تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كلمات مظلومة]

ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 04:47 م]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم

قال العلامة الإبراهيمي كما في كتاب (آثار الإمام محمد البششير الإبراهيمي) (3/ 506 - 507) تحت عنوان (كلمات مظلومة) - وقد نشرت في جريدة " البصائر " سنة 1947 - تحت لفظة (الاستعمار): عجيب! وهل الاستعمار مظلوم؟ إنما يقول هذا (كولون الشمال) (1) أصحاب الكيمياء اليت أحالت السيد عبدا، والدخيل أصيلا، أما أنت فتوبتُك أن تحشر كلمة " مظلوم " هذه في الكلمات المظلومة.

هون عليك فإن المظلوم - هنا – هو هذه الكلمة العربية الجليلة التي ترجموا بها لمعنى خسيس.

مادة هذه الكلمة هي " العمارة " ومن مشتقاتها التعمير، والعمران، وفي القرآن (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، فأصل هذه الكلمة في لغتنا طيب، وفروعها طيبة، ومعناها القرآني أطيب وأطيب، ولا ننكر من استعمالاتها في ألسنة خاصتنا وعامتنا إلا " العمارة " الدرقاوية.

ولكن إخراجها من المعنر العربي الطيب غلى المعنى الغربي الخبيث، ظلم لها، فاستحقت الدخول من هذا الباب، والإدراج تحت هذا العنوان.

فالذي صير هذه الكلمة بغيضة إلى النفوس، ثقيلة على الأسماع، مستوخمة في الأذواق = هو معناها الخارجي – كما يقول المنطق -، وهو معنى مرادف للإثم، والبغي، والخراب، والظلم، والتعدي، والفساد، والنهب، والسرقة، والشره، والقسوة، والانتهاك، والقتل، والحيوانية ... إلى عشرات من مئات هذه الرذائل تفسرها آثاره وتنجلي عنها وقائعه.

وواعجبا! تضيق الأوطان على رحبها بهذه المجموعة، وتحملها كلمة لا تمت إلى واحد منها بنسب، وإذا كنا نسمي من يجلب هذه المجموعة – من كبائر الإثم والفواحش إلى وطن – ظالما، فأظلم منه من يحشرها في كلمة شريفة من لغتنا: ليخدع بها ويغر، وليهون بها على الفرائس شراسة المفترس، وفظاعة الافتراس.

أما – والله! – لو أن هذا الهيكل المسمى بالاستعمار كان حيوانا = لكان من حيوانات الأساطير بألف فم للالتهام، وألف معدة للهضم، وألف يد للخنق، وألف ظلف للدوس، وألف مخلب للفرس، وألف ناب للتمزيق، وألف لسان للكذب وتزيين هذه الأعمال، ولكان مع ذلك هائجا بادِيَ السوءات والمقابح على أسوأ ما نعرفه من الغرائز الحيوانية.

سموا الاستعمار تخريبا – إذ لا تصح كلمة استخراب في الاستعمال -؛ لأنه يخرب الأوطان والأديان والعقول والأفكار، ويهدم القيم والمقامات والمقوّمات والقوميات.

وخذوا العهد على المجامع اللغوية أن تمنع استعمال هذه الكلمة في هذا المعنى الذي لا تقوم بحمله عربة مزابل.

(1) الكُولُون: هم المستوطنون. والشمال: شمال أفريقيا.

(2) العمارة: معناها الرَّكْب. الدرقاوية: هي الطريقة الصوفية المعروفة.

تنبيه: قلت (أشرف): الغريب أنه جاء في المجلد الثاني (2/ 169) من (آثار الإبراهيمي) مقال بعنوان (كوارث الاستعمار) ولا أدري هل هو من وضع الإبراهيم نفسه، أومن نجله جامع الآثار؟!

والله الموفق

.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير