تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عند الله) كلام عاقل لكن لم يدخل فيه الإيمان , كما يقال: كلام منطقي أنتم الآن مجموعة من السبعين مجموعة من الغلمان آباؤكم يعارضونكم، أعمامكم يعارضونكم، أجدادكم يعارضونكم، أخوالكم يعارضونكم، جيرانكم يعارضونكم فأنتم أتيتم اليوم لكي تفدوا النبي r بإبائكم وأرواحكم لابد أن تعلموا الخطوة التي ستخطونها، هل أنتم رجال فعلًا تتحملوا القضية كلها وتصبرون علي ما يصيبكم من أذي أم خائفين فترجعوا للوراء؟! فقال لهم كلامًا صريحًا لكي يري القصة كيف تسير، قال لهم: كون أنكم مع النبي r هذه معناها أنكم ستفارقون العرب كافة، هل أنتم علي استعداد أن تحاربوا العرب؟! لو لم ندخل الإيمان سنقول: لا، لا نستطيع طبعًا العرب أصحاب السطوة، والمال، والسيادة والسلاح وغير ذلك وكل القبائل التي بجوارهم ستسمع كلامهم ولا تسمع كلام هؤلاء الشباب، ومعني ذلك أنكم ستدخلوا في حرب فتقتل أبوك أو أبوك يقتلك سنتفاني أيضًا و ستذوق عض السيوف ومرارة الضرب، فإذا كنتم ستصبروا علي القصة هذه كلها والله قوموا وبايعوه وأجركم علي الله لن تستطيعوا أن تصبروا علي هذا الكلام ليس من الضروري هذه البيعة فهو أعذر لكم عند الله إن أنت تبايعه ثم تخون ,قالوا له جميعاً (نح عنا يدك يا أسعد بن زرارة, هذه بيعة والله لا نذروها ولا نستقيلها) لن نترك الموضوع نحن ما خرجنا من بيوتنا إلا ونحن نعلم الكلام الذي تقوله: (ستعضون السيوف، سنفرق العرب) سنفعل كذا وكذا نحن علي استعداد أن نفعل كل هذا (فأمط عنك يدك يا أسعد بن زرارة فو الله ما نذر هذه البيعة ولا نستقيلها).< o:p>

يقول جابر t: ( فقمنا إليه رجلًا رجلًا يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا علي ذلك الجنة). إذًا هذا شأن الغرباء الأولين لأن كثير من الناس عنده حماسة، ولكن لا يعرف حقيقة القضية هذه الفتن التي تحيط بالمسلمين ليست وليدة الساعة وليست جديدة، ما من جيل من أجيال المسلمين في أي قرن من القرون الماضية إلا ومر بمثل هذا أو أشد.< o:p>

لكن المشكلة أن أكثر الناس لا يعلمون حقيقة الغربة الأولي: الغرباء الأولون كانوا يتميزون بالصدق العالي، وكانوا يعلمون يقينًا أن الله U ناصرهم ولذلك أقدموا علي الإيمان بالله سبحانه وتعالي ولم ينظروا إلي الأسباب المادية، وكانت أسباب مادية مهمة لكن النظر إليها أحيانًا يضعف النفوس القوية وكثيرًا ما يفسخ عزائم الجماهير، اليوم مثلًا عندما نأتي لقارن بين قوتنا وقوة خصومنا عندما أنا أقرأ مثلًا في الأخبار العسكرية وغير ذلك يقول: مثلًا اليهود عندهم مائتين وخمسين رأس ذرية، وعندهم أكثر من ثلاث آلاف طائرة مقاتلة، ولا أعرف كم طائرة هليكوبتر، وعنده قنبلة ذرية وهيدروجينية، وصواريخ بالستية ممكن تحمل رؤوس نووية، وعنده كذا وعنده كذا، وبعد ذلك عنده جواسيس ملئ الأرض، وعنده قنوات فضائية وعنده مجلات وجرائد وعنده كذا وعنده كذا، أنت ماذا لديك؟! عندما تفعل حسبة ببساطة شديدة تجد أنه لا تكافؤ مطلقًا بين عدونا وبيننا، لدرجة أنه وأنا كثيرًا ما أقرأ في هذه الأخبار، أقرأ في جريدة الأخبار حتى أستطيع أن أنزل النصوص علي الواقع فتستفيد الجماهير منها، أنا لا أقول للجماهير كلها أجلسوا واقرءوا أي حاجة، لا، لا تقرأ الجماهير إلا ما يفيدها في عقيدتها ويمتن هذه العقيدة، إنما قراءة كل مخططات الأعداء والكلام هذا ينبغي لمن يتصدرون للإصلاح أن يكونوا علي علم بها لأن العلم عبارة عن دليل ومناط، اليوم أنا لدي دليل، كيف أستخدمه؟! ممكن يكون الدليل صحيحًا وأستخدمه في غير محله فيحدث فساد، فمتى أعرف أناور ويكون عندي مناورة؟!، كيف أستطيع أن أخدع الخصم مثلًا وأستخدم حقي أنا أو أستخدم القرآن والسنة؟! لابد أن أعلم الاثنين لذلك حتى ابن القيم في (إعلام الموقعين) يقول: لابد للمفتي أن يكون عالمًا بالواقع الذي يُسأل عنه: لأنه ممكن يضع الدليل في غير مكانه فيحدث فسادًا.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير