التي بحثت عنها كثيرًا- وركبت العجلة وأعطيتها له هدية، هل آثرته على نفسه بهذا الكتاب الذي كان غاليا جدا علي، لكن وأنا ذاهب بالكتاب خطر ببالي شيء، قلت: سأحسب في كم سأذهب عليه؟ في كم من الوقت؟ وكان بيني وبينه حوالي خمسة كيلو مترات، فحسبت الساعة وانطلقت كالريح، وذهبت إلى باب بيته في ربع ساعة، بالعجلة العادية، بعد ما من الله علي، واشتريت سيارة، جئت لأروح عليه، فقلت أحسب في كم سأصل إليه؟ وصلت إليه بالسيارة في ربع ساعة، فتعجب كيف؟ فالسيارة تسير أسرع من العجلة العادية بكثير جدا، فكيف أصل في ربع ساعة بالعجلة العادية، وأصل في ربع ساعة بالسيارة، فأخذت أفكر في هذه المسألة عدة شهور، إلى أن وصلت إلى نتيجة، قلت: الذي كان يحملني إليه - أيام الدراجة - ليست الدارجة وإنما الحب، هو الذي كان يحملني إليه. فالحب كان يوصلني في ربع ساعة، لأني كلما قطعت المسافة، وقربتا المسافة وجدت رجلي تشتد في الحركة حتى أصل بسرعة، فقلت: إن الحب هو الذي حملني إليه.< o:p>
فالغربة قوة، وليست ضعفا كما يتصور الناس:، الغربة قوة، على الأقل تتمايز الصفوف، فاليوم ممكن أن تشك في كل شيء، بسبب الجواسيس المنتشرة كالأزر كالنمل في كل مكان، وأيضًا يمكن أن يقابل رجل فضولي، وليس جاسوسا، فتعتبره جاسوسا، لماذا يسأل هذه الأسئلة؟ يعني يقول لك: من أين أنت؟ وما اسمك؟ وأين تسكن؟ ومن تعرف؟ ولمن تحضر؟ هذا رجل أول مرة يقابل أو ثاني مرة، ويسألك كل هذه الأسئلة، على الرغم ممكن يكون رجل من أفاضل الأخوة، لكن رجل فضولي، فأنت تكتم المسألة لخوفك، هذا كله بسبب الزخم الشديد الكثير حولنا.< o:p>
أهمية النظر إلي الغُرباء الأوليين: فالغربة ليست ضعفًا، هذا ما أردت التنبيه عليه، حتى لا يتراخى ويقول أنا غريب وماذا أفعل؟ لا أنت تستطيع أن تفعل الكثير، بشرط أن تنظر إلى الغرباء الأولين، الإشكال أننا ننظر إلى السقف المنخفض، كأن أنظر إلى عشر سنين ماضية، لا أريدك أن تنظر في هذا الماضي القريب، دائما تنظر إلى جيل الصحابة الأول، وبزوغ شمس الإسلام، كيف استطاع هؤلاء أن يكونوا دولة في عشر سنوات، ولم يحدث هذا لأي جيل من الأجيال منذ خلق الله U الأرض ومن عليها إلى أن بعث النبي r ، ليس هناك جيل صنع دولة في عشر سنوات، إلا جيل الصحابة وحدهم.< o:p>
بما نستطيع أن نسود العالم؟ نستطيع أن نسود العالم، لكن نرجع فنرتدي رداء العبودية مرة أخرى، كلمة ـأنا حر، أنا مفلت - الذي يقولها الكثير، اعمل كذا يا بني، يقول: أنا حر، أنا حر هنا ليس معناه الحرية، لا، معناه أنا منفلت، أفعل ما يعن لي، إذا كان هو حر ويعمل هذا الكلام، فالعقوبات التي تنزل إليه من ربه يتحملها.< o:p>
لكن لا أحد يتحمل عقوبة من الله I، : ونحن نريد الخير للمسلمين جميعًا، ونقول: عندنا في أمتنا مواهب كثيرة، وعندنا خير كثير، ونحن منصورين بإذن الله على عدونا، هذا وعد الله لا يتخلف، ولكن نسأل الله U أن يستعملنا في مراضيه,< o:p>
تهديد الله Uمن ينكُل عن أمره: لأن U هدد من ينكل عن أمره، قال: ? وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ? في الجحود والنكران، وفي التخلص من أمر الله U، وإتباع الشهوات والشبهات، لا، يبعث عبادا له يقومون بحق العبودية له تبارك وتعالى.< o:p>
أرجو أن تكون كلماتي هذه قد وصلت إليكم، والكلام في هذا طويل الذيل، وربما الذي يتابعون موقعي، يعلمون أن هذه المعاني أنا أدور حولها بصفة دائمة، أجدد الخطاب وأبدل، ويمكن أن آتي بأمثلة جديدة، لكن المعنى واحد، لماذا؟ لأن هذا داؤنا في هذا العصر الذي نعيش فيه، له.< o:p>
نصيحة الشيخ حفظه الله:أرجو من الإخوة والأخوات ش جميعًا وبارك فيهم وفي ذرياتهم أن يأخذوا هذا الكلام وينظروا إلى مصداقه من كتاب ربنا I وسنة نبينا r، وعليهم بالسيرة، سيرة النبي، التي هي البيان العملي لحياته وحياة أصحابه.< o:p>
المحاور: جزي الله شيخنا،وهناك الكثير والكثير من الفتاوى، لكن نعتذر فلن نستطيع الرد على كل هذه الفتاوى .. < o:p>
¥