القلة والذلة دائماً متشابكان: ربنا يقول U: ? وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ? الصحابة عندما خرجوا في غزوة بدر، خرجوا ليعوضوا بعض الخسائر المادية التي أذن الله U في أخذها؛ لأن كل واحد هاجر من قريش ترك داره وترك عقاره وترك أرضه وترك تجارته، وهرب بجلده أو سافر وحيدا، هاجر وحيدا إلى النبي r بالمدينة، ولما يأخذوا داره وعياله وعقاره ويذهب مُمْلقًا إلى النبي r، فقيراً لا يملكن شيئاً،.< o:p>
لما أحل الله U لأمة محمد صلي الله عليه وسلم الغنائم؟ يكون هناك تعويض لهؤلاء، فأباح الله U لهم شيئاً حرمه على الأمم كلها من لدن آدم u إلى زمن النبي عليه الصلاة والسلام.< o:p>
فضل أهل بدر علي الأمة: فأهل بدر لهم فضل على الأمة كلها، إلى أن تقوم الساعة، ذلك الله حرم الغنائم على كل نبي إلا النبي عليه الصلاة والسلام فأحلت الغنائم لنا إلى قيام الساعة، بفضل هذه الثلة الـ 314 فرد من الصحابة كان لهم بركة على مليارات من البشر إلى أن تقوم الساعة.< o:p>
لهذا نحن نحفظ لهم حقهم الذي حفظه لهم رسول الله r عندما قال: «لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية»، وقال r: « لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».< o:p>
الصحابة خرجوا للقاء عير قريش، أذن الله لهم في الغنائم، كما قال النبي r في الصحيحين من حديث أبي هريرة: «فلما رأى الله عجزنا وضعفنا أباحها لنا، وقال لم تحل الغنائم لسود الرءوس غيركم».الصحابة جالسين، قال: سنخرج لنأخذ عير قريش؟ فالصحابة قالوا نذهب لنأتي بالخيل والسلاح ولأمة الحرب، قال: لا، سنذهب نأخذ العير ونرجع، فحامية العير أربعون رجلا، كل واحد معه سلاح خفيف، لكن فوجئ أبو سفيان وغيره إن الصحابة عددهم 314 و إذا التفوا على أربعين سيقضوا عليهم .. فأبو سفيان لما علم وأن الصحابة خرجوا لهم، استصرخ قريشا أنجدوا أموالكم والمسلمين سيأخذونها.< o:p>
ولكن أبو سفيان استطاع أن يأخذ ساحل البحر، ونجي، وأرسل إلى قريش وقال لهم: لقد نجوت ولا داعي لخروجكم .. طبعا تعست أمة رأسها أبو جهل، أبو جهل قال: لا نرجع.< o:p>
القصة ليس قصة عير ولا غيره، القصة قصة إرهاب للعرب: أننا لابد أن نعرف العرب أن أي واحد يرمش بطرفه هكذا نحن سنؤدبه، فنخرج ألف واحد ومعنا السلاح والجمال والتموين والزاد، ونذهب إلى عين بدر، وتغنين القيان، ونشرب الخمر، - فتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدا- يريد يرعب كل من تسول له نفسه أن يقف لقريش يوما من الأيام, لكن غربت شمسه ولن تطلع مرة أخرى.< o:p>
النبي r خرج من الصحابة ليأخذ العير، العير هربت، أفلت أبا سفيان بالعير، والصحابة وجدوا أنفسهم بدون عير ولا شيء، ولكنهم وضعوا في موضع الحرب، وجدوا قريش أتت بألف رجل ومستعدة للحرب، لكننا لسنا مستعدين لحرب، وليس معنا سلاح، بدأ الصحابة يجادلون النبي r لما قال لهم إننا سنقاتل، بدئوا يجادلون النبي عليه الصلاة والسلام، أن يرجعوا، وأن العير فاتنا، ولا نقدر على النفير، لكن الله U أراد ذلك، وجمع بين المسلمين، وبين عدوهم على غير ميعاد, الصحابة لم يكن معهم إلا فرس واحد، فرس المقداد بن الأسود، وبعض الروايات تقول ليس معهم شيء، خرجوا حُسراً لا دروع لهم، والكل يعلم أن الذي يدخل الحرب يضع على ذراعه لباس من حديد، وإلا قطعت يده مع ضربة سيف، خرجوا حسراً ليس معهم خوذة؛ ليضعها على رأسه ليحميها، ولا لأمة الحرب التي يلبسها على ذراعه، وقريش جاءت تلبس الخوذ والدروع ومستعدين للحرب، والنبال والسهام والخيول وكل شيء .. < o:p>
فليس هناك تكافؤ بين العدو وبين المسلمين: وأيضًا هناك شيء آخر ممكن يتسبب في هزيمة المسلمين، كما قال تعالى: ? إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ?.? إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا ? العدوة الدنيا: أرض خبار رمل، تسوخ فيها الأرجل ويُمشى فيها بتعب ومشقة، ولما تريد أن تمشي على رمل تغوص رجل فيها ولا تستطيع أن تجري، فتخيل أن تركب فرسا والأرض خبار تحتك، كلها رمل، كيف ستقاتل؟ ? وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى ? العدوة القصوى: المكان الذي كانوا نزلوا فيه أرض صخرية، يستطيع أن يضرب
¥