاهد حيَّة -!!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 12:55 ص]ـ
...
باسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله.
وبعد.
فوالله ِ الذي لا إله إلا هو / إن الرجلَ ليعظُم، ويكبُر في نفوس أقرانه، وتلاميذه، في أحوال عدة، من أعظمها:
الرجوعُ عند معرفة ِ الحقَّ، والانقياد له، دون تحرِّج ٍ ومثنويَّة / وهي صفةٌ مفتقدةٌ عند كثيرٍ من طلاب ِ العلم، فتراه يرقِّع لرأيه وبحثه ترقيعات فاسدة!، فلا يضيره أن يقول (أخطأت) أو (وهمت) أو على الأقل (أراجع المسألة)!
لكن كم يرتقي ويسمو طالبُ العلم في نفوس أقرانه، والعالم في نفوس تلاميذه، حين تجده مصرحاً معلناً غيرَ سائلٍ بتخطئته، أن يقولَ عن نفسه (أتراجع عن ذلك) (أستغفرُ الله) (هذا وهمٌ مني).!
وليُعلم أن دين المرء لن يكون دينًا حقًا، إلا إن خضع للحق وانقاد له كالبعير المذلل.
ولا عيبَ أن يخطئ الإنسان فـ (خيرُ الخطائين التوابون) ولكن العيب الإصرار على الخطأ، والتمادي في الباطل.
ومما وجدتُه كمثالٍ حيٍّ هنا في - ملتقى أهل الحديث - الأخ الفاضل / أبو مسلم العقاد:
في هذا الرابط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1398247 )
الشاهد من كلامه /
وَإِنِّي لاَ أَسْتَحِي أَبَدًا أَنْ أُقِرَّ أَنِّي أَخْطَأْتُ، وَتَسَرَّعْتُ، وَلَمْ أُمْعِنِ النَّظَرَ.
• فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَلِيَّ الْأَعْلَى، وَأَشْكُرُهُ أَنْ قَيَّضَ أَخًا فَاضِلاً أَدَّى حَقَّ النَّصِيحَةِ، وَبَيَّنَ وَجْهَ الصَّوَابِ، بِأَدِلَّةٍ عِلْمِيَّةٍ رَصِينَةٍ، وَبِعِبَارَةٍ جَزِيلَةٍ، تَدُلاَّنِ عَلَى طُولِ بَاعِ صَاحِبْهِمَا، وَمَعْرِفَتِهِ بِالْعِلَلِ وَدَقَائِقِ الْأَسَانِيدِ.
• لِذَا أَقُولُ لِلشَّيْخِ الْحُمَيْدِيِّ: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ، وَلِأَخِيكَ نَصَحْتَ، وَلِلْحَقِّ أَرْشَدْتَ. فَلِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ نَصِيحٍ إِذَا وَعَظَ، بَلِيغٍ إِذَا لَفَظَ!
اهـ كلام أخينا الفاضل.
وقفَّ شعري حينما سمعتُ شيخنا عبد الله السعد - قبل قليل - وهو يقول:
قلنا من قبل (إن المرأة تنقض شعرها في غسل الحيض فقط، لكني أتراجع عن ذلك فذكرني أحدُ الإخوان أن الحديث المستدل به هو في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تنقض شعرها وتغتسل.
لكن نبهي أحد الإخوان: أن هذا في الإحرام، لا أنها طهرت من الحيض، فأتراجع عن القول بوجوب أن تنقض المرأة رأسها في غسل المحيض).
وقال بعدها:
وذكرنا في الدرس الماضي قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعلي بن أبي طالب (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) وقلنا: إن المقاتلة -في الغالب - يلزم منها البغض، فإذًا معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ومن معه على هذا الحديث، قد لا يخلون من النفاق، وذكرنا أن النفاق عملي،
لكني أتراجع عن القول، -وإن ذكر بعض العلماء أن لا يخلو أحد من النفاق - لكن لما للصحابة من مكانة عظيمة، ولا ينبغي أن يقال عنهم ذلك، فأنا أتراجع وأستغفر الله وأتوب إليه).
لطائف في الرجوع إلى الحق، من ذكر علماء السلف والخلف - منقول -:
*عن عكرمه قال:أتيَ عليٌّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بزنادقه فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس.
فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (لا تعذبوا بعذاب الله) ولقتلتهم لقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (من بدل دينه فاقتلوه) وفى رواية للترمذي (فبلغ ذلك عليٌ فقال صدق ابن عباس).
* قال عبد الرحمن بن مهدي: كنا فى جنازه فسألت عبيد الله بن الحسن العنبرى عن مسأله فغلط فيها فقلت له: أصلحك الله: أتقول فيها كذ وكذ؟
فأطرق ساعه ثم رفع رأسه.
فقال: ادن!
أرجع وأنا صاغر لا أن اكون ذنباً فى الحق ... أحب إليَّ أن أكون رأسًا فى الباطل.
وحدَّثنا فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ / عمر بن سليمان الأشقر، في زيارةٍ لنا، أمتعنا فيها بذكرياته مع كثير ٍ من مشايخه، ومنهم:
الشيخ المحدث ناصر السنة / ناصر الدين الألباني، فقال لنا:
كان الشيخ الألباني قد أوتي حجة في الحوار، وكان يصرُّ ويعكف على رأيِه، إن هضمَ المسألة، وبلعها، ولم يبقَ للشكٍّ موضعاً.
أما إن لم يكن متحريٍّا، أو قد غلط، فلا أسهل من أن يتراجع، وذكر أمثلة كثيرة، لا يسعني ذكرها، لكن يكفي تراجعاته في تجديده علمَ الحديث.
اعتذار / كتبتُ الموضوعَ على عجلة ٍ من أمري، فعذرًا إن وجدتم في المقال خلطًا وخبطًا - كما هي العادة - والله المستعان.
أخوكم المحب / أبو الهمام البرقاوي
ذو الحجة - 1431 - هـ.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[10 - 11 - 10, 06:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وفقكم المولى
لفتة مهمة
¥